
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عيــد بجــودِك جِيــدُه قــد قُلِّـدا
وبيمــن جــدِّك يمنــه قــد أُكـدا
فاهنــأ بــه وبــألفِ عيـدٍ بعـدَهُ
واســعدْ بلُقيـاه كمـا بـكَ أسـعَدا
وابلـغْ مـرادَك فـي الزَّمـانِ وأهلهِ
واخلــدْ ودُمْ أبـداً دَوامـاً سـرمَدا
وامـدُدْ لنـا يَـدكَ الكريمـة نَسْتَلِمْ
منهــا المكـارمَ والعُلا والسـؤدَدَا
ونـرى الغـوادي كيـف ينشـأ مُزْنُها
طَلْــقَ الأَســرةِ لا عبوســاً أربــدا
والبحــر كيــفَ يُنيــلُ أنفَـسَ دُرِّهِ
كرمــاً ويقــذفُ لؤْلــؤاً وزَبرجَـدا
بحــرٌ إذا لاقــى العُفــاةَ رأيْتَـه
رَهْــواً وإنْ لقــيَ الأَعـادي أزبَـدا
وَحَيــا إذا جــادَ الحيـا بقطـارِهِ
سـَقْياً رأيْنـا القطـرَ منـه عسـجَدا
مـا العيـدُ فـي التحقيـقِ إلاّ عادة
ليـديك فـي منـح الأَيـادي والجَـدا
أضــحى نــداك لكــلِّ عيــدٍ قـادمٍ
عيــداً مفيــداً للســرور مجَــدِّدا
فلوَ انَّ ذا العيدَ احتذى حذو الورى
فعلاً أهـــلَّ إلــى ســناك وعيَّــدا
عيــدٌ تَشــَرَّفَ يــومُهُ بَــلْ شــهرُه
بـكَ فاغتـدى بيـن الشـهورِ ممجّـدا
أيـــامُ تشـــريق وإشــراق بمــا
أطلعـت فيهـا مـن سـنا شمسِ الندى
ووقــوف حــجّ قــد علـت لـك حجَّـة
فيــه وســلطان علــى كـلِّ العـدا
وقــدوم عيـدٍ عـاد بالبشـرى لكـمْ
وبمثـلِ مـا قـد عـادَ مَـنْ خيرٍ بدا
وســمته نعمــاكم فســمّي موســماً
إنَّ الأَســامي قــد تُـبينُ المقصـدا
ودعـوه عيـداً إذ غـدا لـك منجـزاً
فـي النصـر والفتـح المعجَّل مَوْعدا
حشـدَ الصـَّنائعَ والمنـى لـك والذي
يتلــوه يُلْفــى للصــنائع أحْشـدا
وبـدأْتَ فيـه وعُـدْتَ بـالنعمى ومـا
زالـــت هباتُــك باديــاتٍ عــوّدا
ســمتِ العيــونُ بـك لغُرَّتـك الـتي
أضــحت لمــاء البشـر منهـا ورّدا
وسـعتْ إلـى تقبيـل راحتـك المنـى
فغَــدَتْ لغيْــثِ الجـود منهـا رُودا
فاســتقبلتْ بــابَ القبـول مفتّحـاً
أَعمــالَ كــلِّ مقبّــلٍ تِلْـكَ اليـدا
لثمــوا يـداً بيضـاءَ منـك كـأنّهم
لثمـوا بهـا الحَجَر الكريم الأَسودا
أَكْــرِمْ بهــا مـن راحـةٍ إحسـانها
أضــْحى مــراداً للعفــاة ومـوْرِدا
كــمْ مِــنْ يـدٍ ليَـدِ الأَميـر محمَّـدٍ
عـادتْ فكـانَ العَـوْدُ منهـا أحمـدا
مَلِـــكٌ بــذكْرى مُنْجِــبيهِ وذِكْــرِهِ
يُســْتَفْتَحُ الـذكرُ الجميـلُ ويُبْتـدا
بـأبيه يحيـى المُرتضـى وبـه جَـرَتْ
للنَّصـــْرِ أرواحٌ وكـــانتْ رُكّـــدا
وبِهَــدْيِهِ وبهَــدْيِ مُنْجِبِــه الرِّضـى
وُقِـــدَتْ مصــابيحٌ وكــانتْ خُمّــدا
أبْقَـى لـه العُمَـرَان مجـداً لم يزلْ
بــالبيضِ والسـُّمرِ الطـوال مُشـيّدا
عُمَـرُ الـذي ابتـدأ الفتـوحَ بيُمْنِهِ
وَســَميُّه عُمَـرُ المُتَمِّـمُ مـا ابتـدا
لا خَلْــقَ مــن بعـدِ النـبيِّ وصـحبِهِ
أعْلَــى يــداً مِنْـهُ ولا أسـنَى يـدا
فبِـهِ اقتَـدَى مـن بَعْـدِهم كـلُّ امرئٍ
مُسْتَبْصـِرٍ ومـن اقتـدى فقـد اهتـدى
وبــهِ رَعَــوْا روضَ الأَمـاني ناضـِراً
شــَرقاً بأَنــداءِ الـذرى مستأسـدا
فــي كــلِّ يــومٍ يَرْتجــي إحسـانه
مَــنْ يَرْتجـي بِنـبيِّهِ الحُسـْنى غَـدا
إنْ قيــل مــن لشــفاعةٍ ومعيشــة
أعـــددت قــال محمَّــداً ومحمَّــدا
ملــكٌ غـدا يغنـي الجميـعَ بفضـله
وإنِ اجتلتْـهُ العيـنُ شخصـاً مُفـردا
أضــحى النَّـدى طبعـاً لـه وتعـوُّداً
فَغَـدا فريـداً فـي المكـارمِ أوْحَدا
والفضـلُ فـي الإِنسـانِ ليـسَ بكامـلٍ
حتَّـــى يكـــونَ طبيعــةً وتعــوُّدا
أعْطـى فـأغنى سـَيْبُهُ مـن قـدْ رَجـا
وسـطا فـأفنى سـيفه مـن قـدْ عَـدا
أرْعـى الأَمـاني خُضـْر أندِيـةِ الندى
وكسـَا الأَعـادي حُمـرَ أرديـةِ الردى
فــإذا ســقى أروى الأَمـاني جـودُه
وإذا رمَــى غــرَضَ الأَعـادي أقصـدا
فيَرُوعُهُــمْ بالخيــلِ أيقاظـاً وكـم
قــد راعَ منهُـمْ بالخيـال الهجّـدا
وكــم اســتطار قلــوبَهم بطَـوائرٍ
هُـدِيَتْ إلـى قلـب العـدوِّ كمـا هدى
وخوافــــقٍ منشــــورةٍ منصـــورةٍ
أعـدت بطـول الخفـق قلب من اعتدى
وســوابغٍ تجــري إذا تجــري لهـا
فـي الأُفـق سـابحة الكـواكب أسعدا
خيـــل تخيّــل بهمهــا غُــرًّا إذا
ضــوءُ الأَســنَّةِ فـوقَ أوجههـا بـدا
وتـــرى الأَغــرَّ حقيقــة فتخــاله
بالصـــُّبح قُلِّــد والأَهِلَّــةِ قيّــدا
فـــإذا تبلـــج أو تطلّــع غــرَّةً
وَصــفَ الغزالـة والغـزال الأَغيـدا
تغشــى الحـروب بكـلِّ مرتـاح لهـا
نَصــَبَ القواضـبَ والقضـيبَ الأَملـدا
مــا زالَ مــنْ حَــزْمٍ ورأيٍ يكتسـي
فـي السـِّلمِ والحرْبِ الدّلاص المحصدا
فـتراه أَكْسـى مـن أحيحة في الوغى
وأَتــمّ حزمــاً مـن يزيـدَ وأَزيـدا
يلقَـى الـوغَى جَـذلاً بهـا مستأْنسـاً
حيــث الأُسـودُ الغُلْـب تُلفـى شـُرَّدا
والحــربُ قائمَــةٌ وقـدْ خَـرَّتْ بهـا
هــامُ العِـدا لركـوعِ سـَيْفِكَ سـُجَّدا
أَإِمامنـا وغمامنـا الغـادي الـذي
كـم راح فـي طلـب العفاة وكم غدا
فــي كــلِّ حــالٍ جُـودُ كفِّـك سـائلٌ
عــنْ ســائِليه ومُجْتَــدٍ أنْ يُجْتـدى
أَضـــحَتْ برِقِّــكَ كــلُّ نفــسٍ حُــرَّة
لمَّــا غَــدَتْ أَحرارهـا لـكَ أَعبُـدا
أَطلَقْــتَ منطــقَ كــلّ مَـنْ أنْطَقْتَـه
شــكراً فأصــْبح مُطلقــاً ومُقَيّــدا
أضــْحى بكُــمْ روضُ الأَمـاني ناضـراً
وغــدا بكــمْ ظــلُّ الأمـانِ مُمَـدَّدا
فمـتى يَـرُمْ إيقـادَ نيـرانِ الـوَغَى
عــاصٍ فبأْســُكَ مخمــدٌ مـا أَوْقـدا
ومـتى يَـرُمْ إطفـاءَ أنـوار الهـدى
بــاغٍ فهَــدْيُكَ مُوقــدٌ مـا أَخْمَـدا
مَــنْ كــانَ مُعْتَـلَّ الضـميرِ ضـَميرَه
لـــم تـــأْتِهِ إلاّ رِماحُــكَ عُــوّدا
كـم قـد شـفيت ببأسـها ومضـائِها
أدواء مـن لـم يشـفه منـك النـدى
عَلِمَــتْ بـأنَّ الحِقْـدَ أمرَضـهم فمـا
عــادَتْ مــن الأَعــداءِ إلاّ الأَكبَـدا
قــدْ أحمــدَتْ ســِيرَ الأَميـرِ محمَّـدٍ
عَـــدْلاً وحــقَّ لمثلــه أنْ يُحمــدا
مَلِـــكٌ غَــدا بالمشــرِفيَّةِ ملكُــهُ
فــي الخــافِقَيْنِ مُوطّــأ وموطــدا
كـمْ قـدْ جَلا ليـلَ الخُطـوبِ وكم جلا
نُــورَ الخطابــة ســاطعاً متَوقّـدا
كــمْ حِكمــةٍ جلَّــتْ جَلتْهـا للنُّهـى
أفكـارُهُ فجَلـتْ بهـا عنهـا الصـَّدا
وصـــَحيفةٍ قـــد صــُحِّحَتْ بيَراعــةٍ
قــدْ صـُحِّفَتْ فشـفَتْ تباريـح الصـّدا
يــا ناصــِر الـدِّين الـذين آراؤهُ
فــي نُصــْرَة الإِسـلام تـوري أزنـدا
إن المؤيَّــد دينَــه بـك قـد مضـى
لــك أن تكــون مظفّــراً ومؤيّــدا
وممكَّنــــاً ممَّـــا أرَدْتَ مُخَيـــراً
ومُوفَّقـــاً فيمــا رأيــت مســدّدا
وَدُعاؤُنــا لــكَ أنْ تَــدومَ مُهنَّــأً
ومُبشــــّراً ومُنعّمــــاً ومُخَلَّـــدا
حازم بن محمد بن حسن، ابن حازم القرطاجني أبو الحسن.أديب من العلماء له شعر، من أهل قرطاجنة شرقي الأندلس، تعلم بها وبمرسية وأخذ عن علماء غرناطة وإشبيلية وتتلمذ لأبي علي الشلوبين ثم هاجر إلى مراكش.ومنها إلى تونس، فاشتهر وعُمّر وتوفي بها.وله (ديوان شعر - ط) صغير وهو صاحب المقصورة التي مطلعها:لله ما قد هجت يا يوم الندى على فؤادي من تباريح الجوىشرحها الشريف الغرناطي في كتاب سماه (رفع الحجب المنشورة على محاسن المقصورة - ط).من كتبه (سراج البلغاء) طبع طبعة أنيقة محققة باسم (مناهج البلغاء وسراج الأدباء).