
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أدارَ الكــأس مترعــةً شـرابا
وأهــداها لنـا ذهبـاً مـذابا
وقـد غـارت نجـوم الصـبح لمَّا
رأتـه وهـو قـد كشـفَ النقابا
وقـالَ لـيَ الهوى فيه اصطحبها
وطِـبْ نفسـاً بهـا فالوقت طابا
ونحــنُ بجنَّــةٍ لا خلــدَ فيهـا
ولا واش نخــاف بــه العقابـا
ونـارُ الحسـن فـي وَجَنات أحوى
مـن الغلمـان تلتهـب التهابا
أدرهــا يــا غلام عَلـيَّ صـرفاً
وأرشــفني بريقتــك الرضـابا
أدرهــا مُــزَّة تحلــو وَدَعنـي
أُقبِّــل مـن ثنايـاك العـذابا
أراش ســـهامَ مقلتــه غريــرٌ
إذا أرمـى بهـا قلبـاً أصـابا
وطـافَ بهـا على الندمان يسعى
كــأَنَّ بكفِّــهِ منهــا خضــابا
وشــَرِبٍ يشــهدون الغـيَّ محضـاً
إذا الشـيطان أبصـرهم أنابـا
عكفـت بهـم علـى اللَّـذَّات حتَّى
قرعـت بهـم مـن الغايات بابا
مـتى حجـب الوقار اللَّهو عنهم
رأوا أنْ يرفعـوا ذاك الحجابا
وقــاموا للَّـتي لا عيـبَ فيهـا
يــرَوْنَ بتركهـا للعـاب عابـا
كــأَنَّ مجــالس الأفـراح منهـم
كـؤوس الـرَّاح تنظمهـم حبابـا
تريــك مــذاهباً للقـومِ شـتَّى
وتــذهب فــي عقـولهم ذهابـا
تحرَّينـــا الســـرور وَرُبَّ رأيٍ
أرادَ الخِطْـءَ فاحتمـل الصوابا
ومـا زلنـا نريـق دمَ الحميَّـا
ونشــربها وقـد سـاغتْ شـرابا
إلـى أن أقلعـت ظلـم الدياجي
كمــا طيَّـرتَ عـن وكـرٍ غرابـا
وغنَّتنــا علــى الأَغصــان وُرْقٌ
نهــزّ لهــنَّ أعطافــاً طرابـا
وقـد ضـحكَ الأَقـاح الغـضُّ منَّـا
وأبصــرَ مــن خلاعتنـا عجابـا
وظـلّ البـان يرقـص والقمـاري
تغنِّيــه انخفاضــاً وانتصـابا
وفينــا كــلُّ مبتهــج خليــعٍ
طــروب شــبَّ عارضــه وشــابا
إذا شــرب المــدام وأطربتـه
أعادَ على المشيبِ بها الشبابا
ألا بــأبي مــن العشــَّاق صـبٌّ
مـتى ذكـر الغـرام لـه تصابى
بكُــلِّ مهفهــفِ الأعطـاف يعطـو
بجيــد الظـبي روع فاسـترابا
إذا وطــئ الــتراب بأخمصـيه
تمنَّــى أن يكــون لـه ترابـا
وأيــم اللــه إنــك مسـتهام
إذا استعذبت في الحبِّ العذابا
أعــدْ لـي ذكـر أقـداحٍ كبـارٍ
ملاءً مـــن شــربك أو قرابــا
وخـلِّ اليـوم عنـك حـديث سلمى
فلا ســلمى أريـد ولا الربابـا
ومـن قـول الشـجيّ سـألت ربعاً
خلا ممَّــن أُحــبّ فمــا أجابـا
وخــذ بحــديث ســلمانٍ فـإنِّي
أحـبّ بـه الثنـاء المسـتطابا
يهـاب مـع الجمـال ولا يـدارى
ويوصــف بالجميــل ولا يحـابى
فلــو فــاكهته لجنيـت شـهداً
ولــو عــاديته لشـهدت صـابا
ولــم تــرَ قبلـه عيـنٌ رأتـه
جميلاً راح محبوبـــاً مهابـــا
ينـوب عـن الصـَّباح إذا تجلَّـى
ومـا نـاب الصـَّباح لـه منابا
بنفســي مــن أفــديه بنفسـي
ومــا فـدَّاه مـن أحـدٍ فخابـا
رغبـت عـن الأنـام بـه فأضـحى
يطــوِّقني أيــاديه الرغابــا
فكـان لـيَ الثنـاء عليه دأباً
وكـان لـه الندى والجود دابا
هـم الـرأس المقـدَّمُ مـن قريش
يريـك النـاس أجمعهـا ذنابـا
وهـم مـن خيـر خلق الله أصلاً
وفرعــاً واحتسـاباً وانتسـابا
ويرضـى اللـه مـا رضـيت قريشٌ
ويغضـب إنْ هـم راحـوا غضـابا
ففيهــم شـيَّد اللـه المعـالي
وفيهـم أنـزل اللـه الكتابـا
أولئك آلُ بيــــتٍ أنزلوهـــا
تراثـاً عـن أبيهـم واكتسـابا
شـواهق مـن جبـال المجد تسمو
مفاخرهـــا وأبنيــة رحابــا
وأخلاقـــاً مهذَّبـــة لِـــداناً
وإيمانـاً مـن الجـدوى رطابـا
إليكــم ننتمـي وبكـم نبـاهي
مـن البحـر الشرايع والعبابا
وفـي الـدَّارين ما زلنا لديكم
نجـوز الأجـر منكـم والثوابـا
وأبلـغ مـا يكـون بـه التَّمنِّي
دنــوًّا مـن جنابـك واقترابـا
زمانــاً راعنـي بنـواك شـهراً
فمـا لـي لا أريـع به الركابا
فليـس العيـدُ مـا أوفـى بعيدٍ
ولـم أشـهد بـه ذاكَ الجنابـا
وعاتبنــا بفرقتــك الليـالي
علـى مـا كـانَ حزناً واكتئابا
فأمَّــا أقصــر الأَشـراف باعـاً
فـأطولهم مـع الـدُّنيا عتابـا
فيـا قمـراً عـن الزوراء غابا
زمانــاً للتنــزُّه ثــمَّ آبــا
طلعـت طلـوع بـدر التِّـمِّ لمَّـا
غَرَبْــتَ فلا لقيــت الاغترابــا
وجئت فجئتنــا بـالخيرِ سـيلاً
تُسـيلُ بـه الأباطـح والهضـابا
فإنَّــك كلَّمــا استُسـقيت وبلاً
ســقيت وكنــت يـومئذٍ سـحابا
فمـن مِنَـح شـرحتَ لنـا صـدوراً
ومــن مِنَـنٍ تقلّـدها الرقابـا
ولمَّـا أنْ نظمـتُ لـه القـوافي
ولجـت بهـا على الضرغام غابا
وقمــتُ عليـه أُنشـدُها وأهـدي
لحضــرته الـدعاء المسـتجابا
إذا منـع اللئيـم نـدى يـديهِ
أبــى إلاَّ انصـباباً وانسـكابا
عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب.شاعر من فحول المتأخرين، ولد في الموصل، ونشأ في بغداد، وتوفي في البصرة.ارتفعت شهرته وتناقل الناس شعره، ولقب بالأخرس لحبسة كانت في لسانه.له ديوان يسمى (الطراز الأنفس في شعر الأخرس -ط).