
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أُوَدِّعُ لا عــــن جَفْــــوَةٍ ومَلالَــــةٍ
عَرَتْنــي ولا إِنّــي بقَــوْمي أُســامِحُ
ولا ضـاقَ بـي رَحْـبُ الـدِّيار ولا نَبَـتْ
بحُــبيّ حَجــورٌ وَهْــيَ فَيْــحٌ فسـائِحُ
ولا تَجْـرِ لـي الطيرُ الغوادي بَوارِحا
بأَرضــي بــل طيــري بهــنّ سـَوانِحُ
ولا حاصــَني حــالٌ مــن الآل فاســِدٌ
علـى البُعْدِ بل حالي لدى الكلّ صالحُ
سـِوى أَنَّ لـي بيـن الضـلوع جوانِحـاً
مـن المجـد مـا تنفـكّ وَهْـيَ جوانِـحُ
وقَلبــاً مُعَنًّــى بالمعــالي وهمّــةً
تُصـــادِمُ أَفلاكَ الســـما وتُناطِـــحُ
ونَفْسـاً إِذا رُمْـتُ السـُّدُوَّ عـن العُلي
فمــا هــي منّــي بالســُّلُوِّ تُسـامِحُ
عَلِقْتُ العُلَي والمَجْدَ في المَهْدِ مُرْضَعاً
يغـــادي فُــؤَادِي حُبُّهــا ويُــراوِحُ
وخُوِّلْتُهــا مُــذْ حُــلَّ عَقْـدُ تَمـائِمي
ومــا لاحَ فـي خـدّي مـن الشـَّعْرِ لائِحُ
فكيـف تـرى أَرجـو السـُّلُوَّ عن العُلي
وقـد لَفَعَـتْ بالشـَّيْبِ منِّـي المسـائِحُ
وأَضــحى غُــرابٌ للمَشــِيبِ بمفْرِقــي
وفَــوْدِيَ شــَيْبٌ وَهْـوَ بالعَبْـدِ صـائِحُ
وصــاحَبْتُ شـيطانَ البَطالَـةِ والصـِّبيَ
أَلا إِنَّ شـــيطانَ البَطالَـــةِ فاضــِحُ
ولــم يُلْهِنــي عمّــا أَرُومُ مَطــاعِمٌ
لِــــذاذٌ ولا مشــــروبةٌ ومناكِـــحُ
ولا مَلْبــسٌ ضـافٍ علـى الجسـم نـاعِمٌ
تفــوح بريــح المســْكِ منـه روائِحُ
نَفَضــْتُ يـدي مـن كـلّ هـذا ولاحَ لـي
طريـق نهيـجٌ لـي إلـى المجـد واضِحُ
أَبَــتْ لـي أَنْ آتـي الـدَّنايا أُبُـوَّةٌ
موازينُهــا فــي المكرمـات رواجـحُ
أَأَرضـى بمـا يرضـى الـدَّنِئُ وقد سَمَتْ
إِلـى النجـم بـي غُلْبُ الرِّقاب جَحَاجِحُ
ومَـدَّ بـيَ البـاعَ الطويلَ إِلى العُلَي
أَغَــرُّ لـه قَلْـبٌ إلـى المجـد طامِـحٌ
تَبَــوَّعَ لــي مَــدّاً إِليهــا مُعَظَّــمٌ
إذا لاحَ أَغْضــَيْنَ العيــونُ اللَّوامِـحُ
رمــى بــيَ منهــا كـلَّ فَـجٍّ ومَهْمَـهٍ
مُصــِيبٌ إِذا رامَ المقــاديرَ ناصــِحُ
وقَعْقَـعَ بـي بابـاً مـن العِـزِّ مُغْلَقاً
وإِنِّــي لــه عمّــا قليــل لفاتِــحُ
نضـاني علـى الأَعـداءٍ سَيْفاً فلم أزل
أَذُبّ وأَحْمــــى دونــــه وأُكافِـــحُ
وفَوَّضـــَني فـــي مـــاله وأُمــوره
مَلِيــكٌ لــه خُلْقــان عَــذْبٌ ومالِـحُ
جـوادٌ لـدى الحَـرْبِ العَـوانِ بنفسـه
إِذا أَحْجَمَـتْ تلـك النفـوسُ الشـحائِحُ
ونَـوَّهَ باسـَمي وارتضـى بـي مُـوازِراً
نصــيحاً إِذا غَـشَّ النصـيحُ المُناصـِحُ
أَينهـضُ بـي نحـو المكـارم والعُلَـي
وأَقْعُـــدُ إِنـــي للحيــاء لطــارِحُ
أَمــولايَ هــاكم وَقْفَــة مــن مُـوَدِّعٍ
مـــدامِعُهُ خَــوْفَ الفِــراق ســوافِحُ
يسـير ويمضـي فـي يـد اللـه رُوحُـهُ
ويَنْـــأَي ولكــنْ قَلْبُــهُ لا يُبــارِحُ
فِـــإنْ نَزَحَــتْ بــي عنــك أَونَــوَي
قَــذوفٌ فمــا روحــي ومَجْـدُك نـازِحُ
ولا بُـــدَّ مــن يــومٍ أَغَــرَّ مُحَجَّــل
تقـوم علـى الأَعـداء فيـه النـوائِحُ
أَقــودُ لهــم مـن آل قحطـان جَحْفَلا
يُبَيَّتُهـــم فـــي أرضــهم ويُصــابِحُ
وأَعْرُكُهـــم عَــرْكَ الأَدِيــم بمِقْنَــب
تَزَعْـــزَعُ منـــه مكَّـــةٌ والأَباطِــحُ
بــه كــل هَفَّــاف القميــص سـَمَيْدَعٌ
يُصــافِحُ منــه بالوريــد الصـفائِحُ
يقــوم مقـام الأَلْـفِ فـي كـلِّ مـأْزِقٍ
ويَبْسـِمُ فـي الهَيْجـاءِ والمـوتُ كالِحُ
ويَلْقَـى الـرَّدَى طَلْـقَ الأَسـِرَّةِ حاسـِراً
إِذا حــادَ عنـه المُسـْتَعِدُّ المُكافِـحُ
وجُــرْدٌ مـن الخَيْـلِ الجيِـادِ سـَوابِحٌ
عِتــاقٌ نَمَتْهُــنَّ العِتــاقُ السـوابِحُ
وكــــلُّ رُدَيْنِــــيٍّ أَصـــمَّ كـــأَنه
رشــاءٌ أَغــارَتْهُ الأَكُــفُّ المَواتِــحُ
وأَبيــضَ مشــحوذ العَرانِيــن حَــدُّهُ
إِذا سـُلَّ يـومَ الـرَّوْع بِالـدم راشـحُ
إِذا أَظْلَــمَ النَّقْــعُ المُثَـارُ فـإِنَّه
وأَضـــرابه فــي حــافَتَيْهِ مَصــابِحُ
أَنـالُ بـه مـن أَمْـرك الغَـرَضَ الـذي
يُســـاءُ لــه ضــِدٌّ ويُرْغَــمُ كاشــِحُ
السلطان الخطاب بن الحسن بن أبي الحفاظ الحجوري.أحد شعراء القرن السادس الهجري من أهل اليمن، متصوف، فارس، في شعره لين وقسوة وله هجاء مر لمخالفيه في العقيدة ومن ذلك قوله في لعن من نحى مذاهب الباطنية وإباحة سفك دمه:دينَي لَعْنُ الباطنِّي الذي يَصُدُّ عن نَهْجِ الهُدَى الواضِحِ وقد تأثر بالدعوة الفاطمية بمصر ، واختلف مع أخيه الأكبر ( أحمد ) الذي تولى الحكم بعد موت والده حتى نشبت الحرب بينهما وانتهت بمقتل أخيه أحمد، فاستلم مقاليد الحكم بعده فقام عليه أخوه سليمان الذي كان كأخيه أحمد معانداً للأئمة الفاطميين فقتله الخطاب، فقام عليه أولاد سليمان فقتلوه.