
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِمَـن السـوابقُ والجيـادُ الضـُمَّرُ
تخـدي ويزجرهـا الغـرام فتعثَـرُ
حفَّـت بهـا أُمَـمُ الرِّجـال كأَنّهـا
زمـرٌ تسـاق إلـى الجنـان وتحشر
يَتَشــرَّفون بحمــل ثَــوبِ نـبيِّهم
فـوق الـرؤوس هـو الطراز الأخضر
وحلاوة الإِيمــان حشــو قلــوبهم
ولســانهم عــن ذكــره لا يفـتر
يبكــون مــن فـرحٍ بـه بمـدامعٍ
كالــدّرّ فــوقَ خــدودهم تتحـدر
كــلٌّ لــه ممَّـا اعـتراه صـبابة
كبـــدٌ تــذوب ومهجــة تتســعر
مــترجّلين كأنّمــا مــالت بهـم
راحٌ يســـكِّر ذكرهــا أو تســكر
وتـرى السـَّكينة والوقـار عليهم
والخيـل مـن تيـه بهـا تتبخـتر
حَمَلَــت ثيـاب نبيِّنـا وسـعت بـه
سـعياً علـى أيـدي الليالي يشكر
وتفـاخروا فـي لَثْمهـا وتـبركوا
حقًّــا لمثلهـم بهـا أن يفخـروا
أمُّـوا بهـا النّعمان حتَّى شاهدوا
إشـراقَ نـور ضـريحه فاستبشـروا
حيـث الهدى حيث المكارم والتقى
حيـث الفضـائل منـه عنـه تنشـرُ
أرضٌ مقدَّســــةٌ وتـــرب طـــاهر
ومشــاهد فيهــا الـذنوب تكفـر
وبكـوا سـروراً فـي معاهـد أُنسِهِ
غشـَّى عيـونهم السـنا فاستعبروا
لاحـتْ لهـم هـذي القبـاب فهلَّلوا
وبـدا لهـم هـذا المقام فكبَّروا
هـذا إمـامُ المسـلمين ومذهب ال
حــقَّ المــبين وســرّه والمظهـر
هــذا مـداد العلـم هـذا بـابُه
إنَّ العلـــوم بصـــدره تتفجَّــر
هــذا صــباح الحـقّ هـذا شمسـه
قــد راقَ منظــره ورق المخــبر
هـذا الـذي فـي كـلِّ حالٍ لم يزل
عَلَمـــاً علــى الأَعلام لا يتنكــر
هـذا الـذي أوفـى الفضائل كلَّها
فـازَ المُقِـرُّ بهـا وخـابَ المنكِرُ
هذا المنى هذا الغنى هذا التقى
هـذا الهُـدى هذا العُلى والمفخر
هـذا الإِمـامُ الأعظـم الفرد الذي
آثــاره تبقــى وتفنــى الأَعصـر
إنْ تنكـر الأَرفـاض فضـل إمامِنـا
عَرَفوا الحقيقة والصواب فأنكروا
لُعِــن الرَّوافـض إنَّمـا أخبـارهم
كــذِبٌ علــى آل النــبي تُــزَوّر
السـَّادة الغـرّ الميـامين الأُلـى
قـد نزّهـوا ممَّـا سـمته وطُهـروا
كــذبت عليهــم شــيعة مخذولـة
قـالوا كمـا قالَ اليهود وكفَّروا
وكـذا الهشـامان اللَّذان تزندقا
فقضــى بكفرهمـا الإِمـام وجعفـر
سـاؤوا رسـول اللـه فـي أصحابه
وبقــولهم بالإِفــك وهــو يكفـر
لعنـوا بما قالوا وغُلَّت منهم ال
أيـدي وذلّـوا بعـدها واستحقروا
هتكـوا الحسـين بكـلِّ عـامٍ مـرَّةً
وتمثَّلـــوا بعــداوةٍ وتصــوَّروا
وَيلاهُ مــن تلـك الفضـيحة إنَّهـا
تُطـوى وفـي أيـدي الروافض تُنْشَرُ
كتمــوا نِفاقـاً دينَهـم ومخافـةً
فلـو اسـْتُطِيعَ ظهـوره لاسـتظهروا
أو كــانَ ينفـذ أمـره لتـأثَّروا
أو كـانَ يَسـمع قـولهم لتحيَّـروا
لا خيـر فـي ديـن ينـافون الورى
عنــه مــن الإِسـلام أو يتسـتَّروا
ليـس التقـى هـذي التقيّـة إنَّما
هـذا النّفـاق ومـا هواه المنكر
هـم حرَّفـوا كَلِـمَ النَّبيّ وخالفوا
هـم بـدَّلوا الأَحكـام فيه وغيَّروا
لـو لـم يكـن سَبُّ الصَّحابة دينَهم
لتهــوَّدوا فـي دينهـم وتنصـَّروا
ســبُّوا أئمَّتنــا وأنجـمَ ديننـا
مـن نرتجـي يـوم المعـاد ونذخر
قـد جاهـدوا فـي الله حقّ جهاده
وتطــاولوا لكنَّهــم مـا قصـَّروا
فتحــوا البلاد ودوَّخوهــا عنـوة
جمــع الضــلال بفتحهــا يتكسـر
إنَّ الجهــاد علـى الروافـض لازمٌ
ويثــاب فــاعله عليــه ويـؤجر
مــن لـم يعـادِهمُ فـذاك مذبـذبُ
أو لــم يكفرهــم فــذاك مكفَّـر
يـا قـدوة الإِسـلام يا عَلَم الهُدى
إنَّ الهُـدى مـن نـور علمـك يظهر
ولقـد ورثـت عـن النَّـبيِّ علـومه
فجــرت لـديك فإنَّمـا هـي أبحـر
جئنــاكَ فـي ثـوب النَّـبي محمَّـدٍ
فيـه الفخـار وفيـه مـا نتخيَّـر
ومنــوّرٍ بضــريح أفضــل مرســلٍ
يــا حبَّـذا ذاك الضـريح الأَنـور
ومعفّــرٍ بــترابِ أشــرفِ حضــرةٍ
فالمســك بعـض أريجـه والعنـبر
هــو رحمــةٌ للعــالمين ورأفـةٌ
وهــو البشـير لخلقـه والمنـذر
متوســِّلين بســترِ قــبرِ محمَّــدٍ
ســتر بــه قـبر الرَّسـول مسـَتَّر
يـــا ربَّنـــا بمحمَّــدٍ وبــآلِهِ
مَـن منهـم أثـر الهدايـة يـؤثر
وبصـــحبة النَّاصـــرين لــدينه
من أوضحوا سبل الهُدى إذ أظهروا
يــا ربّ بالعلمـاء أعلام الهُـدى
العــاملين بمــا تقـول وتـأمر
نحـنُ العبيـد كمـا علمت بحالنا
والعَبْــدُ يـا ربّ العبـاد مقصـّر
كــل يرجّــي فضــل رحمــة ربِّـه
ويخــاف إيعـاد الـذنوب ويحـذر
متـــذلِّلين مقصـــّرين لــذنبهم
يــا مـن يـذلّ لعـزِّهِ المسـتكبر
فاسـبل علينـا ثـوب حلمك مالنا
إلاَّ بحلمــك يــا كريــمُ تَســَتُّرُ
واغفـر بعفـوك يـا غفور ذنوبنا
إنَّ الــذنوب بجنـب عفـوك تغفـر
وانصـر إمـام المسـلمين وجيشـه
نعــم الإِمـام لمـا بـه نستنصـر
يــا ربّ سـامحْنا علـى هفواتنـا
فــذنوبنا ممَّــا علمنــا أكـبر
هــذا علــيٍّ قــد أتـى متوسـِّلاً
يرجـو الثـواب إذا الخلايق تحشر
فــأجبه بـالغفران واخـذل ضـدَّه
يـا مـن يفـوز بعفـوه المستنصر
واعـلِ علـى رغـم الأعـادي قَـدْرَهُ
وانصــره إنَّـك سـيِّدي مَـن تنصـرُ
دمِّــر بـه أهـل الضـلال جميعهـا
ليفرّقــوا فــي سـيفه ويُـدمَّروا
أيِّـد بـه الـدِّين القـويم فـإنَّه
ذو غيـــرة بالــدِّين لا يتغيَّــرُ
لا يتَّقــي فــي اللـه لومـة لائمٍ
خصــم الأَعــادي والعـدوُّ الأكـبرُ
عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب.شاعر من فحول المتأخرين، ولد في الموصل، ونشأ في بغداد، وتوفي في البصرة.ارتفعت شهرته وتناقل الناس شعره، ولقب بالأخرس لحبسة كانت في لسانه.له ديوان يسمى (الطراز الأنفس في شعر الأخرس -ط).