
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا إنَّ هـذا الفـؤادَ اضـطرمْ
فهـلْ مـن خمـودٍ لهذا الضَّرَمْ
وفــي كــلِّ جارحــةٍ لوعــةٌ
تثــور وفـي كـل عضـوٍ ألَـمْ
وأيقَــظَ وَجْــدِيَ بـرقٌ يلـوح
وقـد نـام عـن أعينٍ لَم تَنَمْ
ولمـا سـرى موهِناً في الدجى
بكيـت لـه عـن جـوىً وابتسمْ
وبـاحت دمـوعي بسرّي المصون
وســرّ الصــبابة لا يَنْكتِــمْ
فللّــه بـرق أثـار الغـرام
وللَّــه دمــع جـرى وانسـجم
تصـامَمْتُ عن عاذلي في الهوى
ومـا بي ودينِ الهوى من صمم
فمَـنْ مُنصـفي مـن غرامٍ ظلوم
ومـن منصـفي مـن حَـبيب ظَلَمْ
فلا ســَلِمَ الصـَّبرُ مـن مغـرم
إذا ذكـر الحـي فـي ذي سَلَم
أعَلِّــلُ نفسـي بنيـل المنـى
ومـا لـي إلـي نيلها مقتحم
ومـن لـي بعـزم الجريّ الأبيّ
فلا ينثنــي عزمــه إن عـزم
وإنِّـي علـى شـغفي بـالخمول
أروم مـن الـدهر ما لم يُرَم
وقـد شـَيَّبتني صـروف الزمان
وصـرف الزمـان يشـيب اللمم
فمـا لـي أقمت بأرض العراق
ولـولا خمـولي بهـا لـم أقم
وكنــت ترحَّلْــتُ عــن مـوطنٍ
إذا كنـت فـي غيـره لم أُضَم
إلـى قـائد عسـكر المسلمين
ومقـدامهم في الحروب الدهم
علـيّ الرضـا مشـرفيّ القضـا
وغيـث العطـاء غيـاث الأمـم
قريـب النـوال مجيب السؤال
منيـع المنـال رفيـع الهمم
جَزيـل الثـواب مجيد الضّراب
شـديد العقاب إذا ما انتقم
أذَلَّ الطغـاة وأردى الكمـاة
وسـاق الصـناديد سوق الغنم
إذا حـارب الأُمَـم الفـاجرين
تصـدَّعَ مـن شـعبها ما التأم
بســيف مبيــد ورأي ســديد
وعــزم شــديد وأنــفٍ أشـم
حسـام الدولـة عبـد المجيد
مليــك الملـوك وسـيف خـذم
يقـدّ بـه الهـام ممَّـن عَصاه
وَيَفلـق فـي شـفرتيه القمـم
وإن هالتِ الحرب يوم النزال
تصــدّى لأهوالهــا واقتحــم
وحسـبك أنَّ المليـك اصـطفاه
وولاّه دفـــع الأهــمَّ الأهــم
فكـان إذا استخون الغادرين
رأى مــن علـيّ وفـيّ الـذمم
ففـي مثـل صـدق علـيّ الرضا
تَبَلَّـج صـُبحُ الرّضـا وابتسـم
فقرّبــه مــن علاهُ المليــكُ
فكــان المبجَّــلَ والمحتشـم
وفي عدل هذا المليك العظيم
نجـاة الرعيـة مـن كـلِّ غـم
إذا أبْعَـدَته ملـوك الزمـان
تُقَبّــلُ منــه مكـان القـدم
بـه اعتصمت من جميع الخطوب
وفـي مثـل دولتـه المعتصـم
بصــنعٍ أجــاد وفضـلٍ أعـاد
وقــرنٍ أبــاد وأنــفٍ رغـم
وتلـك المـواهب بين الملوك
مـواهب كـانت لـه في القدم
تلــوذ برأفتــه الخـائفون
فتــأمن مـن كـلِّ أمـرٍ مهـم
ومـن كانَ باباً لنيل المراد
فلا شـك فـي بـابه المزدحـم
منــاهله شــرعة الـواردين
بحيـث النـوال وحيـث الكرم
صـــوارمه نقمـــة تُتَّقـــى
وأنظـــاره نعمــة تُغْتَنَــم
وقــد خلـق اللـه كلتيهمـا
لحتــف دنـا أو لـرزقٍ قسـم
أعاد إلى الملك شرخ الشباب
وعهـد الشـبيبة بعـد الهرم
رقاهـا ببيض السيوف الحداد
فمـا بـرح الداء حتَّى انحسم
فـأينع فـي روضـها مـا ذوى
وشـيّد مـن ركنهـا ما انهدم
حمـى حـوزة الـدِّين في صارم
إذا صـُرم المـوت فيه انصرم
فتهــدي الأنــام لســلطانه
بحسـن الثنـاء وطيـب الكلم
دعـــاء لــدولته يســتجاب
وعهـــد لخـــدمته يلــتزم
وفيـتَ لـه يـا علـيّ الرضـا
وهـل ينفـع الغادرين الندم
وقمـــت لـــدولته قائمــاً
لكــربٍ ألــمَّ وخطــبٍ هجــم
وللَّـــه دَرُّك مـــن صـــادق
إذا مُيّــز الصـدق والمتهـم
ولاحـت خفايـا صـدور الرجال
وأصــبح أمرهُــمُ قــد عُلـم
ألا لا برحــت سـرور الوجـود
بمـن أوجد الخلق بعد العدم
عليـك نعيـد الثناء الجميل
وفيــك البدايـة والمختتـم
وقـد نظم العبد فيك القريض
فصـِلْ مـن قبـولٍ لها من نَظَم
يَــؤُمُّ جنــابَ علـيّ الجنـاب
ومــن حــقّ حضـرته أن تُـؤَم
تلــوح معــاليه للنـاظرين
ولا مثــلَ نـارٍ بـأعلى علـم
فـأنطقَ بالمـدح حتَّـى العُجُم
وأسـمع بالصـيت حتَّـى الأصـم
محبَّتُـه أُغـرزت فـي القلـوب
وشـكرانه سـاغ فـي كـل فـم
لقــد شــملتنا لــه نعمـة
وقـد أوجـب الله شكر النعم
فيـا ليتنـي كنـت فـي ظِلّـهِ
وكنــت أكـون كبعـض الخـدم
أفــوز ببـاب علـيّ الجنـاب
فـأروي محاسـن تلـك الشـيم
وأنْشــِدُه الشـعر عـن أخـرسٍ
يــترجم عنـه لسـان القلـم
عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب.شاعر من فحول المتأخرين، ولد في الموصل، ونشأ في بغداد، وتوفي في البصرة.ارتفعت شهرته وتناقل الناس شعره، ولقب بالأخرس لحبسة كانت في لسانه.له ديوان يسمى (الطراز الأنفس في شعر الأخرس -ط).