
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إلـى إحسـان مولانا الرفاعي
بكشـكول الرَّجـاء مددت باعي
هـو القطب الذي لا قطب يدعى
سـواه فـي الأنـام بلا نـزاع
عريـض الجـاه ذو قـدر كريمٍ
طويـل الباع بل رحب الذراع
تَولَّـدَ مـن رسـول اللـه شبلٌ
بـه دانـت لـه كـلُّ السـباع
وقبّــل كــفَّ والـده جهـاراً
غـدت بـالنور بادية الشعاع
وشـاهدنا الثقـات وكـل فرد
رآهــا بــانفراد واجتمـاع
فتلـك فريّـة لـم يخـط فيها
ســواه مـن مطيـع أو مطـاع
عشـقت طريـق حضـرته عيانـاً
وأمـا الغيـر يعشق بالسماع
بــذكر جلالــه وعلاه نمشــي
رويـداً فـوق أنيـاب الأفاعي
فمــاء زلالـه يـروي غليلـي
وروضـي إن تنكـرت المراعـي
ولــم أعبـأ بجعجعـة وطحـن
فـذاك الصـخر خرّ من اليفاع
مجيـري إن تعـاقبت الرزايا
وغـوثي إن تكـاثرت الدواعي
إذا مـا الـدهر جلَّلَنا بخطب
وأورث صــدعه سـوء الصـداع
بهمتــه العليّـة إن تـوالت
نكيــل خطـوبه صـاعاً بصـاع
أبـا العلمين سيِّدنا المفدى
علـى وجـل أتيـتُ إليك ساعي
أتيتـك زائراً أبغـي قبـولاً
ففيـك توصـلي ولـك انقطاعي
أتيـت إليـك أشـكو من ذنوب
تولـدها بنـا قبـح الطبـاع
فمـا كـذبت بما أرجو ظنوني
ولا خـابت بنـا تلك المساعي
لقــد عصـرتنيَ الأيـام حتَّـى
جـرى مـن مقلتي لبن الرضاع
لك الهمم التي شهد المعادي
بهـا إذ لا سبيل إلى الدفاع
إذا خفقـت رياح العزم منها
أمِنَّـا فـي حمـاه من الضياع
وليـس سـواه فـي حـزم وعزم
يبين لنا المضيع من المضاع
فهــذا ملجـأ مـن حـلَّ فيـه
يَعُـدْ مـن غيـر خوف وارتياع
أُمَـرِّغُ حُـرَّ وجهـي فـي تـرابٍ
بـه التمريـغ للجنَّـات داعي
وقفنـا والجفـون لهـا مسيل
بهاتيــك الأمـاكن والبقـاع
فكـم مـن مقلـة للشوق أذرت
وأجـرت دمعهـا دون امتنـاع
فيـا بن الأكرمين جعلت مدحي
بكــم خيـر ارتـداء وادّراع
إذا مـا رمت أنّ أحصي ثناكم
طلبـت بـذاك غيـر المستطاع
ألا إنَّ الـذنوب لقـد تـوالت
وجـاءت وهـي حاسـرة القناع
فقـد أصـبتنيَ الدنيا إليها
وغرَّتنــي بــأنواع الخـداع
فخـذ بيدي بأرض الحشر يوماً
يسـاوي بالجبـان وبالشـجاع
وأدركنـي ومـن نفسـي أجرني
وأنعـم فـي قبولك باصطناعي
فقـد ناجيتهـا لمـا أتينـا
رويـدك وابشـري أن لا تراعي
وإنِّـي عُـدتّ فـي نفسي وجسمي
مليئاً بالهــدى والانتقــاع
بلـى روحـي لديك لقد أقامت
تشـاهدُ نقطـة السـر المذاع
أُوَدِّعُ حضــــــرة ملئت جلالاً
وليس لنا سواها اليوم راعي
كريـم بالسـلام لـدى حضـوري
ولكنـــي بخيــل بــالوداع
عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب.شاعر من فحول المتأخرين، ولد في الموصل، ونشأ في بغداد، وتوفي في البصرة.ارتفعت شهرته وتناقل الناس شعره، ولقب بالأخرس لحبسة كانت في لسانه.له ديوان يسمى (الطراز الأنفس في شعر الأخرس -ط).