
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أحلمــاً وديــن اللَـه أوشـك يتلـف
وصـبراً وداعـي الشـرك يـدعو ويهتف
وحــتى مــتى ســيف الإلــه معلــلٌ
بضــــرب طلا أعــــدائه ومســــوف
هـو السـيف ما لم يألف الغمد نصله
ومـا السـيف سـيف وهـو للغمد يألف
أمـا آن أن تحيـي الهـدى بعد موته
بيــوم يميـت الشـمس نقعـاً ويكسـف
وشـعواء فيهـا الـدهر يرجـف خيفـةً
وينســد منهــا الأفـق والأرض ترجـف
ويعقــد فيهـا النقـع غيمـاً مظللاً
وترعـد فيهـا الأسـد والـبيض تنطـف
كتــائب ينطحــن الخميــس كباشـها
ولا روق إلا ذابــــــل ومثقــــــف
إذا نزلــت أرض العــدو طمـت بهـا
بحــار دمٍ فعـم علـى النجـم تشـرف
تزاحــم بـرج الحـوت حـتى يعومهـا
وتــدنو مـن الكـف الخضـيب فتغـرف
وإن فغــرت للحــرب فـاغرة الـردى
رموهــا بمــا فيــه تغــص وتقـذف
فلا عيــب فيهــم غيـر مطـلٍ عـدوهم
إذا استقرضـوا منـه الدما وتسلفوا
وأوفــى عبــاد اللَــه إلا بحالــةٍ
إذا وعـدوا البيض الغمود فلم يفوا
يميلــون شــوقاً للــوغى فكأنمــا
كـؤوس الـردى صـرف المدامـة قرقـف
إذا مـا احتفـت يوم الهياج جيادهم
نعلـن مـن الهامـات ما البيض تنقف
أبـا القاسـم المهـدي لا عز أو ترى
لـك الكتـب تتلـى والكتـائب تزحـف
فقــم طالبــاً حـق الخلافـة معلمـاً
فهــاهي فــي أيــدي العـدو تلقـف
أتصـــدر وراداً لكــم عــن كيهــا
محلأة والقــــوم منهــــن تنـــزف
وتــوحش هاتيــك المنــابر منكــم
وتنــزو عليهــن القــرود وتشــرف
أمــا هاشـم قـدماً أذلـوا صـعابها
فمـا بالهـا تيـمٌ رقوهـا وأردفـوا
وهــذا لــواء المســلمين برغمهـم
علــى رأس أشـقى العـالمين يرفـرف
إذا أومـض البرق الحجازي في الدجى
كعرنيـن قـن مـن بنـي الزنـج يرعف
شخصــنا إليــه مثلمـا شخصـت إلـى
الحمـــائم أفــراخ لهــا تتشــوف
رجـاءاً إلـى السـيف الذي في وميضه
عـن الخلـق طـراً ظلمـة الجور تكشف
حسـام إذا ما واكل الموت في الوغى
مضـى بفـم أضـحى علـى المـوت يجحف
وإن ورد الأعنـــاق يومــاً حكينــه
مـن الهيـم بعـد الخمـس عطشى تلهف
علـى سـابق لـو رامـت الريـح سبقه
لعـــادت إليـــه ضــالعاً تتقحــف
دعوتـــك والأبصــار شاخصــةٌ إلــى
وميـــض حســـام للنــواظر يخطــف
دعوتــك للتوحيــد قـد غـال أهلـه
أنــاسٌ علـى الأوثـان تحنـو وتعكـف
دعوتــك للـدين الحنيـف فقـد غـدا
ضــئيلاً عليـه الشـرك يقـوى فيضـعف
دعوتـــــك للقـــــرآن راح ممثلاً
بأيـــدي أنــاسٍ غيــروه وحرفــوا
دعوتــك للشــرع الشــريف مغيــراً
بمــا قعـدوا أهـل الضـلال ووظفـوا
دعوتـــك للمظلــوم ضــاع حقــوقه
وليـس لـه مـن عصـبة الجـور منصـف
إليــك ولــي اللَــه بــث شــكايةً
تهـــدلها الأطـــواد والأرض تخســف
أترضــى وأنــت المســتجار بأننـا
بأيــدي العـدا مـن أرضـنا نتخطـف
ومــا ألفــت أكبادنـا حـب غيركـم
فكيـــف إلـــى أعــدائكم نتــألف
وأنــى وأهــل الـدين تصـحب عصـبةٌ
سوى الجبت ديناً في الورى ليس تعرف
وكيــف نغــادي أو نــراوح معشـراً
يميــل بنــا عنهـم ولا كـم ويصـرف
إذا أنــت بالأغضـاء عـاملت كاشـحاً
فمــن ذا علــى أشــياعكم يتعطــف
ومــن يكشــف الغمــاء عـن متلهـفٍ
أضـــر بأحشـــاه إليــك التلهــف
ومـن ذا إذا مـا صـرح الـدهر خطبه
بمنعتــه يحمــي الطريــد المخـوف
وأيســر مــا يشــجيك أن مجــاوري
ضـريح أبيـك السـبط عـن قبره نفوا
يعــدوان قيـد الرمـح عنـه مسـافةً
فكيــف بهـم والبعـد وعـروٌ ونفنـف
ومـن لـم تطلـق حمـل الرداء متونه
فكيـــف بحمــل الراســيات يكلــف
فمــا آدم فــي يــوم راحٍ مفــارقٌ
لجنـــان بـــدمع يســتهل ويــذرف
بــأغزر دمعـاً منهـم يـوم فـارقوا
ذرى حـــرم بــابن النــبي يشــرف
فــآهً لأرض الطــف فــي كــل برهـةٍ
يجـــدد فيهـــا حـــادثٌ لا يكيــف
وأن نســـاء المـــؤمنين ذواعـــرٌ
تــراع كــل ريـع الحمـام المغـدف
يلاحظهـــا رجـــسٌ ويقــرف عرضــها
غـــبي بأصــناف اللعــائن يقــرف
أيــامي ولــم يثكلـن بعلا وحولهـا
يتــامى وأبــى لهــم ليــس تحتـف
وأعظــم مفقــود مــن النـاس آخـذ
عـن الأهـل نأيـاً حـاله ليـس يعـرف
لئن ضــرب الأمثـال فـي فقـد يوسـف
ومـا نـال مـن يعقـوب فيـه التأسف
فهـا نحـن فـي جيـل بـه كـل والـد
مــن النـاس يعقـوب ينـائيه يوسـف
فهــذا ولــم تهتــك حجــاب تصـبرٍ
عليـــك بإمهـــا العـــدو يســجف
ولـم تنتـض السـيف الـذي حـده على
رقـاب العـدا مـن شفرة الموت أرهف
أيملـك أمـر العـرب مـن لا أبـاً له
ولــم ينمــه منهــم نـزار وخنـدف
لئيــم فمـا للصـفح عنـد اقتـداره
محــلٌّ ومــا للحلـم أن هـاج موقـف
أحـب الـورى مـن ليـس يحنـو عليـه
لـــديه وإعــداهم لــه المتلطــف
ومـن لقطتـه العـاهرات مـن الخنـا
فكيــف بأبنــاء العفــائف يلطــف
ومــا لبنــي الآمـال إلا ابـن حـرة
يغــار عليهــم أن يضـاموا ويـأنف
وأنـــا لنــدري أن يومــك كــائن
وإن حــال فيـه عـن سـواه التخلـف
ولكننــــا لا نســــتطيع تصـــبراً
لطــول أنــاةٍ منــك للقلـب تحتـف
وأيــن الجبــال الراسـيات رزانـةً
مـن الـذر فـوق الأرض والريـح تعصف
أقــول لنفسـي عنـدما ضـاق رحبهـا
وكــادت علـى سـبل المهالـك تشـرف
وكــادت ممضـات الزمـان تميـل بـي
إلـى هلـع يلقـى لـه الحلـم أحنـف
رويــداً كــأني بالأمــاني صـدقنني
بإنجــاز وعــد للهـدى ليـس يخلـف
إليـك ابـن طـه بنـت فكـر زففتهـا
تـــتيه علــى أترابهــا وتغطــرف
تجــر ذيــولاً مــن بــرود شــكايةٍ
تطــرز فــي حســن الرجــا وتفـوف
صالح بن مهدي بن حمزة الكواز.شاعر، من أهل الحلة، دفن في النجف. عربي المحتد، أصله من قبيلة الخضيرات، إحدى عشائر شمر، المعروفة اليوم في نجد والعراق.كان يبيع الكيزان والأواني الخزفية، مترفعاً عن الاستجداء بشعره، جمع صاحب البابليات ما بقي من شعره في (ديوان-ط).