
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَدِر الزجاجــة فالنســيمُ مــؤرج
والــروض مرقــوم الـبرود مدبَّـج
والأَرض لابســـة بـــرودَ محاســـنٍ
فكأنَّمـــا هـــي كــاعب تتــبرَّج
والنّهـى لمَّـا ارتـاح معطفـه إلى
لقيــا الريــاح عُبــابُهُ متمـوِّج
يمســي الأَصــيلُ بِعســجديِّ شـعاعِه
أَبـــداً يُوَشـــِّي صــفحةً ويُدبِّــج
وتروم أيدي الريح تسلب ما اكتسى
فتزيــدُهُ حســناً بِمـا هـيَ تنسـُج
فارْتَــحْ لشـربك كـأس راحٍ نَوْرُهـا
بــل بــدرها فـي مائِهـا يتوهَّـج
واسـكرْ بنَشـوةِ لَحْـظِ مـن أَحبَبْتـه
أو كــأس خمــرٍ مـن لمـاه تُمْـزَج
واســمعْ إلـى نغمـات عُـودٍ تطَّـبي
قلـبَ الخلـيِّ إلـى الهـوى وتُهَيِّـج
بـــمٌّ وزيــرٌ يُســعدانِ مثانيــاً
ومثالثـــاً طَبَقاتُهـــا تتـــدرَّج
مَــنْ لـمْ يُهيِّـج قلبَـه هـذا فمـا
للقلـــبِ منـــه محــرّك ومهيّــج
فــأَجبْ فقـد نـادى بأَلْسـن حـاله
للأَمْـــنِ دهـــرٌ للهمــوم مفــرِّج
طَرِبــتْ جمــاداتٌ وأَفصــحَ أَعْجــمٌ
فرحــاً وأَصــبحَ مـنْ سـرورٍ يَهْـزج
أَفيفضــُل الحــيّ الجمــادُ مسـرَّةً
والحـــيُّ للســرَّاءِ منــه أَحــوج
مـا العيـشُ إلاّ مـا نعِمتَ بها وما
عاطــاك فيـه الكـأس ظـبيٌ أدعـج
ممَّــنْ يروقُــك منــه رِدفٌ مُــرْدَفٌ
عَبــلٌ وخصــرٌ ذو اختصــارٍ مُدْمَـج
فـــإذا نظـــرتَ لطُــرَّةٍ ولغُــرَّةٍ
ولصـــفحةٍ منـــه بــدتْ تتأَجّــج
أيقنــتَ أن ثَلاثهُــنَّ ومــا غُــدا
مــن تحتهــا يَنْــآدُ أو يتمــوَّج
ليــلٌ علـى صـبحٍ علـى بـدرٍ علـى
غصـــنٍ تحمّلـــه كـــثيبٌ رَجْــرَج
كـــأس ومحبـــوب يظــلّ بلحظــه
فلـب الخلِـيِّ إلـى الهـوى يُسْتَدْرَج
يـا صـاحِ مـا قلـبي بصاحٍ عن هوى
شــيئين بينهمـا المنـى تُسـْتَنْتَجُ
وبمهجـتي الظـبيُ الـذي في أَضلعِي
قــد ظــلّ وهــو يشــُجُّها ويُؤَجِّـجُ
نـاديت حـاديَ عيسـه يـوم النـوى
والعيــسُ تُحـدى والمطايـا تُحْـدَج
قــفْ أيُّهــا الحـادي أُودِّعْ مهجـةً
قَــدْ حازهـا دونَ الجوانـحِ هَـوْدَجُ
لمــا تواقفنــا وفــي أحـداجها
قمـــرٌ منيـــرٌ بــالهلال متــوَّج
نــاديتهم قولـوا لبـدركُمُ الـذي
بضــيائه تســري الركـاب وتُدْلـج
يُحْيــي العليـلَ بلحظـة أو لفظـة
تُطفــي غليلاً فــي الحشـا يتأجَّـج
قـالوا نخـاف يزيـد قلبَـك لاعجـاً
فــأجبتهم خلُّـوا اللّواعـجَ تَلْعَـجُ
وبكيــتُ واسـتبكيت حتَّـى ظـلَّ مـن
عبراتنـــا بحــرٌ ببحــرٍ يُمْــرَجُ
وبقيـتُ أفتـحُ بعـدهم بـابَ المُنى
مــا بيننـا طـوراً وطـوراً أَرْتِـجُ
وأَقول يا نفسي اصبري فعسى النوى
بصـــباحِ ليــلٍ قربَهــا يتبَلَّــجُ
فــترَّقبِ الســراءَ مـن دهـرٍ دجـا
فالــدهرُ مــن ضــدٍّ لضــدّ يخـرج
وتــرج فُرجــة كــلِّ هــمٍّ طــارقٍ
فلكــلِّ هــمٍّ فــي الزمـان تفـرُّجُ
حازم بن محمد بن حسن، ابن حازم القرطاجني أبو الحسن.أديب من العلماء له شعر، من أهل قرطاجنة شرقي الأندلس، تعلم بها وبمرسية وأخذ عن علماء غرناطة وإشبيلية وتتلمذ لأبي علي الشلوبين ثم هاجر إلى مراكش.ومنها إلى تونس، فاشتهر وعُمّر وتوفي بها.وله (ديوان شعر - ط) صغير وهو صاحب المقصورة التي مطلعها:لله ما قد هجت يا يوم الندى على فؤادي من تباريح الجوىشرحها الشريف الغرناطي في كتاب سماه (رفع الحجب المنشورة على محاسن المقصورة - ط).من كتبه (سراج البلغاء) طبع طبعة أنيقة محققة باسم (مناهج البلغاء وسراج الأدباء).