
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دامـت لـك البُشـْرى ودامت للورى
بِكـمُ ودمـت علـى العُـداة مظفرَا
ومَلكْـتَ مـا ملـك ابن داوُدَ الذي
كــلّ الأَنــام لأمــره قـد سـخَّرا
إنَّ البشــائر والفتـوحَ تتـابعتْ
فتنظَّمـت فـي سـلكِ مُلكِـكَ جـوهرا
عَبَقَــتْ مَنَاسـِمُها فضـاعت مَنْـدلاً
وتــأرَّجَتْ مِســكاً وفـاحتْ عَنْـبرا
ولِفتـح حِمْـصٍ فـي الفتـوح مزيَّـةٌ
فيحــقُّ فيهـا أن يُسـمَّى الأَكـبرا
مَـدَّتْ إليـكَ يـدَ المُطيـع وبايَعتْ
منـكَ الإِمـامَ المرتضـَى المتخيَّرا
وهــي العقيلـةُ حُسـنها مسـتأهِل
أن يُصـدَقَ الصـُّنْعَ الجميل ويُمهرَا
فقبلتهـــا لا لازديــادِ ضــخامةٍ
بـل رَغْبَـةً فـي أَنْ تُثـابَ وتُؤْجَرا
لكُـمُ علـى ذي الطـوع نُعْمى مُفضلٍ
إذْ كــانَ مُضــْطرًّا وكنـتَ مخيَّـرا
حضـرت لـديك وفودُهـا وقلـوبُ مَنْ
قـد غـابَ قَـدْ أَضـْحتْ لَديْكم حُضَّرا
سـعدوا برؤْيتكـم ومـن قد خلَّفوا
يرنــو إليكـم بالضـميرِ تَصـَوُّرا
ورأوا مثَابتَــك الســعيدةَ جنَّـةً
ورضــاك رضـواناً وجـودَك كـوثرَا
بهــرتْ لــواحظَهم أَســرَّةُ عــزَّةٍ
أَبهـى مـن البدرِ المنير وأبهرَا
وقفَـتْ لحـاظَهمُ المهابـةُ دونهـا
ودَعَـا اللـواحظَ بِشرُها أن تنظرا
مـا إن سـما طـرفٌ ليلحظهـا هوًى
إلاّ انثنــى مــن هيبـة متحيِّـرا
مُلِئت صــدورهُمُ هــوًى وأَمانيــاً
ورأوا حميـداً وِرْدَهـمْ والمصـدرا
ورَجَــوْا لأنــدلسٍ وأَهليهـا بكـم
نصـراً يـدومُ علـى الزمان مؤزَّرا
بعـد الجزيـرة نصـرةً تفـري بها
أَشـلاءَ طاغيـةِ النصـارى الأَسـبرا
أنـت الحقيـقُ بـأن تلبِّـي صوتها
وبـأن تريـق لنصـرها كأس الكرى
وبـأَن تفـوقَ مُجيـبَ صـوتِ زَبْطـرَةٍ
ويـرد عصـرُ هـداك مُلْـكَ الأَعسـرا
بشــّر بنــي حمـصٍ وأنـدلس بمـا
سـيعيد منهـا عـامراً مـا أَفقرا
فلقــد تضــمَّن نصـرَها ملـكٌ بـه
أحيـا لهـا اللهُ الرجاءَ وأَنشرا
قـد بـذَّ فـي إدراكـه ثأر الهدى
ســيفاً وفـي عزمـاته الاسـكندرا
سبط الرضا الهادي أبي حفص الذي
أَضـحى بـه صـُبْح الهدايـةِ مُسفرا
نجــل الإِمـام أبـي محمـدٍ الـذي
أَضـحى بـه روضُ المكـارمِ مُزهـرا
ملـكٌ إذا يغـزو العدا ملأَ الملا
ســُمْراً مثَقَّفَــة وجُــرْداً ضــُمَّرا
وفوارسـاً تبدي التهللَ في الوغى
فتريـك مُبْتَسـِمَ العـدا مُسـْتَعبرا
عُرْبـاً وعُجمـاً مـا عجمـت بنبعهم
غَـرْبَ العـدا إلاّ انثنـى مُتَكسـِّرا
مِـنْ كـلِّ مغمـدِ سـيفه يوم الوغى
فـي الهـام مُلْبِسـِهِ نجيعاً أحْمَرا
يخشـى الكمـيُّ ظباه والكوماءُ إنْ
هـو أورد السيفَ الوغى أو أَصدرا
لا تتَّقـــي زأرَ الأُســود عِشــاره
وتُـراعُ إنْ سـمعَتْ لـدَيْهِ المِزْهرا
بِهُدى الإِمام العدل يَحيى المرتضى
قـد آنـس السَّاري الصَّباح وأَبصرا
ملـــك نمتــه أرومــةٌ حفصــيَّةٌ
طـابتْ فروعـاً حيـن طـابتْ عُنْصُرا
عــمَّ الـورى نَفْعـاً فعـرَّف عـدلُهُ
فـي الأَرض معروفـاً وأَنكـر منكرا
فيشــب بالهنـديّ نيـران الـوغى
وبـأَعبقِ الهنـديِّ نيـران القِـرى
تَـرِدُ الأَمـاني مـن نَـدَاهُ مَشـرعاً
وتحُــجُّ حِجْـراً مـن ذُراه ومشـْعرا
فاضـتْ ينـابيعُ المعـرف والنـدى
منــه مَعينــاً ماؤُهــا متفجِّـرا
وَهـبَ العـوارفَ مـن أتى مُسترفداً
وحَبَـا المعـارفَ من أتى مستبصرا
عِلــمٌ وحِلــمٌ فــي نَـدًى وطَلاقـةٍ
تَبْـدو علـى قَسـماتِ أبلـجَ أزهرا
كــالبرقِ مُشــْتَمِلاً مِيـاهَ غَمامـةٍ
عَلــمٌ مُنيــف قـد توسـَّط أَبحـرَا
قــد طبَّــق الآفـاقَ نشـرُ ثنـائه
فكـأنَّ فـي الآفـاق مسـكاً أَذْفَـرا
يَهْــدي الجيــوشَ إذا سـرتْ لأْلاؤُهُ
فكـأنّ فـي مَسـْراه بَـدْراً مُقْمـرا
وتجــود يُمنـاهُ إذا شـحَّ الحَيـا
فكـأنّ فـي يُمنـاه غَيْثـاً مُمْطِـرا
عَظُــمَ الرَّجـاء لـهُ ولكـنْ جـودُهُ
يَثنـي العظيم من المنى مستحقَرا
أخليفـة اللـه الـذي حَفَلـت بـه
أمّ المنــى خِلفــاً ودرَّت أشـطرا
عـادت بـك الـدُّنيا تـرفُّ نضـارةً
وتـروقُ مـرأَىً في العيون ومَنْظَرا
لَبِسـَتْ بُـرودَ شـَبابِها من بعدِ ما
أُنْهِجْـنَ وانصـاتتْ كعابـاً مُعْصـرا
مـا بُـتّ مثـلُ نَـداك في نادٍ ولم
يَفْــرَعْ بمثــل حُلاك داعٍ منــبرا
جَلَّــتْ صــفاتُك أن يُنيِّــن واصـفٌ
عنهــا ولــو بلسـان قـسٍّ عبَّـرا
مــدحتك أفعــالٌ زكــتْ ومكـارمٌ
فُقْـــنَ الكلام منظمــاً ومنثَّــرا
خطبتـك أبكـارُ الفتـوحِ وكم لها
مــن خــاطبٍ ولَّتْـهُ عِطفـاً أزورا
وأجـابَ دعوتَـك الكريمـة كـلُّ من
للخيـر واليسـرى سـعى أو يُسـِّرا
أَذْكـتْ بأَحشـاءِ العـدا جَمراتهـا
بُشـَرٌ ذَكـتْ فـي كـلِّ نـادٍ مجمـرا
تَرَكَـتْ زَفيـرَ مـن اعتـدى متطيِّراً
حَــذِراً ودمــعَ جفُــونِهِ مُتَحـدِّرا
فعُيُــونهمْ منهــا تُفَجَّـر أعْينـاً
وقلُــوبُهُمْ منهــا تُسـجّر أَنـؤرا
فلِمَــنْ أطاعَـكَ أنْ يُقـدِّمَ مؤمنـاً
ولمـنْ عصـاكمْ أن يخـاف ويحـذرا
فاهنـأْ ببُشـرى طـابَ نشرُ نسيمها
فأَطــابَ أَنفـاسَ الرِّيـاح وعطَّـرا
وامْـدُدْ لأفـواه الوفُـودِ أنـاملاً
تَقْبيلُهـا يُسـرٌ لمـنْ قـد أعسـرا
زارتْ فـزادتْ حيـن لـم تغبب هوًى
غيــر الفتــوح فلا أَغبَّــتْ زوّرا
فبقيـتَ مسـروراً بمـا ساءَ العِدا
جَــذلاً بإقبـال المُنـى مُسْتَبْشـِرا
يَــزْدادُ مُلْكُــكَ كـلّ يـومٍ بسـطةً
ويُطـاولُ الـدُّنيا مـدًى والأَدهُـرا
حازم بن محمد بن حسن، ابن حازم القرطاجني أبو الحسن.أديب من العلماء له شعر، من أهل قرطاجنة شرقي الأندلس، تعلم بها وبمرسية وأخذ عن علماء غرناطة وإشبيلية وتتلمذ لأبي علي الشلوبين ثم هاجر إلى مراكش.ومنها إلى تونس، فاشتهر وعُمّر وتوفي بها.وله (ديوان شعر - ط) صغير وهو صاحب المقصورة التي مطلعها:لله ما قد هجت يا يوم الندى على فؤادي من تباريح الجوىشرحها الشريف الغرناطي في كتاب سماه (رفع الحجب المنشورة على محاسن المقصورة - ط).من كتبه (سراج البلغاء) طبع طبعة أنيقة محققة باسم (مناهج البلغاء وسراج الأدباء).