
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــاتف بــالنعي ســد الفضــاءا
وأحــال الصــبح المنيـر مسـاءا
وأضـــل الوفــود ســاعة أهــدى
بنعــي المهــدي ذعــراً عنــاءا
وفقيـــد خــص الكــرام فأضــحى
النــاس طــراً بــرزئةٍ شــركاءا
أســف الماجــدون حزنــاً عليــه
فهــم كــاظمون فيــه العنــاءا
فكــأن كــل واحــدٍ منهــم يــع
قــوب قــد جــاءه بنـوه عشـاءا
كيــف بالصــبر فــي رزيـة نـدب
طبــق الــري والعــراق بكــاءا
فكــأن العــراق والــري قامــا
مأتمــاً واحــداً وناحــا سـواءا
جــاء يقتــاده اشــتياق مــزار
لقبــور بهــا الوجــود أضــاءا
فمضـــى وهــو زائر فــي جنــان
الخلـد منهـا نفوسـها الأزكيـاءا
وكـــأنه اختــار المنيــة كيلا
عنهـــم بعـــد قربــه يتنــائى
وهــم حيـن عـاينوا مننـه قلبـاً
صـــادقاً فـــي ودادهـــم وولاءا
قربــوا جســمه إليهــم وأدنـوا
فـي الرفيـع الأعلـى لـه حوبـاءا
فغــدا وهــو فــائزٌ فــي نعيـم
ليــس يخشــى عليــه ثـم شـقاءا
لســت أدري أنهنــه الوجـد فيـه
أم بعظـــم الفــراق أزداد داءا
أم ألــوم الزمــان فيمـا تجـري
وإل المحســـنين فيـــه أســاءا
لا أذم الزمـــان وهـــو محلـــىً
بـــأبي المصـــطفى علاً وبهــاءا
الـــذي غنـــت الحــداة عليــه
حيــث حلـوا مـن الفجـاج ثنـاءا
والــذي ســار ذكـره حيـث سـارت
نيــرات الســما وأهــدت سـناءا
والــذي يفــرج الشــدائد حــتى
ليــس تلقــى الزمـان إلا رخـاءا
فـاق فيـه العـراق فخـراً إلى أن
كـاد يغـدو علـى السـماء سـماءا
مــن يقــس نيلــه بنيــلٍ سـواه
فلقــد قــاس بالســراب المـاءا
ســبق الســابقين بالمجــد حـتى
تـــرك الأقـــدمين ســبقاً وراءا
مـا ابـن يحيـى مـا حـاتم ما اب
ن عباد وإن في الأنام فاقوا علاءا
ذاك عصــر يــدعو بينـه إلـى ال
جــود فلا غــرو أن دوا أسـخياءا
ربمــا قلــت الوفــود علـى مـن
قــد رأى فــي العلا لــه أكفـاء
أي الفخــــر للســــخي بعصـــر
كـــل أهليـــه أصـــبحوا بخلاءا
وهــو مــن بينهــم كشـمس نهـارٍ
لا تـرى الخلـق مـن سـواها ضياءا
لا تــزال الــدنيا لـديه ذلـولاً
آخــذاً فــي زمامهـا حيـث شـاءا
مــده اللَــه بالعطـاء كمـا فـي
حبــه لــم يــزل يمـد العطـاءا
وحبـــاه مــن فضــله بالأمــاني
وكفـــــاه الأهــــوال والأرزاءا
لــم أفـه بـالعزاء علمـاً بـأني
فيـه أهـدي إلـى البحـار الماءا
مــن يقـل للجبـال كـوني جبـالاً
فلقــد فــاه بالمقــال هــذاءا
لــم يـزده العـزاء إلا كمـا قـد
زاد ضـوء المصـباح نـوراً ذكـاءا
لا أرى صـــبره ســوى ســد ذي ال
قرنيـن قـد عاق عن حشاه العناءا
بــدر مجــدٍ تحــوطه مــن ذويـه
شـــهب عنــه ترجــم اللئمــاءا
طهــروا عنصــراً وطـابوا فروعـاً
وأمــدوا علــى الــورى أفيـاءا
فـي بيـوت مثـل الربيـع لـدى من
نزلــوا ســاحها مصــيفاً شـتاءا
قـــد أقــروا بســاحهن شــقيقي
مـذا غـدا لا يـرى الفضـاء فضاءا
ورأى اليســر نائيــاً منـه حـتى
حـــل فـــي ربعهـــم رآه أزاءا
وتـــردى بـــه وأقبـــل يســعى
فــي ســرور يجــر ذاك الـرداءا
ســـكنوا روعــة لــه وأعــادوا
فقــره بالســماح منهــم غنـاءا
جمعــوا شــملنا بــه بعـد صـدع
جمـــع اللَـــه شــملهم والعلاءا
كـدت أفنـى شـوقاً إليـه إلـى أن
قيـل بشـراً قـد حـل ذاك الفناءا
وأعـادوا لـي الحيـاة أمـات اللَ
ه مــن أصــبحوا لهــم أعــداءا
صالح بن مهدي بن حمزة الكواز.شاعر، من أهل الحلة، دفن في النجف. عربي المحتد، أصله من قبيلة الخضيرات، إحدى عشائر شمر، المعروفة اليوم في نجد والعراق.كان يبيع الكيزان والأواني الخزفية، مترفعاً عن الاستجداء بشعره، جمع صاحب البابليات ما بقي من شعره في (ديوان-ط).