
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عتبــت عليــه لــو يــرق لعـاتبٍ
وناشـدته لـو كـان يومـاً مجـاوبي
وأطنـب فـي الشـكوى إليـه لو أنه
ســميع لشـكوى وأجـد القلـب لأهـب
أفــي كــل يــومٍ للمنيــة غـارةٌ
تعــود بهــا الأرواح طعمـة نـاهب
هـو المـوت مـن حيـث التفت وجدته
علــى كــل حــي كــان ضـربة لازب
فلا رد عـن اسـكندر مـا افتـدى به
ولا سـد عنـه السـد ثغـر النـوائب
ولا مــالت الأمــوال عنــه بحتفـه
ولـم يمـح مكتـوب قضـى بالكتـائب
ولا مثـل يـوم المرتضـى يـوم نكبةٍ
أبــانت بــأن اللَـه أغلـب غـالب
وراءك مــن نــاع كأنــك للــورى
مـن النفخـة الأولـى أتيـت بعـاطب
أوانـــك إدراك الأنـــام ســلبته
فلـم يفرقـوا مـا بيـن أنف وحاجب
يخـبر أن الـدين قـد أزمـع النوى
وكـان مـن الترحـال من فوق غاربي
لـك اللَـه مـن ندب إلى اللَه ضاعن
وللـدين والـدنيا صـراخ النـوادب
إذا صــرخت أقصـى المشـارق ثاكـلٌ
تجاوبهــا ثكلـى بأقصـى المغـارب
مــتى تلـد الـدنيا نظيـر مالكـاً
لهـا تاركـاً فـي وصلها غير راغب
تـرى بيضـها بيـض السـيوف وصفرها
إذا قــاربت كفيـك صـفر العقـارب
أتتـك بـأبهى مـا بهـا مـن بشاشةٍ
فلاقيتهــا فــي وجـه أعبـس قـاطب
فمـا تركـت مـن حيلـةٍ عملـت بهـا
وجاءتــك ترجـو الصـيد كـل جـانب
فأرجعتهــا عطلــى تجــر شـراكها
رجـوع امـرئٍ عـن مؤمل الصيد خائب
ألحــت فلـم تنعـم عليـك خطابهـا
وكـم نفخـت نشـزاً علـى كـل خـاطب
كأنــك والــدنيا المسـيح وغـادةً
فكنــت حصــوراً مثلـه لـم تقـارب
ألا م يعــــزي آل بيـــت محمـــدٍ
بمــؤتمنٍ مــا خــان نيلـة شـارب
وكافـــل أيتــام لهــم وأرامــل
وهــادي محــبيهم سـواء المـذاهب
وكــوكب محــراب ومنطيــق منيــر
وفيصـــل أحكــام وغيــث مــواهب
ومسـتجمع الأضـداد مـن بشـر عـالم
وهيبـــة ســلطانٍ وحالــة راهــب
فلا تشـمت الحسـاد فـي فقـد ذاهـب
فللَــه فينــا حجــة غيــر ذاهـب
أبـو صـالح المهـدي واحـد عصـرنا
فـأكرم بـه مـن واحـد العصر صاحب
يهتــك أتســار الغيــوب بفكــرةٍ
إذا هــي زجــت أحضـرت كـل غـائب
ينبؤنــــا بالمشـــكلات صـــريحةً
فيشــكل فينــا أمــره بالعجـائب
يحــدث أصــحاباً ويقضــي خصــومةً
ويرقــم مجهـول العلـوم الغـرائب
فلــم تلهــه أقلامــه عـن مخـاطب
ولا ينتهــي عنهـا بقـول المخـاطب
ولـو أنـه قـد كـان فـي عصـر جده
لأصــبح منهــم بيــن غـالٍ وناصـب
أخـو همـةٍ لـم يحـدث الـدهر فتنةً
علـى النـاس إلا غالهـا بالمعـاطب
فيصــلح مــن جهالهــا كـل فاسـد
ويخمــد مــن نيرانهـا كـل ثـاقب
فـتى سـاس أهـل الدهر في طب حكمه
فجربهــم ثــم اغتنــى بالتجـارب
يمــرن أبنـاه علـى المجـد صـبيةً
كمــا مــرن البـازي كـف الملاعـب
ومـا ذاك مـن خـوف الخمـول وإنما
لتنتــدب الفرســان فـوق السـلاهب
جـرى وجـروا فـي إثـره نحـو غايةٍ
فمـا اختلفـوا إلا بـرور المنـاكب
وكــل علـى كـل تقـدم فـي العلـى
علـى قـدر فضـل السـن غيـر مغالب
تقـــدم مقــدار الجلالــة جعفــر
فحـل مـن المهـدي أعلـى المراتـب
ترقـى بـراق العلم بل رفرف التقى
إلـى قـاب قـوس مـدرك العقل عازب
وكــل إذا أبصــرته شــمت كوكبـاً
وضـيئ المحيـا فـي محـل الكـواكب
أخـو فطنـةٍ فيهـا اسـتطال نباهـةً
علــى كــل كثــلٍ للكـرام وشـائب
فلــو أنـه يملـي علـى كـل كـاتب
قـديم القضـايا أعجـزت كـل كـاتب
يكــاد بـأن يـروي بعظهـم أطلاعـه
إلى ابن أبي الدنيا قديم العجائب
ولــو رام كعـب أن يجـاري حـديثه
كســاه مــن الخجلان حلــة كــاعب
أضـاءت بهـم فيحـاء بابـلٍ مثلمـا
أضـاءت قـديماً في السنين الذواهب
فليسـت تبـالي بعـد أن ظفـرت بهم
أغـاب الـذي قـد غاب أم غير غائب
أعـدتم لنـا العصر القديم ومن به
مــن العلمـاء الفاضـلين الأطـائب
صالح بن مهدي بن حمزة الكواز.شاعر، من أهل الحلة، دفن في النجف. عربي المحتد، أصله من قبيلة الخضيرات، إحدى عشائر شمر، المعروفة اليوم في نجد والعراق.كان يبيع الكيزان والأواني الخزفية، مترفعاً عن الاستجداء بشعره، جمع صاحب البابليات ما بقي من شعره في (ديوان-ط).