
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أسـيرُ وقـد جـازت بنا غاية السُّرى
ولاحـــت خيـــام للحمــى وقبــابُ
ســوابحُ فـي بحـر السـراب كأنهـا
بغــارب أمــواج الســراب حبــاب
تحــنّ إلــى أيــام ســلعٍ ورامـةٍ
ومـا دونهـا فـي السـالفات قـراب
إذا خـوطبت فـي ذكـر أيامها الألى
ثناهـا إلـى الوجـد التليـد خطاب
كــأن حشــاها مــن وراء ضـلوعها
تقـــاطر مــن أجفانهــا وتــذاب
وعــاتبت الأيــام فيمـا قضـت بـه
وهــل نــافع منـك الفـؤاد عتـاب
إلى الشيخ عبد القادر العيس يمَّمت
فتـــمَّ لهــا أجــر وحــق ثــواب
ومـــا لســوى آل النــبيّ محمّــدٍ
تحــثّ المطايــا أو ينــاخ ركـاب
كــأنَّ شـعاع النـور مـن حضـراتهم
تشــق حشــا الظلمـاء فهـي حـراب
عليهـا مـن الأنوار ما يبهر النهى
وينصــــل فيهـــا للظلام خضـــاب
يراهــا بعينــي رأسـه كـل نـاظر
ومــا دونهــا للنــاظرين حجــاب
فللــه قــبر ضــمّ أشــرفَ راقــدٍ
لــديه كمــا ضــم الحسـام قـراب
جنــاب مريــع عظــم اللـه شـأنه
فجـــلَّ لـــه قــدر وعــز جنــاب
تصــاغر كبَّــار الملــوك جميعهـا
بحضــرة بــاز اللــه فهـي ذبـاب
ويســتحقر الجبــار إذ ذاك نفسـه
فيرجــو إذا مــا راعــه ويهــاب
قصــدناك والعــافون أنـت ملاذهـم
ومــا قصــدوا يومـاً علاك وخـابوا
تليـن الرزايـا فـي حماك وإن قست
وكــم لان منهــا فــي حمـاك صـلاب
بـك اليـوم أشـياخ كبـار تضـرعوا
إلـى اللـه فيمـا نـابهم وأنابوا
علــى فطــرة الإسـلام شـبت وشـيَّبت
مفــارقهم ســود الخطـوب فتـابوا
قـد اسـتعبرت أجفـانهم منـك هيبة
ومــالت لهـم عنـد الضـريح رقـاب
يمـدون أيـدي المسـتميح من الندى
ومــا غيـر إعطـاء المـرام جـواب
تُنــال بــك الآمــال وهـي بعيـدة
وتقضــى بــك الآمــال وهـي صـعاب
وأنَّـى لنـا يـا أيهـا الشيخ جيئة
إلــى بابـك العـالي وليـس ذهـاب
إلـى أن ترينا الخطب منفصم العرى
وللأمــن مــن بعـد النـزوح إيـاب
وحـتى نـرى فيمـا نـرى قـد تقشعت
غيـــوم غمـــوم واضــمحل ضــباب
إلام نعـــاني غصـــةً بعــد غصــةٍ
ونرمـــى بأســـهام الأذى ونصــاب
أبـا صـالح قـد أفسد الدهر أمرنا
وضـاقت علينـا فـي الخطـوب رحـابُ
وتـالله مـا ننفـكّ نسـتجلب الرضى
علينــا مــن الأيــام وهـي غضـاب
وتعـدو كمـا تعـدو الذئاب صروفها
علينـــا وأحــداث الزمــان ذئاب
وإنــا لفــي دهـر تسـافل بعـدما
أقيــم مقــام الـرأس فيـه ذنـاب
فــوا عجبــاً ممــا نـراه بجيلـه
وأكــثر أحــوال الزمــان عجــاب
يـذاد عـن المـاء النمير ابن حرة
وللنـــذل فيهــا مــورد وشــراب
وتعلـو علـى أعلـى الرجـال أراذل
وتســطو علــى ليــث العريـن كلاب
فلا خيـر فـي هـذي الحيـاة فإنهـا
عقـــاب ومــا لا تشــتهيه عقــاب
حيـــاة لأبنــاء اللئام وجودهــا
نعيـــم وللحــر الكريــم عــذاب
إلـى اللـه ممـا نابنـا أيّ مشتكى
وللــه مــا نُرمــى بــه ونصــاب
إذا مـا مضـى عنـا مصـاب أهالَنـا
دهانـــا مصـــاب بعــده ومصــاب
وأحــداثُ أيــام تشــبُّ ولـم تَشـِبْ
كـأن لـم يكـن قبـل المشـيب شباب
تَشــُنُّ علينــا غــارة بعـد غـارة
فنحـــن إذاً غُنــمٌ لهــا ونهــاب
فيـا آل بيـت الـوحي دعـوة ضـارع
إلــى اللــه يــدعو ربـه ويجـاب
صــــلاح ولاة الأمـــر إن صـــلاحهم
يعــود علينــا والفســاد خــراب
بحيـث إذا رامـوا الإسـاءة أقلعوا
أو اجتهــدوا فيمـا يَسـُرُّ أصـابوا
مـــواردكم للحـــائمين كأنهـــا
مــوارد مــن قطـر الغمـام عـذاب
وهـل ينبغـي الظمآن من غير فضلكم
وُروداً ومـــاء البــاخلين ســراب
نعفّــر منــا أوجهـاً فـي صـعيدكم
عليهــنّ مــن صـبغ المشـيب نقـاب
فلا دونكـــم للقاصـــدين مقاصــد
ولا بعـــــدكم للطـــــالبين طلاب
مفاتيــح للجـدوى مصـابيح للهـدى
فأيــديكم فــي العــالمين رغـاب
بكـم يـرزق اللـه العبـاد وفيكـم
تنـــزَّل مــن رب الســماء كتــاب
وأنتـم لنـا فـي هـذه الدار رحمة
إذا مســـَّنا فيهـــا أذىً وعــذاب
ومــن بعــد هـذا أنتـم شـفعاؤنا
إذ كــانت الأخــرى وقــام حســاب
لأعتــابكم تزجــى المطـي ضـوامراً
وتطــــوى فلاة قفــــرة ويبـــاب
إذا كنتــم بــاب الرجـاء لطـالب
فمــا سـد مـن دون المطـالب بـاب
عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب.شاعر من فحول المتأخرين، ولد في الموصل، ونشأ في بغداد، وتوفي في البصرة.ارتفعت شهرته وتناقل الناس شعره، ولقب بالأخرس لحبسة كانت في لسانه.له ديوان يسمى (الطراز الأنفس في شعر الأخرس -ط).