
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا موقـدَ النـار بالهنديّ والقار
كـم أوقدت في الحشى ذكراك من نار
يـا شـدّ مـا أضـرمت قلـبي مضـرّمَةٌ
تلتــاح بيــن قنــا سـمرٍ وسـُمّار
شـبّت لمثبـوب نـور الحسـن موقدةً
زنــدَ الجمــالِ علــى لبّـاتهِ وار
وأنضــحت قطــراً يســري لـه أرجٌ
علـــى نــوازحِ أرجــاء وأقطــار
زهـراءُ تقتبـسُ الأنـوار مـن غـرَرٍ
كـالزهر أو مـن ثغـور مثـل أزهار
مــن كـل واضـحة الأنـوار فاضـحة
لمـــا تلألأ مـــن نـــور ونــوّار
لـو سـامها البدر أن تحتل هالتَهُ
لـم تـرض دارتـهُ الغـرّاء مـن دار
خلعَـت منهـا عـذارى فـي مهفهفـة
أصــبحت فـي حبّهـا مقبـول أعـذار
لـم أستطع حين أخفتها الحدوج ضحىً
إظهــار صــبر ولا إخفــاء أسـرار
مـا أَنـسَ لا أَنـسَ العِيـسَ إذ بكـرَتْ
بِمثــل عيْـنِ المهـا عـون وأَبكـار
ليـس الحـدوج الـتي حفـت بهنَّ سوى
كِمـــامِ زَهْـــرٍ وهَـــالاتٍ لأقمــار
تبــدو أَهلَّـةَ حُسـنٍ كلَّمـا انتقبـتْ
وحيــنَ تُســْفِرُ تبــدُو ذاتَ إبـدار
أَتــرابُ غانيــةٍ تُغْنــي بطلعتهـا
عن طلعةِ البدرِ عند المدلجِ السَّاري
بجنَّــة الحُســْنِ مـن شـرقيِّ أنـدلسٍ
قــد خَيَّمَــتْ بيـن أزهـارٍ وأنهَـار
تسـمو إذا ما سما نجمُ المصيف إلى
زُرْقٍ صــوافٍ عليهــا خضــر أشـجار
حتَّــى إذا كـوكبُ الأَسـحارِ لاح لهـا
فـي شـهرِ تشـرينَ أضـحتْ ذاتَ أَسحار
واسـتبدلتْ فـوقَ شـطِّ البحـرِ منزلةً
مـن منـزلٍ فوقَ نهرِ العسجد الجاري
حيـث التقـى الزَّاخر المخضرّ مشْبهَهُ
حتَّــى أُقــرَّتْ بهــا ألحـاظ نُظـار
بسـيط بـرٍّ غـدا البحـر البسيط له
مــدانياً كــدنوِّ الجــار للجــار
إذا النـدى انقطعـت أسـلاكه سـحراً
فيــه غــدا زهــره منحــلَّ أزرار
فكـمْ إلـى نَهـر العِقْبـان قد صعدتْ
تعــرو مســاقط أزهــارٍ وأَثمــار
وكـم تجـاه جبـالَ الفضـَّة انحـدرتْ
تقفــو مســاقط أنــواءٍ وأمطــار
حيـثُ اسـتفاضَ شعاعُ الحسن وابتسمتْ
أضــواؤُهُ بيــن أنجــادٍ وأغــوار
وأَجْبُــلُ القبلـةِ الغـرَّاء قابَلَهـا
طــودُ المحـاريب مـن أعلامِ مُـذْقار
معاهــد قــد لبِسـْنَ الأُنـس متّصـلاً
فــي غُــرِّ أنديــةٍ منهـا وأَسـحار
فأَوْحَشــَتْ بعـدَ إينـاسٍ وصـارَ بهـا
صــَرفُ الحــوادثِ طلاّبــاً بأَوتــار
كـانت نـوائبَ أدنـى مـا جنته نوًى
أدنــى جناياتهــا تهْييـج أفكـار
وعــضُّ ظفْــرٍ بأســنانٍ علــى زَمـنٍ
قــد عـضَّ أَو قَـرعُ أسـنانٍ بأَظفـار
أبقـى المنـازل أصـفاراً وغادرهـا
مـن كـانَ فيهـا شـريداً حِلف أَسفار
كــانوا كطيــرٍ بأوكــارٍ فصـيَّرهُمْ
زمــانُهُمْ فــوقَ طيــرٍ ذات أَوكـار
عرفــتُ مـن بعـد إنكـارٍ معاهـدَهمْ
فكـدتُ أَنسـى اصـطباري بعد تذكاري
أبكـي لمعرفـة العهـد القديم وما
أنكـرتُ مـن خطـب دهـر طـارق طـار
شـِيبَتْ مـواردُ أُنسـي بعـد ما خلصت
جمامهـا الـزُّرْق مـن شـوبٍ وأكـدار
كـم أوجـهٍ للمُنـى غُـرٍّ نعمـتُ بهـا
فــي أزمــنٍ مثلهــا غُـرٍّ وأَعصـار
ثــم انتحــت أزمــنٌ بُهـمٌ مبدّلـةٌ
حــالاً بحــالٍ وأَطــواراً بــأَطوار
ففرَّقــتْ شــَملَ أحبـابٍ وشـملَ مُنًـى
وأَلَّفـــتْ شــملَ أَعــداءٍ وأَشــرار
ومُــذ تفرَّقـتِ الآمـال مـا اجتمعـتْ
لـي فـي دجـى اللَّيل أشفارٌ بأَشفار
ولــو تيقَّــظَ مــن إغفـائِهِ أملـي
مـا واصـلَ اليـأْسُ إيقاظي وإسهاري
وليــس يــوقظ آمــالي سـوى يقـظٍ
يُنمـى لمجـدِ أبـي اليقظـان عمَّـار
محمــد بـن سـعيد خيـر مـا سـعدت
بــه المنـى بيـنَ إيـرادٍ وإصـدار
الســّيّد المــذحجيّ المكتسـي حُللاً
مــن العُلا جــدداً ليســت بأَطمـارِ
حـاطتْ حجـابته الـدُّنيا بمـا ضَربتْ
دون الحــوادث مــن حُجْـبٍ وأَسـتار
ناهيــك مــن جنَّـةٍ للـدين واقيـةٍ
وصــارمٍ فــي يــدِ الإِســلام بتَّـار
وهضــبةٍ مـن هضـابِ الحلـم راجحـةٍ
وروضــةٍ مـن ريـاضِ العلـم مِعطـار
وغيـث جـودٍ علـى العـافينَ منسـكبٍ
وليــثِ بــأْسٍ علــى أعـدائهِ ضـار
تســري صــَباه بليلاً للعفـاة ومـا
أرواحُـهُ فـي الأَعـادي غيـر إعصـار
لـو لـم يفِـدْ وافِـدٌ مغنـاهُ طالعَهُ
بوافــــــداتٍ مـــــن الآلاء زُوَّار
لـــهُ ســهامٌ مــن الآراء صــائِبةٌ
يَرِيشـهُنَّ ويـبري فـي رضـى البـاري
ســَمَتْ إلـى أبعـدِ الغايـاتِ همَّتُـهُ
فأدركتهـــا وليســتْ ذاتَ إقصــار
فليـس يرجـو سـوى أجـرٍ ونيـل علاً
وليــس يَحْـذرُ غيـرَ الإِثـمِ والعـار
لا يســـتطيع بليـــغٌ أن يُجــارِيَهُ
مــن البلاغــةِ فــي شـأْوٍ ومضـمار
إذا يراعتُـــهُ فــي كفِّــه خَطَــرَتْ
أنســاكَ كــلَّ قـويمِ المتـنِ خطَّـار
يُملـي عليـه الحجى ما شاءَ من كلمٍ
قليلــــةٍ ومعـــانٍ ذات إكثـــار
قـد سـلّم الصـَّاحب الإِقليدَ منه إلى
ســحاب ذيــلٍ علــى سـحبان جـرَّار
إن ذَيَّـلَ النظـم بالنثر استفدت به
منثــورَ سـحبان فـي منظـوم بشـَّار
لفـظٌ براعتـه تُعـزى إلـى ابن أبي
ســـلمى ورقَّتــه تُعــزى لمهيــار
بـلْ قـد تعـالَتْ عـن الأَفكار فكرتُهُ
وجــلَّ مقــدارُهُ عــن كــلِّ مقـدار
وإنَّ كـــلّ بيـــان فــي معــارفه
كنقطــةٍ غرِقَــتْ مــن لُــجَّ زخَّــار
بـابن الحسـينِ أبـي عبد الإِله غدا
صــُبح الهـدى زائِداً نـوراً لأنـوار
لجــدِّه شــهدَ الهــادي بكـلِّ هـدًى
فـي جَنـةٍ مـن خيـار الصـَّحبِ أبرار
كفَـى دليلاً علـى الهـدْي الـذي لكمُ
شــهادةٌ نُقِلــتْ عــن غيـر مختـار
هدايــةً لــم تــزل فيكـم مُبيّنـةً
لـذي اختيـارٍ ومـن يُعْنـى بأَخبـار
مــآثرٌ ليـس يُبلـي الـدهرُ جِـدّتها
مـا دام منكـمْ لهـا تجديـدُ آثـار
لا يــبرح الــدهرَ أخيـارٌ تُجـدِّدها
مــن آل بيتكُــم مـن بعـد أَخيـار
مــن كـلِّ منتسـبٍ للـبيضِ مـن يَمَـنِ
وكـــلّ مُكتَســِبٍ بــالبيضِ مغــوار
سـَخَوْا بكـلِّ نفيـسِ القـدرِ فـي خطرٍ
كمــا ســَخَوْا بنفــوسٍ ذات أَخطـار
بـابن الحسـين أبـي عبد الإِله غدا
شـُرْب المنـى لـيَ عَـذْباً بعدَ إمرار
أَحْضـرتُ صـدقَ رجـائي إذ وثقـتُ بـه
فغـابَ يأْسـي بـه مـن بعـد إحضاري
كــم ارتيــاحٍ لــه يغنـي بهزَّتـه
عــن أن يُهــزَّ بأَمــداحٍ وأَشــعار
وحســبُ مثلــيَ تنبيهــاً وتــذكرةً
لمثلــه تــرك تنــبيهي وإذكـاري
أمـا وقلـبيَ قـد نـاطَ الرجـاء به
فليسـت القـوس إلاّ فـي يـدِ الباري
بـكَ انتصـاري أبـا عبـدِ الإِله على
دهــرٍ عــدمتُ بـه نَصـْري وأَنصـاري
كـم بدأَةٍ في اصطناعي قد بدأْتَ وكم
رفعـتَ فـي النـاس قدري فوقَ أَقدار
ولـم يـؤخِّرْكَ عـن تكميـل مـا بدأَتْ
عليــاك غيــر مشــيئآتٍ وأَقــدار
وقـد تبـدَّتْ نجـومُ السـَّعد وانبلجتْ
أوارهــا بيــن أَحــداق وأَبصــار
وسـاعدتك اللَّيـالي فـانتفعْ أبـداً
وانفـعْ وخذْ من صروفِ الدهر بالثار
مَــنْ ذا يؤمَّــل لاســتجلابِ منفعــةٍ
سـواك أو يُرْتَجـى فـي دفـعِ أَضـرار
كـم مـوطنٍ فيـه لـم أحضر غنيتَ به
عـــن محضــري بخلالٍ منــك حُضــَّار
خَفَرتنـي مـن خطـوبِ الـدهر أَزْمِنَـةً
وبعــد خفــريَ لا ترضــى بإخفــار
كـم مـن أيـاديَ قـد صـيَّرتها فَقَضَتْ
بكــلِّ حَمْــدٍ لكُـمْ فـي الأَرض سـيَّار
وكــم جنــاح نجــاحٍ رِشـْتَه فقضـى
لكــم بــذكْرٍ علــى الآفـاقِ طيَّـار
أَوْعَـدْتُ دهـري بما عنكَ المُنى وَعَدَتْ
ومــا ضــجرتُ لـه إذ رامَ إضـجاري
وظللــتُ آملــهُ مــن حيـثُ أحـذَرُهُ
فـالخيرُ والشـرُّ ليسـا علـى أَدوار
لا غـروَ أَن تختفـي أَنـوارُ ذي كـرمٍ
حينــاً وتبــدأُ حينـاً ذات إسـفار
فعــادةٌ للحُمَيَّــا أَن تصــير إلـى
صـَدْرِ الزُّجاجـة مـن مُحْلَوْلِـك القار
والــدرُّ ينقـل فـي أصـدافهِ فيُـرى
فــي عقــد غانيـةٍ أَو تـاج جَبَّـار
أَضــمرتُ فـي حبِّكـم إضـمارَ معتقـدٍ
قــد جــلَّ عــن كـلِّ إخلاصٍ وإضـمار
فلـو علـى قـدر حـبِّ المـرءِ تؤثره
مـا كـان إيثـارُ خلـقٍ فوقَ إيثاري
ومـا أُبـالي إذا الـدُّنيا حَلَتْ لكم
واعْـذَوْذَبَتْ أنْ غـدَتْ لـي ذات إمرار
نعيمكــمْ لــي نعيـمٌ فلْتَـدُمْ لكُـمُ
أســبابُ كــلِّ نعيــمٍ ذات تكــرار
حازم بن محمد بن حسن، ابن حازم القرطاجني أبو الحسن.أديب من العلماء له شعر، من أهل قرطاجنة شرقي الأندلس، تعلم بها وبمرسية وأخذ عن علماء غرناطة وإشبيلية وتتلمذ لأبي علي الشلوبين ثم هاجر إلى مراكش.ومنها إلى تونس، فاشتهر وعُمّر وتوفي بها.وله (ديوان شعر - ط) صغير وهو صاحب المقصورة التي مطلعها:لله ما قد هجت يا يوم الندى على فؤادي من تباريح الجوىشرحها الشريف الغرناطي في كتاب سماه (رفع الحجب المنشورة على محاسن المقصورة - ط).من كتبه (سراج البلغاء) طبع طبعة أنيقة محققة باسم (مناهج البلغاء وسراج الأدباء).