
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تلقَّـــى بيُمنـــى رايـــةَ العَهْــدِ
وســاعده فـي حَمْلهـا سـاعدُ السـَّعدِ
وأَقْبَــلَ مــن قبـلِ اقتيـادِ جيوشـِهِ
بجيــشٍ مـن الإِقبـالِ والجِـدِّ والجـد
أميــرٌ لــه أفضــى الأَميـرُ بعهـده
فناسـبَ بين الجيدِ في الحسنِ والعِقْدِ
تلقَّــى بهــا للمجــدِ أَرفـعَ رايـةٍ
فـأَعربَ عـن دعـوى عرابـةَ في المجد
فراقـــتْ كمــا راقَ تــاجٌ بمفــرِقٍ
وعقــدٌ علـى جِيـدٍ وقلـبٌ علـى زَنْـدِ
رأى أنَّهــا كفــءٌ لعليــاهُ مثلمـا
رأَتــه بهــا كُفْئاً كريمــاً بلا نِـدِّ
فلــم يــكُ مـن بـدٍّ لهـا مـن علائه
كمـا لـم يكـنْ منهـا لعلياهُ من بُدِّ
ولايــةُ عهــدٍ وســمها راقَ واسـمها
فـأَحْيتْ كمـا أَحيـا الوليُّ من العهدِ
أتـتْ بعـد مـا كنَّـا جزعنـا لحـادثٍ
فجـاءتْ مجيـءَ الوصـلِ فـي عُقَبِ الصدِّ
حكـت بيعـة الرضـوان حين غدت على
رضـى اللّـه والإسـلام محكمـة العقد
وحـقّ بـأن يهـدي الورى مثل ما هدى
محمـــدٌ الهــادي محمــدٌ المهــدي
تنيـر الدجى منه إذا الزهر لم تنر
بـأزهر طلـقِ الكـف في الزمن الجعد
لــه راحمــةٌ تعتــد أعظــم راحـةٍ
إذا بلغـت فـي جودهـا غايـةَ الجهد
تســحّ غواديهــا ويــذكر شـهابُها
سـماحاً وبأسـاً فهـي للـودق والوقد
فيــا لائمــي يمنـاه بشـراكم بمـا
ترجــون مـن مسـنّ جزيـل ومـن رفـد
فمـدوا إليهـا أيدياً وارتجوا بها
بلـوغ المنى واستنجزوا صادق الوعد
فكــلّ يـدٍ مـدّت يـدَ اللّـه فوقهـا
وقـد أمّهـا بحـر المكـارم فـي مـدّ
إمـام الهـدى شـكراً لنعمـائك التي
بهــا رتـع الاسـلام فـي عيشـة رغـد
تباشــَرَت الــدنيا بـدعوائك الـتي
اشـاد بهـا داعـي الهدايـة والرشد
ســتملكها مــا بيــن شـرق ومغـربٍ
وتفتــح مــن أبوابهــا كـلّ منسـد
ويبلــغ منهـا أمركـم كـلّ منتهـى
وكـلّ مـدى أعيـى علـى مبتنـي السدّ
وكـم عزمـة منكـم أطلّـت على العدى
بأســد علـى فتـخ وفتـخ علـى أسـد
وكــلّ كمــي لـم تـزل ذُبّـلُ القنـا
إلـى قلبـه أشـهى مـن القضب الملد
فيورهــا ســمراً ظمــاء دم العـدى
ويصــدرها حمــرا ظمــاء ولا يصـدى
منَظّــمُ طعــنٍ نــاثر الضـرب كلّمـا
ثنى الفرد زوجاً غادر الزوج كالفرد
بضـربٍ تمـادى فـي الصـوالج والظُبا
لـديه وطعـن يخلـط الشـهب بـالورد
ظبـاً تنـدرُ الهامـاتُ عنهـا كأنّها
إذا جـدّ جـدّ الضـرب تلعـب بالسـرد
حمى الناصر المنصور يحي حمى الهدى
وســلّ حســاماً دونــه مرهـفَ الحـدّ
تظَــلّ جنــودُ الطيـر تقفـو جنـوده
كـــأنّ ســليماناً كتــائبه يهــدي
فقــد ايقنــت أن الأعــادي للـردى
قـــرىً ولهــا أو للإســار وللقِــدّ
وكــم جالـدت عنـه العـداةَ سـعودهُ
وكــم جــادلت عنــه بألســنة لـدّ
بخــوفِ ظبــاه يــوحش السـخص ظلّـه
وأمــن حمــاهُ يـأنسُ الضـدّ بالضـدّ
فمــا لان فــي حيـثُ التشـدّدُ واجـبٌ
وحيــثُ يحِــقّ اليــنُ ليــس بمشـتدّ
غيـــاثٌ لمرتـــاع وغيــثٌ لمُرتَــعٍ
حيـاةٌ لمـن خـاف الـردى وحيـا مجد
وفــرعٌ لـه أصـلٌ ابـو حفـصٍ الرضـى
فناهيـكَ مـن سـبطٍ وناهيـك مـن جـد
إلــى عمـرَ الفـاروق ينميـه محتـدٌ
تُقَصــّرُ عــن أوصـافه ألسـنُ الحمـد
مَعَدّيّـــــة عليـــــاؤُهُ عدَوِيّــــةٌ
مناقِبُهـا أعيَـت علـى الحصـر والعدّ
فمـا قبـس فـي جـود وتجويـد منطقٍ
بـه الملـك الجهنِـيّ والملك الكندي
إمـام الهـدى هنّيـتَ وليهنك الورى
بصـُنعٍ معيـد فـي بلـوغِ المنـى مبد
وهنّىـــءَ مولانـــا الأميــرُ محمــد
بإقبــال سـعدٍ واقتبـالٍ مـن الجـدّ
وأعطيتُمـا فـي النصر والعمر المنى
فمــن عمُــرٍ نســء ومـن ظفـر نقـد
ولا زِلتُمــا فــي ظــلّ عيــشٍ مهنّـإٍ
لطـــولِ تمــاديه يشــيدُ بالخلــد
حازم بن محمد بن حسن، ابن حازم القرطاجني أبو الحسن.أديب من العلماء له شعر، من أهل قرطاجنة شرقي الأندلس، تعلم بها وبمرسية وأخذ عن علماء غرناطة وإشبيلية وتتلمذ لأبي علي الشلوبين ثم هاجر إلى مراكش.ومنها إلى تونس، فاشتهر وعُمّر وتوفي بها.وله (ديوان شعر - ط) صغير وهو صاحب المقصورة التي مطلعها:لله ما قد هجت يا يوم الندى على فؤادي من تباريح الجوىشرحها الشريف الغرناطي في كتاب سماه (رفع الحجب المنشورة على محاسن المقصورة - ط).من كتبه (سراج البلغاء) طبع طبعة أنيقة محققة باسم (مناهج البلغاء وسراج الأدباء).