
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وافى الربيع وقد تبرج
ما أجمل الدنيا وأبهج
فــالترب مســك فانـحٌ
والنبـت ديبـاج مدبـج
والأفــــق فـــي لألآئه
وجـه صـبيح قـد تبلـج
والشـمس تـرسٌ مـن نضا
رٍ فـي يـدي بطـل مدجج
تبـدو ويحجبهـا الغما
م كغـادةٍ في وسط هودج
أهلاً بنيــروز الربــي
ع فكـم جلا همـا وفـرج
عيــد لــدى إقبــاله
غنى الهزار فما تلجلج
والنهــر وافـق لحنـه
نقــراً علـى دفٍ مصـنج
والغصـن أصـبح ينثنـي
فكــأنه ثمــلٌ تخلــج
فرحـاً قد اختضب الشقي
ق الغض واكتح البنفسج
والأقحـــوان كأنمـــا
أوراقــه بـردٌ مـدحرج
قـد جمشـته يـد الصبا
فـافتر عـن ثغـر مفلج
والــورد أســبل كمـه
خجلاً علــى خــد مضـرج
فكــــأنه لمـــا رأى
شـغف الأنـام بـه تغنج
والنرجــس الملتـف أل
بـس جسـمه ثوبـاً مفرج
بئس القــوام قــوامه
فإذا ابتغى رقصاً تزلج
إن فـاته القـد الرشي
ق فطــره لا شـك أدعـج
والياسـمين قـد ازدهى
ببـديع شـعر قـد تموج
منــه تلــوح ضــفائر
برؤوســـها در توهــج
والزنبــق الأهلــي إذ
مـر النسـيم بـه تأرج
قـد كـان منتصـباً فاث
قلـه النـدى حتى تعوج
وكــذلك المنثـور قـد
رفـع الأصـابع إذ تهيج
أبـــدى أصـــابعه ول
كن ضن بالزند المدملج
ســقي الربيــع فـإنه
فصـل به الشعراء تلهج
ملـك الفصـول جيمعهـا
بـالزهر مفرقـه متـوج
نسيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.شاعر، من الكتاب المفكرين، من نوابغ الأمراء الأرسلانيين، ولد في بيروت، وتعلم بالشويفات، ثم بمدرسة الحكمة ببيروت، وأولع بشعر الجاهليين والمخضرمين، فحفظ كثيراً منه، وقال الشعر وهو في المدرسة، فنظم (واقعة سيف بن ذي يزن مع الحبشة) في رواية ذات فصول، وأتم دروسه في المدرسة السلطانية ببيروت. وعين مديراً لناحية الشويفات (بلبنان) فأقام نحو عشر سنوات، محمود السيرة، واستعفى، وسكن بيروت. ولما أعلن الدستور العثماني انتخب رئيساً لنادي جمعية الاتحاد والترقي في بيروت. ثم نقم على الاتحاديين لسوء سيرتهم مع العرب، فانفصل عنهم، وانضم إلى طلاب (اللامركزية) وأخذ ينشر آراءه في جريدة (المفيد) البيروتية، فكان لمقالاته فيها أثر كبير في الحركة العربية، ثم استمر مدة يلاحظ تحرير تلك الجريدة متطوعاً. كان مجلسه في مكتبها مجمع الكتاب والادباء وقادة الرأي. ولما نشبت الحرب العامة (سنة 1914م) انقطع عن أكثر الناس ولزم بيته. ثم انتقل إلى الشويفات (سنة 1915) وانصرف إلى استثمار مزارعه ومزارع شقيقيه شكيب وعادل، ولم يزل في انزوائه إلى أن توفي، وكان أديباً متمكناً، جزل الشعر، حلو المحاضرة، سريع الخاطر في نكتته وإنشائه، بعيداً عن حب الشهرة، يمضي مقالاته في المفيد باسم (عثماني حر).