
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا تبــالي بـألْفِ خَطْـبٍ عراهـا
نفــسُ حُــرَّ مفجوعَــةٌ بحماهـا
شـفَّها الغيـظُ والأسـى وتراهـا
كظمــتْ غيظهـا وأخفـتْ أسـاها
كلمــا أوشــكتْ تسـيلُ دُمـوعي
ملــكَ اليـأسُ غَربَهـا فثناهـا
لا تُلمْنــي فكـم رأيـتُ دموعـاً
كاذبــاتٍ ضــحكتُ ممَّـنْ بكاهـا
قـد سـقى الأرضَ بائعوهـا بكاءً
لَعَنَتْهُـــمْ ســهوُلها ورباهــا
وطنـــي مبتلــىً بعُصــْبةِ دلاَّ
ليــنَ لا يتَّقــونَ فيــه اللـهَ
فــي ثيـابٍ تُريـكَ عِـزاً ولكـنْ
حَشـْوُها الـذُّلُّ والرّيـاءُ سَدَاها
ووجــوهٍ صــفيقةٍ ليــس تَنْـدى
بجلـــودٍ مدبوغـــةٍ تغشــاها
وصــــدورٍ كــــأنهنَّ قبـــورٌ
مظلمـــاتٌ قلــوبهمْ مَوتْاهــا
حُسِبوا في الرجالِ هلْ كانت الأن
عـــامُ إلاَّ لمثلِهــم أشــباها
يـا رجـالَ البلادِ يا قادةَ الأُم
مَــةِ مــاذا دهــاكُمُ ودهاهـا
هـل لـديكُمْ سياسةٌ غير هذا ال
قـول يُحيـي مـن النفوس قواها
صــكَّت الأَلســنُ المسـامعَ حـتى
لقيَـتْ مـن ضـجيجكُم مـا كفاها
عــرفَ النـاسُ والمنـابِرُ والأَق
لامُ أفضــالكم فهـاتوا سـِواها
كلكــم بـارعٌ بليـغٌ بحمـد ال
لَــهِ طَــبٌّ بحالنــا ودواهــا
غيـرَ أنَّ المريـضَ يرقـبُ منكُـم
هـذه الجَرعْـةَ الـتي لا يراهـا
كـان أولى بكم لو انَّ مع القو
لِ فعـــالاً محمــودة عقباهــا
مَثَــلُ القـولِ لا يؤيِّـدُه الفِـع
لُ أزاهيــرُ لا يفــوحُ شــذاها
وهــو كالدَّوْحَــةِ العقيـمِ ظلالٌ
واخضــرارٌ ولا يُرجَّــى جناهــا
رحـــمَ اللـــه مخلصــاً لبلادٍ
سـاوموه الـدُّنيا بهـا فأباها
لـو أتـوْه بـالتِبْر وَزْنَ ثراها
لأبــاهُ وقــال أفــدي ثراهـا
أُنْفـروا أيُّهـا النيـامُ فهـذا
يـومَ لا ينفـعُ العيـونَ كراهـا
كُشـفَتْ منكُـم المقاتـلُ وامتـد
دتْ إليهــا المثقفـاتُ قناهـا
نبَّئونـي عـن القـويِّ مـتى كـا
نَ رحيمـاً هيهـاتَ مَـنْ عزَّ تاها
لا يليــنُ القــويُّ حـتى يُلاقـي
مثَلــهُ عِــزَّة وبطشــاً وجاهـا
لا ســمتْ أُمَّــةٌ دَهَتْهــا خطـوبٌ
أرْهَقَتْهــا ولا يثــورُ فتاهــا
إبراهيم بن عبد الفتاح طوقان.شاعر غزل، من أهل نابلس (بفلسطين) قال فيه أحد كتابها: (عذب النغمات، ساحر الرنات، تقسم بين هوى دفين ووطن حزين) تعلم في الجامعة الأمريكية ببيروت، وبرع في الأدبين العربي والإنكليزي، وتولى قسم المحاضرات في محطة الإذاعة بفلسطين نحو خمس سنين، وانتقل إلى بغداد مدرساً ، وكان يعاني مرضاً في العظام ، فأنهكه السفر فمات شاباً.وكان وديعاً مرحاً.له (ديوان شعر).