
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كفـى الـدهر ذلاً حيـن غـالت غوائله
خبـاً مـا رأت شـهب السـماء عقائله
وقـاح فمـا أدري أهـل كـان عالمـاً
بـأعظم مـا قـد جـاء أم هـو جاهله
تخطـى إلـى خـدر ولـو كـان عـاقلاً
رأى مـن نـدى أهليـه مـا هو عاقله
وأســـلم منــه للمنايــا كريمــةً
بـبيت كـرام مـا رأى الضـيم نازله
دفينـة خـدرٍ لـم يـزد فـي حجابهـا
ثـرى القـبر مذ هيلت عليها جنادله
محجبــةً لــم يطـرق السـمع صـوتها
ولا شخصــها يومهـا تـراءت شـمائله
ولا أنقـص التـأنيث في الدهر فضلها
وعنهـا يعـزى واحـد الـدهر فاضـله
يعـزى أبـو المهـدي عنهـا ومن غدت
أواخــــره ممدوحــــةً وأوائلـــه
فتى أوقف الحوبا على النسك والتقى
إلـى أن غـدت فرضـاً عليـه نـوافله
فــتى شــاغل فـي مـدحه كـل مـذود
ومــذوده حمــد المهيمــن شــاغله
إذا مـــر يومـــاً الأصــم يخــاله
يحييــه أو عـن بعـض شـيءٍ يسـائله
إذا ضــمه المحـراب أبصـرت كوكبـاً
أضـاء الـدجى والليل قد حال حائله
فتشــــفق أن عـــاينته متهجـــداً
لكــثرة مـا يرعـدن خوفـاً مفاصـله
إذا مـا احتـبى وجـه النهار بدسته
وغصــت بأربــاب الفخــار محـافله
سـمعت بليـغ القـول مـن نطـق فيصلٍ
إذا قـال أمضـى كـل مـا هـو قائله
ألا لا تقــس فيــه ســواه مخاطبــاً
ولا تعــدلن فيــه إذا فـاض نـائله
فمـا يسـتوي فـي النطـق قـس وباقل
ولا يســتوي طــل الســحاب ووابلـه
فلــو شــاهد الطـائي بعـض هبـاته
لأبهــره ثــم انثنــى وهـو عـاذله
هـو النيـر المـوفي الـذي كـل نير
لـه هالـة والبحـر والبحـر سـاحله
ألــم تــره لمــا اقتفـاه شـقيقه
حبـاه مـن العليـاء مـا لا تحـاوله
كريــم لـه طبـع النسـيم إذا سـرى
شـمالاً وطيـب العنـبر الغـض شـامله
مــتى تلقــه تلـق امـرءاً متبسـماً
طليــق المحيــا مؤمنــات غـوائله
تواضــع حــتى كـاد يخفـى تواضـعاً
علــى أنــه فـوق السـماك منـازله
ونـال الرضـا مـن فخره غاية الرضا
فأســخط مـن أعـداه مـن لا يشـاكله
فــتى زانــه رأي الكهــول وربمـا
تثفــن مـن قـوت المسـاكين كـاهله
خلائقـــه لـــو للكــواكب أزهــرت
نهـاراً ولـم يأفـل مـن الأفـق آفله
ســجايا تلافاهــا الجـواد فأصـبحت
لكـــل جـــوادٍ حســرةً لا تزايلــه
إذا مــا تمناهــا الكـرام ترفعـت
ومـا كـل مـن قد حاول الشيء واصله
ومنــه اكتسـى ثـوب الفخـار محمـدٌ
فقصــر مــن قـد كـان جهلاً يطـاوله
إذا قســته فــي أهلـه فهـو جعفـرٌ
وإلا فبحـــر والكـــرام جـــداوله
أولئك آحـــاد الزمـــان كرامـــه
أماجــــده أنجــــابه وأفاضـــله
علمــت ســجاياهم فصــغت مــديحهم
ومـا كـل مـن قد يعلم الشيء فاعله
ومـاذا انتفـاع المـرء يوماً بعلمه
إذا لـم يكـن دون الـورى هو عامله
إذا السـيف لـم تضـرب به يوم معركٍ
فسـيان ملقـى كـان أو أنـت حـامله
إليــك أبـا المهـدي تهـدي عقيلـةً
تــدين لهـا مـن كـل فكـرٍ عقـائله
معزيـــة النــدب الغنــي بحلمــه
وعلام أضــعاف الــذي أنــا قـائله
ومــاذا يزيـد البحـر مـاء سـحائبٍ
وإن هطلــت عمــر الزمـان هـواطله
وهـل فـي ضـياء الشمس فقر لمن غدت
توقـــد آنــاء النهــار مشــاعله
ولكــن هـذا الفـرض أوجبـه الوفـا
فـــإني مـــؤديه وأنـــك قــابله
صالح بن مهدي بن حمزة الكواز.شاعر، من أهل الحلة، دفن في النجف. عربي المحتد، أصله من قبيلة الخضيرات، إحدى عشائر شمر، المعروفة اليوم في نجد والعراق.كان يبيع الكيزان والأواني الخزفية، مترفعاً عن الاستجداء بشعره، جمع صاحب البابليات ما بقي من شعره في (ديوان-ط).