
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَزكــى ســَليلٍ زارَ أَكـرمَ وَالـدِ
أَكْـــرِمْ بمَــوْرودٍ عليــه وَوارد
قَمَـرانِ فـي أُفـقِ العلا ما منهما
عنــد التَّقـارن غيـرُ نـامٌ زائِدِ
فَغَـدَتْ لِعِزّهمـا النجـوم سـَواجِداً
فـوقَ الثَّـرى مـع كـلِّ نجـمٍ ساجدِ
للـــه يــوْمٌ أَقْــدَمَتْهُ ســُعودُه
نَعِــمَ الـورى منـهُ بِعيـدٍ عَـائِدِ
نَاهِيــكَ مِــنْ يـوْمٍ كريـمٍ حاشـرٍ
أَنْمـى الـورى مـن كـلِّ أَوْبٍ حاشد
لــو أنَّ غســَّاناً رأتــه أنسـِيَتْ
يـومَ السَّباسب في الزَّمان البائِدِ
وعُهُــودَ جلّــق إذ تُحيِّيهـم بهـا
وَسـْطَ القصـورِ الحُمْـرِ بيـضُ ولائِدِ
غنَّــى الغَمــامُ بسـيله فـترَنَّمتْ
مــن خُضــرِ أسـمية وزُرْقِ مـوارد
بــارَى ولـيَّ العهـدِ عهـدُ وليّـه
وغــدا لـه كـالزائرِ المتعاهـد
وكسـا الأَباطـح والربى ما زانها
مــن كــلِّ نَـوْرٍ تَـوْأم أو فَـارد
خـافوا علـى لُجُـمِ الجيادِ تقطعاً
منهــا بــزُرْقِ مــواردٍ كمبـارد
وخشـوا علـى مـا أُنْعِلَتْـهُ توقُّداً
مــن كــلِّ نـور للنـواظر واقـد
عجبــاً أيُخشــَى لَفـحُ مخضـرٍّ نـدٍ
أو أنْ يــؤثِّرَ ذائبٌ فــي جامــد
فُقِـدتْ بخُضـْر خَمَـائل ولقـد تُـرى
قبـلَ الحيـا الوسـميِّ غيرَ فواقد
مـا أن يمـلَّ الرَّائحُ الغادي لها
مــن لؤلــؤ الأَنْـداءِ صـوغَ قلائِدِ
فكــأنّهم فــي حــرِّ كـلّ هجيـرةٍ
يســرون فــي سـَحَرٍ بلَيْـلٍ بـاردِ
هـــل ذاك إلاّ لاعتنــاءٍ يقتضــي
إســعادَ آمــالٍ ونُجــح مقاصــد
ببنـي أبـي حفـص علا عَلَـمُ الهدى
ورسـا بنـاءُ الملـكِ فـوق قواعد
تلــك الأُصـول الطيّبـات أريْنَنـا
ممَّــنْ نَمَتْــهُ كــلَّ فــرعٍ ماجـد
قـد بانَ طيبُ الأَصلِ في طيب الجنى
طيـبُ الفـروع دليـلُ طيـب محَاتد
أركــانُ مُلــكٍ راســخٌ بنيــانُهُ
سـامٍ إلـى زُهْـرِ الكـواكب صـاعد
اللـــه ســيَّده فــدام وإنَّمــا
يخشـى البِلى ما الله ليس بشائِدِ
ليـس الحيـاة أو الحيـا لمؤمّـل
إلاّ نـدى يحيـى بـنِ عبـد الواحد
مَلِــكٌ نــدله ســائلٌ عـن سـَائِلٍ
صــِفْرِ الحقــائِبِ قاصـدٌ للقاصـد
فــالحِلْمُ منــه مُخْلِــفٌ إِيعـادَه
والجــودُ مِنْــهُ مُنجــزٌ للواعـد
ومؤيّــدٌ تســري أَمــامَ جيوشــه
أبـداً ريـاحُ النَّصـر غيـر رواكدِ
وطئت سـنابكُ خَيْلـهِ هـامَ العِـدا
مِــنْ قبـلِ وطـءِ منـازِلٍ ومعاهـد
مـن كـلِّ مُجْفَـرةِ الضـلوع كأَنَّمـا
تَطـوي علـى الأَعـداء زفـرةَ حاقد
أو كالمحلِّقــة الصــَّيودِ مطهّــمٍ
يهــوي بمقتنـص الفـوارس صـائِدِ
يمضـي فتسـبق لحـظَ نـاظرِهِ ويـر
جـعُ قبـلَ أنْ يرْتَـدَّ طـرفُ الرَّاصد
ولَــوَ انَّــهُ مُسْتَشــكلٌ بعقــاله
لــم تُلفــه إلاّ عقــال الشـارد
حتَّـى لقـد نسـي الجوادُ اسماً له
مـن طـول مـا سـموه قيـدَ أوابدِ
شـأتِ البـوارقَ غيـرَ جاهـدةٍ ولَمْ
يقطعـن نـومَ قطـا الفلاةِ الهاجد
أشــهرْتَ منهــم كـلّ جفـن نـائم
لمــا أنمتــم كــلَّ جفـنٍ سـاهد
خَصــَمَتْ سـيوفُكَ عنـكَ كـلُّ مجـادلٍ
ألــوى وقـد ألـوتْ بكـلِّ مجالـد
وتواضــعتْ شــُمُّ المعاقـلِ هيبـةً
مــن كــلِّ دانٍ منـك أو متباعـد
وأُذلَّ عــزُّ الأَبلـقِ الفـردِ الـذي
أخــذ التمـرّدَ عـن أخيـه مـارد
وإليــك منهــا روضــةً مطلولـةً
تحمـى بهـا أنفـاسُ نفـسِ الحاسدِ
فـانظرْ بعيـنِ رضـاك منها أعيناً
نظـرتْ إليـك بهـا عيـونُ محامـد
وانفــحْ بجــودك للأَمـاني نفحـةً
حتَّـى أرى كيـف اهـتزازُ الهامـد
فيراجــعُ الآمــالَ صـدقُ رجائِهـا
كالضـوء يعلـقُ بالـذُّبال الخامد
واهنـأْ بمقدم مُقْتدٍ بكَ في العُلا
حَـذْو الشـراك علـى مِثـال واحـدِ
مَــنْ أنـتَ مُنْجِبُـهُ لمضـطلِعٌ بِمـا
حمَّلْتَــهُ مــن كــلِّ عبــءٍ آيــد
يُزْهَـى حُسـام الملـك إذ وصلتْ به
منــه يــدٌ وصـلتْ بـأَطولِ سـاعد
واســْعَدْ بزُهْـرِ كـواكبٍ أطلعتَهـا
يَقــذفْنَ دونــك كـلَّ غـاوٍ مـارد
واخلدْ خلودَ الشُّهْب وابقَ بقاءَ ما
ذَرَأَتْ هباتُــك مــن ثنـاءٍ خالـد
حازم بن محمد بن حسن، ابن حازم القرطاجني أبو الحسن.أديب من العلماء له شعر، من أهل قرطاجنة شرقي الأندلس، تعلم بها وبمرسية وأخذ عن علماء غرناطة وإشبيلية وتتلمذ لأبي علي الشلوبين ثم هاجر إلى مراكش.ومنها إلى تونس، فاشتهر وعُمّر وتوفي بها.وله (ديوان شعر - ط) صغير وهو صاحب المقصورة التي مطلعها:لله ما قد هجت يا يوم الندى على فؤادي من تباريح الجوىشرحها الشريف الغرناطي في كتاب سماه (رفع الحجب المنشورة على محاسن المقصورة - ط).من كتبه (سراج البلغاء) طبع طبعة أنيقة محققة باسم (مناهج البلغاء وسراج الأدباء).