
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَهَــلّ هلالُ العيــدِ منــك إلـى بـدرِ
ولاقـــاك منــه بالطلاقــة والبشــرِ
هــل العيــد إلاّ مَوْعـدٌ لـك بـالمُنى
وبـاليمنِ والإِقبـال والفتـح والنصـر
ثلاثـــةُ أعيـــادٍ تجمعـــن للــورى
بوجهــك والفتـحِ الـذي هـلَّ والفطـر
بوجهــك شـهر الفطـرِ يُهـدي بشـائراً
مؤرًّجـــةَ الأَنفــاسِ عــاطرةَ النشــر
تســـابقُ أيَّــام المســرَّات نحــوكم
فَمِـنْ سـابقٍ منهـا ومُـوفٍ علـى الأَثـر
ومنهـــنَّ يومـــا موســـمٍ وبشــارةٍ
كمـا شـاءت الآمـال جـاءا علـى قَـدْر
هنِئْتَ اقتبـــالاً بــالفتوح ولا عَــدَتْ
عِـداك الرزايـا مـن عـوانٍ ومـن بكر
ولا زلـت تحمـي سـاحةَ الـدين والهدى
بكــلِّ خميــسٍ مســتبيح حمـى الفكـر
كتـائب فيهـا الأُسـدُ فـي أَجَـم القنا
قــد ادَّرَعَــتْ بالســابريَّةِ والصــَّبر
علــــى مُنْعَلاتٍ بالأَهلــــة قُرِّطــــتْ
بـأَنجمِ قـذفٍ مـن شـبا الـذُّبَّل السُّمْر
مـتى مـا تَـرِدْ مـاءً تُـرد مـا وراءه
ولـو خَيَّمَـتْ يومـاً علـى منشـأ القطر
ويَغْنَيْــنَ عــن وِرْدِ الميــاه كأنّهـا
مـن الحلـقِ المـاذي يَكْرَعْـن فـي غُدر
فكــم بهَواديهــا رمَـى ثَغـرَ العـدا
إمـام هُـدى مـا زال يَحمي حمى الثغْر
ســُلالةُ عبــد الواحـدِ الأَوحـد الـذَّي
أبــوهُ أَبـو حفـصٍ وناهيـكَ مِـنْ فَخـر
إمــامٌ بجيــش الرعـب يغـزو عُـداتَه
فَلـوْ شـاءَ لاسـتَغْنَى عن الجحفل المجر
ويسـري إلـى الأَعـداء كـالبرق عَزْمـه
إذا لـك يكـن نجـمٌ لهول الدُّجى يسْري
ويـــدْأَبُ فـــي أرضٍ بثــابت جيشــه
ثَنى الوعر مثلَ السَّهل والسَّهل كالوعر
وبالمنشــآت البحــرُ كـالبرِّ ينثنـي
إذا مـا غـزا والـبرُّ بالجيش كالبحر
تقلَّـــدَ أمـــر المـــؤمنين بحقــه
فأضــحى مُطـاع النَّهـي ممتثـل الأَمـر
حكــى عمــرَ الفـاروقَ هـدياً وسـيرةً
وفـي دهْيـهِ الأَعـداء أربـى على عمرو
جَـرَى منه جَرْيَ الماء في الغصن حالما
فلــم يُعْـزَ حلـمٌ لابـن صـخرٍ ولا صـخرِ
تبــارى يَـداه فـي السـَّماح فللمنـى
ولليمــن يمنــاه ويســراه لليســر
يُبيــدُ نفوســاً أو يُفيــدُ نفائســاً
بســَيْبٍ لــه يَسـْرِي وسـيفٍ لـه يفـري
غمَـــامٌ بلا دَجْـــنٍ وصــُبْحٌ بلا دُجــى
وبَـــذْلٌ بلا نَقْـــص وبحْــرٌ بلا جَــزر
تلــوحُ علــى أبنــائه مــن صـفاته
سـماتٌ كضـوءِ الشـمس فـاضَ على البدرِ
فقـــد شـــملتهمْ للســَّماح شــمائلٌ
أميريــةُ الأَعــراق حفصــيَّة النجــر
فمِــنْ آنــفٍ شــُمٍّ ومــن أوْجـهٍ زهْـر
ومــنْ نِعَــمٍ بيــضٍ ومــن شــِيَمٍ غُـرِّ
فمــا بــالغٌ أدْنـى سـماحك ذُو نـدىً
ولا بــالغٌ أدنــى امتـداحك ذو فِكْـرِ
ولـــو أنّـــه بالشــعريين مصــرّعٌ
فواتـحَ مـا يهـدي إليـك مـن الشـعر
وكـمْ مـن يـدٍ بيضـاءَ منـكَ بـدَتْ لنا
فجلـت سـواد الخطـب والحـادثِ البكر
وكــم حِكمــةٍ غـراءَ منـكَ قَضـَتْ لنـا
بإبطـال مـا أبـدى البيانُ من السحر
فهــل آيتــا موسـى الكليـم لـديكمُ
بمـا حـزتَ مـن حكـم ومـن نـائل غمر
أصـاختْ لـداعي هـديكم أنفُـسُ الـورى
وأُشــعِرَت الإِخلاصَ فــي السـرِّ والجهـر
قضــى اللــه إذ ولاّكَ أمــرَ عبــاده
بتخْليـدِ هـذا الأَمـر فيكم إلى الحشر
فقـد ضـمنت تمكيـنَ مـا اللـهُ مرتـضٍ
مـن الـدِّين باسـتخلافكم عـدة الـذكر
إمــامَ الهـدى دُمْ للديانـة والـدّنا
ولا زلــتَ محفوفــاً بأَنجمِــك الزُّهـر
ولا بَرَحـــتْ غُــر الفتــوح بســَعْدِكُم
تَــوَالى اتِّسـاقاً مثـلَ منْتظـمِ الـدُّرِّ
حازم بن محمد بن حسن، ابن حازم القرطاجني أبو الحسن.أديب من العلماء له شعر، من أهل قرطاجنة شرقي الأندلس، تعلم بها وبمرسية وأخذ عن علماء غرناطة وإشبيلية وتتلمذ لأبي علي الشلوبين ثم هاجر إلى مراكش.ومنها إلى تونس، فاشتهر وعُمّر وتوفي بها.وله (ديوان شعر - ط) صغير وهو صاحب المقصورة التي مطلعها:لله ما قد هجت يا يوم الندى على فؤادي من تباريح الجوىشرحها الشريف الغرناطي في كتاب سماه (رفع الحجب المنشورة على محاسن المقصورة - ط).من كتبه (سراج البلغاء) طبع طبعة أنيقة محققة باسم (مناهج البلغاء وسراج الأدباء).