
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســلامٌ كأنْفـاسِ الريـاضِ وَشـَي بهـا
نســيمٌ هــدوءاً والنــواظِرُ هُجَّــعُ
بجَرْعــاءِ وادٍ مــن تهامـة بعـدما
ســَقَتْها غيــوث لِلســماكَيْنِ هُمَّــعُ
وأَرْضــَعَها خِلْــفٌ مــن الطَّـلِّ آخـرٌ
مـن الليـل مـا زالت به فيه تَرْضَعُ
فجـاءَتْ كـأَنَّ المِسـْكَ خـالَطَ نَفْحَهـا
لهــا فـي أُنـوف الناشـقين تَضـَوُّعُ
علـى ضـَوْءِ شـَمْسٍ للهدايـة لـم تزل
لهـا أَبَـداً فـي مشـرق الدين مَطْلَعُ
على الفلْكِ فَلْكُ الدين والحُجَّة التي
تَــذِلُّ لهــا غُلْـبُ الرِّقـابِ وتَخْضـَعُ
علـى مـن غدا التوحيدُ مُذْ شُدَّ أَزْرُهُ
بهـا ولـه نُـورٌ علـى النـاس يَسْطَعُ
علـى مـن تَلافانـا الإمـامُ بهَـدْيِها
وللكــلِّ فــي بحـر الضـلالة مَشـْرَعُ
فأَنْقَـذْنا مـن ظُلْمَـةِ الجَهْل والعَمَى
بــه عَلَــمٌ نَلْجــا إليــه ونَفْـزَعُ
تَعـــافُ فضـــولَ العَيْـــش أَبِيَّــةٌ
لهــا وَهَـيَ نَحْـوَ المكرمـات تَطَلَّـعُ
وتهجـر طِيـبَ النَّـوْم والنـاسُ نُـوَّم
فتسـجد طـولَ الليـل دَأْبـا وتَرْكَـعُ
تَلَــذُّ صــِيامَ الـدهر غيـرَ مُطِيقَـةٍ
ولكنَّـــه زُهْـــدٌ بهـــا وتَـــوَرُّعُ
أَمَوْلاتَنــا قَــوْلُ المُشــَرِّفِ نَفْســَهٌ
نِـداء امْرىـءٍ منـه الفـؤادُ مُـرَوَّعُ
أنا الرجل المملوك ذو النَّسَب الذي
لأَعيَاصـــِهِ المُلْتَــفِّ عِصــُك مَجْمَــعُ
وقـد كـان منِّـي فـي القـديم تَعَلُّقٌ
بحَبْلِـــك ممّـــا أَتَّقِيــهِ وأَفْــزَعُ
وآكَــدُ مــن هــذا وذلــك أَنَّنــي
فَــتىً مَهْيَـعٌ الإِيمـان عنـدي مَهْيَـعُ
لــدى معشـرٍ أَمّـا الضـلالةُ عِنْـدَهم
فتُحْفَـــظُ لكـــنَّ الهُــدَى فيُضــَيَّعُ
وحيـداً أَكُـرُّ الطَّـرْفَ فـي غير مُنْصِفٍ
ولا أَحَـــدٌ أَلْجــا إِليــه فينْفَــعُ
تَكَنَّفَنــي الأَعْــداءُ مـن كـلّ جـانِبٍ
وقــاموا بلا شــكٍّ علــىَّ وأَجمعـوا
وســارَ لحَرْبــي عامِــداً وقَلِيعَـتي
هنالــك مــنْ تَحْـويِهِ حَيْـسٌ ويَنْبَـعُ
فدَاسـُوا بلادي واسـتباحوا عشـائِري
وكــلٌّ إِلــى مــا ســاءَني يَتَسـَرَّعُ
وأُحْــرقَ داري واســْتُبِيحَتْ مَحـارِمي
وأَضــْحَتْ بلادي وهْــيَ سـوداءُ بَلْقَـعُ
علــى خُطَــطٍ منهــنّ كَـوْني مُعَظَّمـاً
ببيضـــَةِ عِـــزٍّ منـــكِ لا تَتَصــَدَّعُ
ومنهـا الْتِزامـي بالهُـدَى وتَعَلُّقـي
بحبْـــل مـــتينٍ منــكَ لا يَتَقَطَّــعُ
وكَــوْني مـن قحطـان أَسـْلُكُ طُرْقَهـم
كمـا كـان قَبْلـي مـن تقَـدَّمَ يصـْنَعُ
وإِنِّـي امْـرُؤٌ لا يعـرف الجـارُ عنده
مــدى الـدهر إِلا حـولَ داري يُمْنـعُ
وتُمْسـي بـيَ الجيـرانُ وَهْـيَ عزيـزةٌ
لـــدىَّ كِـــرامٌ ســِرْبُهم لا يُــرَوَّعُ
فرامـوا اهتِضـَامي اهْتِضـامَ مُجاوِري
وذلــك مــن لَمْـسِ السـموات أَوْقَـعُ
فلا وأَبــي لــو حَــزَّ رأًَسـي قـاطعٌ
علـى الجـار مـا أَضـحى لديَّ يُزَعْزَعُ
وعلمــي يقينــاً أَنَّ حَزْبَــك غـالِبٌ
وجُنْـــدَك ممنــوعٌ ورأْيَــك مِصــْقَعُ
وقَوْلَـــك مســـموعٌ وعِــزَّك أَقْعَــسٌ
ورأْيَـــك متبــوعٌ وريحــك زَعْــزَعُ
فـــإِنْ تنصــريني نجــدةً وحميّــةً
ففــي مِثْـلِ حـالي للصـنيعة مَوْضـِعُ
فقـد نَصـَرَتْ سـَيفاً مـن الفُرْسِ عُصْبَةٌ
وســِيّان منهــم يــافِثُ والهَمَيْسـَعُ
أَتــاهم بــه مُستنصــِراً فَتحَرَّكَــتْ
حَمايـاهمُ والقـول فـي الحُـرّ ينْجَعُ
وإِنَّـي لأَرجـو منـك يوماً على العِدا
أَبُــلُّ بــه حَــرَّ الغليــل وأَنْقَـعُ
وأَنَقِــمٌ ثَـأْراً مـن نِـزارٍ وأَقْتضـي
بمــا أَســْلفوه مـن فِعـالٍ فـأَقْنَعُ
السلطان الخطاب بن الحسن بن أبي الحفاظ الحجوري.أحد شعراء القرن السادس الهجري من أهل اليمن، متصوف، فارس، في شعره لين وقسوة وله هجاء مر لمخالفيه في العقيدة ومن ذلك قوله في لعن من نحى مذاهب الباطنية وإباحة سفك دمه:دينَي لَعْنُ الباطنِّي الذي يَصُدُّ عن نَهْجِ الهُدَى الواضِحِ وقد تأثر بالدعوة الفاطمية بمصر ، واختلف مع أخيه الأكبر ( أحمد ) الذي تولى الحكم بعد موت والده حتى نشبت الحرب بينهما وانتهت بمقتل أخيه أحمد، فاستلم مقاليد الحكم بعده فقام عليه أخوه سليمان الذي كان كأخيه أحمد معانداً للأئمة الفاطميين فقتله الخطاب، فقام عليه أولاد سليمان فقتلوه.