
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــا أَقـرب الآمـال مـن يـد مُرْتـجٍ
يقْضــي الإِلــهُ لـه بفتـح المُرْتَـجِ
وأَحــقَّ مــن يهــدي لمنهـجِ رشـده
إن يســتبينَ لــه اتِّضـاحُ المنهـج
فـانظر بعيـنِ هُـداكَ لا عيـنِ السِّوى
وبنــور عقلــك فاستضـئْ واستسـْرج
وإذا لهجــتَ مــن الأُمــورِ بمـأْربٍ
فيمـــا يــؤدِّي للســلامة فالهــجِ
وإذا هـــويتَ فلا تكــنْ متهالكــاً
فـي الحـبِّ بـل متماسـكاً كي تنتجي
فـالحبُّ مثـلُ البحـرِ يـأْمَنُ من مشى
فـــي شــطِّه ويخــافُ كــلُّ مُلجِّــج
فاســلكْ ســبيلَ توســّطٍ فيـه تُصـِبْ
والــى التبســُّطِ فيــه لا تُسـْتدرج
وإذا عرتــكَ مــن اللَّيــالي شـدَّةٌ
فـــاعلم بـــأَنَّ مآلهــا لتفــرُّجِ
لا تيأَســنْ مــن رَوح ربِّــك وارجُـهُ
فـي كـلِّ حـالٍ فهـو أَكـرمُ مـن رُجِي
ولئن نهجـتُ مـن النصيحة في الهوى
لـذوي البصـيرةِ فيـه مـا لم يُنْهَجِ
فأَنا الذي أَفنى التناهي في الهوى
نفسـي ومـا أَبقـى على قلبي الشجي
وبمهجــتي مــن لـم يُعَـوِّضْ أَضـلعي
مـن مهجـتي غيـر الهـوى المتأَجّـج
ظــبيٌ تحــرَّج مــن وصــالٍ محبّــه
وابـــتزَّ مهجتـــه ولــم يتحــرَّج
وصــَلَتْ بــه قَطْـعَ الفلا عيـسٌ مـتى
تُدْلِـــجْ تــؤوِّبُ أو تــؤوب تُدْلــج
نــاديت حــاديهم وقلــبي يشـتكي
مــن لاعــج الأَشــواق كــلّ مُؤجّــج
يـا حـاديَ الأَظعـانِ كـم مـن مهجـةٍ
حملــت حمُولــك فـي أَعـالي هـودج
قــد أَثقلتهــا نُهَّــدٌ أَضـْحَتْ بهـا
قبـل الـوجى تمشي كما يمشي الوجي
حُـدِيت بهـا مـن بعـد ما حُدِجَت لها
ليــت النـواجي للنـوى لـم تُحْـدج
تهفـو القلـوبُ إذا هَفـت أَخفاقهـا
بحصـــًى كحَبَّــات القلــوب مُضــرَّج
رفقــاً بهــا وبـأَنفسٍ فـي إثرهـا
تنسـاقُ فـي أَثـر المطايـا الوسـَّج
حطــوا بــدورَ الحسـنِ فـوق أَهلَّـةٍ
مـــن واخــداتٍ بــالهوادج هــدَّج
كتبــتْ إلــيَّ بلحظهــا فأَجبتهــا
عمَّــا كتبــن بخــطِّ لحــظٍ مدمــج
وجعلـتُ كُتـبَ الـدمع في كتب الضنا
فـي وصـف أَسـرار الهـوى كالمُـدْرَج
خُلِطـــت يـــواقيتٌ هنــاك لأدمــع
مزجــت بلؤلُــؤِ أدمــع لـم تمـزج
وغـدتْ دمـوعُ الـدلِّ تجري الكحل في
ورد الخـــدود فينثنــي كبنفســج
كـم حَمَلـوا يـوم الـوداع حمـولهم
مــن جــؤذر أَحْــوى وظــبي أَدعـج
مـن كـلِّ دامـي الطَّرف ليس إذا رمى
كفيـــه فــي قُــتراتِهِ بالمُتْلِــج
كــم لوعــةٍ عـالجتُ حيـن تحمَّلـوا
بالناعجـــاتِ لعالـــج ولمنعـــج
كــم بــتُّ بعـدهمُ بليـلٍ لـم يلـح
مــن بعــده صــبحٌ ملــم يتبلَّــج
طــالت غيــاهبه فلــم يَتفـرَّ عـن
فلـــق لـــذي أَرَقٍ ولــم يتفــرَّج
حتَّــى استضـأْت ببـدر آفـاق العلا
أليعربـــيّ الياســـري المَــذْحجي
وتطلـع ابـنُ أبـي الحسـينِ لناظِري
كتطلُّــع الصــبح المنيــر الأَبلـج
فسـعدتُ يـا بـن سـعيدٍ الأَعلـى أبي
عبـد الإِلـه ونلـتُ مـا أَنـا أَرتجي
الحــاجبِ الأَعلـى الـذي مُـذْ فَتَّحـتْ
يُمنــاهُ أبـوابَ المنـى لـم تُرْتَـج
ذخــرُ الإِمــام المجتــبى وعيـاذه
ومنيــرُ غيهــبِ كــلِّ خطــبٍ مــدّج
وأَميــنُ ســرِّ مقــام حضــرته إذا
نـاجى النصـيحة مخلصـاً فهـو النَّج
صـُبْح الرجـا بدرُ الدُّجى غيثُ الندى
ليــث الـوغى الماضـي بكـلِّ مدجَّـج
بحـر العلـوم الطافح الطامي الذي
بســوى نفيــسِ الــدرِّ لـم يَتَمـوَّج
طـودُ العلـوم الرَّاسخ الرَّاسي الذي
بسـوى النجـوم الزُّهـرِ لـم يَتَتَـوَّجِ
سـبطُ الرضـا عمـارٍ الهـادي الـذي
مــا رســمُ مَنْهَـجِ رُشـْدِهِ بالمُنْهَـجِ
صــحبَ الرســولَ فحـاز كـلَّ فضـيلةٍ
لمهـــاجريه وأَوســـِهِ والخـــزرَجِ
شــهد النــبيُّ لــه بخيـرِ شـهادةٍ
كــانت نتيجــةَ كــلِّ فضــلٍ منتـج
قــالت ملائكــة الســماء لــوجهه
قـد طبـتَ فاصـعدْ للسـعادةِ واعـرج
لقــيَ الملائكــةَ الكــرام بغــرَّةٍ
أبهـى مـن القمـر المنيـرِ وأَبهـجِ
يَنْمِيــهِ كــلُّ مُقَلــدٍ بحلَـى العُلا
ومكلَّــــلٍ بالمكرمــــات مُتَـــوَّجِ
رثَ العلا بأواصـــرٍ مـــن يعـــرُب
لعناصــر مــن مجــد يعــرُبَ وشـج
مــن كـلِّ مـن دَرج الزَّمـان بشخصـه
وكــأنّه مــن ذكــره لــم يُــدْرَج
يبلـي الجديـدان الجديدَ من الحلى
وحلا علاه جديــــدة لـــم تُنْهَـــجِ
بهـدى أبـي اليقظـان عمـار اقتدى
أهــدى وأرشــدُ كــلِّ ســارٍ مُدْلـجِ
وابـن الكـرام بـأنْ يُرى كأبيه في
كســب المكـارم والعلـى قَمِـنٌ حـجِ
مـــا أنســـه بســوى دلاص زعفَــةٍ
أو صـــارمٍ أو ذابـــلٍ أو أعــوج
مـن كـلِّ سـاجي الطَّـرف سـام أذنـه
أو صـــارمٍ أو ذابـــلٍ أو أعــوجِ
بــذرى الجبــال لـه توقـل عاقـل
وعلـى السـهول لـه ارتمـاء الأَموجِ
يلقـى الصـفاح الـبيضَ غيـرَ مُعَـرِّدٍ
ويصــادم الخرصــان غيــر مُعَــرِّجِ
ولكــم قــد انغلَّـتْ بجلـدته كمـا
ينغـلُّ فـي السـرحان شـوكُ العوسـجِ
تركــت مطايـا الآمليـن لمـا سـقت
يمنــاه مـا يسـقيه صـوبُ الزبـرجِ
فتجـــمّ أنفســها لــورد جمــامه
بصــدودها عـن بـرد مـاء الحشـرجِ
وتصــدُّ عــن رعـيِ الجميـمِ كأنّهـا
تلقــى مــن البهمـى أخلّـة ملهـجِ
لفظـــت بحـــورُ علـــومه بلآلــئٍ
مكنونـــة وتنزَّهـــتْ عــن بَهْــرجِ
غاصــت خــواطره بهــا واسـتخرجت
مــن درّه المكنـون مـا لـم يُخـرجِ
متولّــج مــن علــم كــلِّ حقيقــةٍ
ودقيقـــةٍ مــا ليــس بالمتولّــج
جمــع الخلاصــةَ مــن كتـابٍ محكـمٍ
وصـــريحهُ بـــدخيلهِ لــم يمــزجِ
وأزالَ مــن جَـدَلِ النحـاةِ وقـولهم
وجميـع مـا اختلقـوه مـا لم يُحْتَجِ
كــم عنـد مولانـا الخليفـةِ خصـَّني
بمعطّـــر مـــن ذكـــره ومـــؤرّجِ
ولكــم جلا عنِّــي الهمــوم وسـرَّني
بمفـــرِّجٍ مـــن صـــنعه ومفـــرّجِ
يـا سـيداً صـيَّرته لمطـالبي سـنَداً
فلســـتُ إلـــى ســـواه بمحْـــوَجِ
لجَّــتْ بصــدري غُصــَّةٌ مــن حالــةٍ
ضــاقتْ علــيَّ وإن تَشـَأْ لـم تَلجُـجِ
وجميــلُ صــنعك عــودةً أو بــدأةً
إنْ شــاءَ تفريــجَ الهمــوم تُفَـرَّجِ
بـل فضـلُ صـنعك واجـب فـالقولُ إن
داخلتــه لــم يلــفَ غيــر مُثَبَّـجِ
يـا مَـنْ يُسـَرُّ بـأنْ ينالَ بك الغنى
بأســرّ منــك بــأن تُنيـلَ وألهـجِ
فبــأيِّ وصــفٍ أنــت أولـى عنـدما
تــولي الغنــى أبِمُبْهِـجٍ أم مُبْهَـجِ
بـل أنـتَ أكـرمُ مـن غـدا مستبشراً
ومبشـّراً لـذوي الرجـاء إذا ارتجي
فتَّحـتَ مـن بـاب المنـى ما لم يكنْ
متفتحــاً وفرجــت مــا لـم يُفْـرجِ
فـــاخرتَ خُطَّـــابَ العلا ففخرتهــم
وظفــرتَ بالقِــدْحِ المعلَّـى الأَبلَـجِ
ظفـرَ الكريـم الحـارِثيّ أخـي بنـي
عبـد المـدان بخطبـة ابنـة مدلـجِ
حيّتـــك زهــرةُ مدحــة أَرواحُهــا
تســـْري إلــى الأَرواحِ ذات تــأرّجِ
هزجــت ســواجعها بــروضِ ثنـائكم
والطَّيــر مهمـا تلـفِ روضـاً تهـزجِ
أرّجــت أنفــاسَ الرِّيــاح بنشـرها
ونســيمها فاســمعْ لشــعر مــؤرّجِ
غلبــاء يرتـج فـي مـدائحها علـى
مــن ليـس فـي مـدح عليـه بمرتـجِ
والمــدح ليــس يجيــء إلاّ قاصـراً
عنكـم ولـو بلـغ السها في المعرجِ
فاخلــد وقِــرَّ بكــلِّ مـن أنجبتَـه
وبكــلِّ مــن أحببـتَ عينـاً وابهـجِ
وكمـا سـعدتَ مـن الزَّمـان بما مضى
فاسـعدْ بمـا هـو حاضـر وبمـا يجي
حازم بن محمد بن حسن، ابن حازم القرطاجني أبو الحسن.أديب من العلماء له شعر، من أهل قرطاجنة شرقي الأندلس، تعلم بها وبمرسية وأخذ عن علماء غرناطة وإشبيلية وتتلمذ لأبي علي الشلوبين ثم هاجر إلى مراكش.ومنها إلى تونس، فاشتهر وعُمّر وتوفي بها.وله (ديوان شعر - ط) صغير وهو صاحب المقصورة التي مطلعها:لله ما قد هجت يا يوم الندى على فؤادي من تباريح الجوىشرحها الشريف الغرناطي في كتاب سماه (رفع الحجب المنشورة على محاسن المقصورة - ط).من كتبه (سراج البلغاء) طبع طبعة أنيقة محققة باسم (مناهج البلغاء وسراج الأدباء).