
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ضِرارُ بن الخَطَّاب القُرَشِيّ الفِهْرِيّ، أبو الأَزْوَر، شاعرٌ مُخَضرَم، توفِّيَ نحو 13هـ/ 634م. كان شاعرًا وفارسًا شُجاعًا، شاركَ في يومِ الفِجار وهو على قومِه بني محارب بن فِهْر، وقاتلَ ضِدَّ المسلمينَ في معاركَ عِدَّة منها أُحُد والخَنْدَق، ولكنْ أسلَمَ يومَ الفَتْحِ وحَسُنَ إسْلامُه وشَهِد الفتوحاتِ وحَرْب الرِّدّة حتّى اسْتُشهِد يوم أجنادين. وعَدَّ أبو هلال العسكريّ شِعرَ ضِرار بأنَّه أوَّل شِعْرٍ قيلَ في أحداث الإسلامِ، تنوَّعتْ موضوعات شِعْره بين الفخرِ والرِّثاء والهجاء.
عَمْرُو بْنُ الحارِثِ بْنِ مُنَبِّهٍ النِهْمِيّ، اشْتُهِرَ بِاِبْنِ بَرّاقَةَ نِسْبَةً إِلَى أُمِّهِ، وَهُوَ مِنْ قَبِيلَةِ نِهْمِ الهَمْدانِيَّةِ، مِنْ الشُّعَراءِ الصَّعالِيكِ فِي الجاهِلِيَّةِ، وَقَدْ عُرفَ بِالشَّجاعَةِ وَالفَتْكِ وَكانَ مِنْ عَدّائِي العَرَبِ، أَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ وَوَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَهُوَ مِنْ الشُّعَراءِ المُقِلِّينَ، أَشْهَرُ شِعْرِهِ مِيمِيَّتُهُ الَّتِي مَطْلَعُها: (تَـقُـولُ سُلَيْـمَـى لا تَعَـرَّض لِتَلْفَـةٍ وَلَيْلُكَ عَنْ لَيْلِ الصَّعالِيـكِ نائِمُ)، تُوفِّيَ بعدَ السَّنةِ الحادية عشرةَ للهِجرةِ.
الحُطَيْئَةُ هُوَ جَرْولُ بنُ أَوسٍ العَبْسِيُّ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ، وَهُوَ راوِيَةُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى، وَعدّهُ ابنُ سلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ في طبقاتِ فُحولِ الشُّعراءِ، وكانَ مِنْ أَكْثَرِ الشُّعَراءِ تَكَسُّباً بِشِعْرِهِ، وَهُوَ مِنْ أَهْجَى الشُّعَراءِ القُدامَى؛ فقد هَجا أُمَّهُ وَأَباهُ وَهَجاً نَفْسَهُ، وَقَدْ سَجَنَهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ لِهِجائِهِ الزِّبرِقانِ بنِ بَدْرٍ، أَدْرَكَ خِلافَةَ مُعاوِيَةَ بنَ أبيِ سُفْيانَ، وَتُوُفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 45هـ/ 665م.
قُطْبَةُ بْنُ أَوْسٍ، وَيُلَقَّبُ بِالحادِرَةِ أَوْ الحُوَيْدِرَةِ وَمَعْناهُ الضَّخْمِ، مِنْ قَبِيلَةِ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْدٍ، وَهُمْ بَطْنٌ مِنْ غَطْفانَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مُقِلٌّ، أَشْهَرُ قَصائِدِهِ قصيدتُهُ العَيْنِيَّةُ ومَطْلَعُها (بَـكَــرَتْ سُـمَــيَّةُ غُدْوَةً فَتَـمَـتَّعِ / وَغَـدَتْ غُـدُوَّ مُـفــارِقٍ لَمْ يَرْجِـعِ) وَقَدْ اخْتارَها المُفَضَّلُ الضَّبِيَّ ضِمْنَ المُفَضَّلِيّاتِ، عُرِفَ بِمُهاجاتِهِ مَعَ زَبّانَ بْنِ سَيّار الفَزارِيّ، وَلا يُعْرِفُ تارِيخُ وَفاتِهِ إِلّا أَنَّ أَخْبارَهُ تُشِيرُ إِلَى أَنَّهُ عاشَ فِي أَواخِرِ العَصْرِ الجاهِلِيِّ.
الخَنْساءُ هِيَ تُماضِرُ بِنْتُ عَمرٍو بنِ الحارِثِ بنِ الشَّرِيدِ، مِن بَنِي سُلَيمٍ، شاعِرَةٌ مُخَضْرَمَةٌ، عاشَتْ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَتْ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَتْ، وَوَفَدَتْ عَلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَليهِ وَسَلَّمَ مع قومِها، فَكانَ الرسول يَسْتَنْشِدُها وَيُعْجِبُهُ شِعْرُها، اشْتُهِرَتْ بِرِثائِها لِأَخَوَيْها صَخْرٍ وَمُعاوِيَةَ اللَّذَيْنِ قُتِلا فِي الجاهِلِيَّةِ، وَتُعَدُّ الخَنْساءُ أَشْهَرَ شاعِراتِ العَرَبِ، تُوُفِّيَتْ نَحْوَ عامِ 24ه/645م.
لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ مالِكِ بْنِ جَعْفَرَ بْنِ كِلابٍ، مِنْ قَبِيلَةِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، مِنْ شُعَراءِ الجاهِلِيَّةِ وَفُرْسانِهِمْ وَأَشْرافِهِمْ، وَكانَ كَرِيماً نَذَرَ أَلّا تَهُبَّ الصَّبا حَتَّى أَطْعَمَ وَنَحَرَ، أَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ، وَتَرَكَ قَوْلَ الشِّعْرِ بَعْدَ إِسْلامِهِ إِلّا بَيْتاً واحِداً، وَهُوَ مِنْ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ وَأَحَدِ المُعَمِّرِينَ عاشَ مِئَةً وَخَمْساً وَأَرْبَعِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوَ ذلِكَ، سَكَنُ الكُوفَةَ بَعْدَ إِسْلامِهِ وَتُوُفِّيَ فِيها حَوالَيْ سَنَةِ 41 هـ المُوافِقَةِ لِسَنَةِ 661م.
حَسّانُ بْنُ ثابِتٍ الخَزْرَجِيُّ الأَنْصارِيُّ، صَحابِيٌّ جَلِيلٌ وَشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأسلم بعدَ دُخولِ الرّسولِ صلّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ إلى المَدينَةِ، وحظي حسانُ بِمنزلةٍ كَبيرةٍ فِي الإسلامِ؛ حيثُ كانَ شاعِرَ الرَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدافِعُ عَنْهُ وَيَهْجُو شُعَراءَ المُشْرِكِينَ، وَكانَ الرَّسُولُ يَقُولُ لَهُ: "اهْجُهُمْ وَرُوحُ القُدُسِ مَعَكَ"، عُرِفَ فِي الجاهِلِيَّةِ بِمَدْحِهِ لِلغَساسِنَةِ وَالمَناذِرَةِ، وتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَكانَ قَدْ عَمِيَ فِي آخِرِ حَياتِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي حَوالَيْ سَنَةِ 54هـ/674م.
دُرَيدُ بْنُ الصِمَّةِ بْنِ الحارِثِ بْنِ مُعاوِيَةَ، يَعُودُ نَسَبُهُ إِلَى هَوازِنَ مِنْ قَيْس عَيْلانَ، كانَ سَيِّدَ قَبيلَتِهِ بَني جُشَمَ وَشَاعِرَهُم وَفارِسَهُم، وَقد خاضَ مِئَةَ غَزْوَةٍ ما أخفقَ بِواحِدَةٍ مِنْها، وَفَقَدَ إِخْوَتَهُ الأَرْبَعَةَ فِي وَقْعاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ فَرْثاهُمْ، وَأَشْهَرُهُمْ عَبْدُ اللهِ الَّذِي رَثاهُ بِقَصِيدَتِهِ الدالِيَةِ (أَرَثَّ جَـدِيــدُ الْحَـبْــلِ مِنْ أُمِّ مَعْـبَـدِ / لِعَـــاقِــبَــةٍ أم أَخْـلَفَــتْ كُـلَّ مَـوْعِــدِ) وَعُمِّرَ دُرَيْدُ طَوِيلاً فَقِيلَ إِنَّهُ عاشَ مِئَتَيْ عامٍ أَوْ نَحْوَ ذلِكَ، وَقُتِلَ فِي مَعْرَكَةِ حُنَينٍ إِذْ أَخْرَجَهُ قَوْمُهُ تَيَمُّناً بِهِ، فَماتَ عَلَى شِرْكِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي السَّنَةِ الثّامِنَةِ لِلهِجْرَةِ.
قَيْسُ بنُ الخَطِيمِ، مِن قَبِيلَةِ الأَوْسِ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ، نَشَأَ يَتِيماً إِذْ قُتِلَ أَبُوهُ وَجَدُّهُ وَهُوَ صَغِيرٌ، فَلَمّا بَلَغَ أَخَذَ بِثَأْرَيْهِما، وَكانَ فارِساً شُجاعاً شَهِدَ عَدَداً مِنْ الوَقائِعِ بَيْنَ الأَوْسِ وَالخَزْرَجِ، وَأَكْثَرَ شِعْرِهِ فِي يَوْمِ البُعاثِ، وَهُوَ مِنْ الشُّعَراءِ المُقَدَّمِينَ فِي الجاهِلِيَّةِ قَدَّمَهُ بَعْضُ الرُّواةِ وَعُلَماءُ الشِّعْرِ عَلَى حَسّانَ بنِ ثابِتٍ، وَهُوَ مِن طَبَقَةِ شُعَراءِ القُرَى فِي طَبَقاتِ ابنِ سَلامٍ. وقد قَتَلَهُ قَوْمٌ مِنْ الخَزْرَجِ بَعْدَ يَوْمِ البُعاثِ فِي حَوالَيْ السَّنَةِ الثّانِيَةِ قَبْلَ الهِجْرَةِ.
خِداشُ بنُ زُهيرٍ، مِن قَبيلَةِ عامِرِ بنِ صَعصعَةَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِن أشرافِ قومِهِ وفُرسانِهم، شَهدَ حربَ الفِجارِ ولهُ فِيها أخبارٌ، وهو شاعِرٌ مُجيدٌ مُتقدِّمٌ، عَدّهُ أَبو عَمرِو بنُ العلاءِ أَشْعرَ مِن لَبيدٍ، وَهوَ مِن شُعراءِ الطَّبقةِ الخامِسَةِ عندَ ابنِ سَلَّامٍ فِي طَبقاتِ فُحولِ الشُّعراءِ.
هو ضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنُ مِرْدَاسَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ بن مالكِ بن النَّضْرِ بن كِنانةَ بن خُزَيمة بن مُدْرِكة بن إلياس بن مُضَر بن نزارِ بن مَعَدّ بن عَدْنان. والفِهْريّون بَطْنٌ من بُطون قريشٍ المعدودينَ، كانوا يسكنونَ مكّة والطّائف، وقال ابنُ سلام إنّ قومه من ظواهرِ قريش ولا يكونون بالبطحاء إلا قليلاً.
يُكَنَّى بأبي الأزوَر وأبي عبد الرحمن. أبوه الخطّاب بن مِرْداس كان رئيسَ بني فِهر في زمانه، وكان يأخذُ المِرْبَاع لقومِه، وكان عمُّه حَفْص بن مِرْداس شَرِيفًا. وأمُّه أمُّ ضِرار بن عمرو واسمُها هِند بنت مالك بن جَحْوان بن عَمْرو بن حَبيب بن عمرو بن شيبان بن مُحَارِب بن فِهْر. وجَدُّه عمرو بن حبيبِ وهو آكل السَّقْب؛ وذاك أنَّه أغارَ على بني بكرٍ ولهم سَقْب يعبدونَهُ فأخذَ السَّقْبَ فأكلَهُ.
نشَأ ضِرار في قريشٍ وكانَ أبوه سيَّدًا في قومِه ممّا أهَّلَه ليكونَ فارسًا من فُرسانِ قُريشٍ المعدودين وشاعرًا مُجيدًا، حتّى قيلَ إنَّ ضِرار بن الخطّاب شاعرُ قريشٍ وفارسها، تميَّز بشجاعةٍ كبيرةٍ فهو من الأربعةِ الذّين وَثبوا الخَنْدق مع عمرو بن عَبْد وُدّ العامري وهُبَيرة بن أبي وَهْب وعِكْرمة بن أبي جَهل. وكان متعصِّبًا لقريشٍ فقد شاركَ في يومِ الفِجار وكانَ على بني محارب بن فِهْر، ويومَ غزوةِ بَدْر كانَ يرى أنَّ الصِّراعَ بين قُرَيشٍ والأوس والخَزْرج، ويُرْجِعُ سبب نصْرَ المُسلمينَ يومئذٍ إلى وجودِ القُرَشيّين فيهم كأبي بكرٍ وحمزةَ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ وفي ذلك يقول:
فَإِنْ تَظْفَرُوا فِي يَوْمِ بَدْرٍ فَإِنَّما بِأَحْمَدَ أَمْسَى جَدُّكُمْ وَهْوَ ظافِرُ
وَبِالنَّفَرِ الْأَخْيارِ هُمْ أَوْلِياؤُهُ يُحامُونَ فِي اللَّأْواءِ وَالْمَوْتُ حاضِرُ
يُعَدُّ أَبُو بَكرٍ وَحَمْزَةُ فيهِمُ وَيُدْعَى عَلِيٌّ وَسْطَ مَنْ أَنْتَ ذاكِرُ
وَيُدْعَى أَبُو حَفْصٍ وَعُثْمانُ مِنْهُمُ وَسَعْدٌ إِذا ما كانَ فِي الْحَرْبِ حاضِرُ
وخافَ على قُرَيشٍ عند الفَتْح عندما توعَّدها سعد بن عبادة قائلًا: اليومَ يومُ المَلْحمة، اليومَ تُستحلُّ المحرمة، اليوم أذلَّ الله قريشًا. فقال ضرار في ذلك:
إِنَّ سَعْداً يُرِيدُ قاصِمَةَ الظَّهْـ رِ بِأَهْلِ الْحُجُونِ وَالْبَطْحاءِ
خَزْرَجِيٌّ لَوْ يَسْتَطِيعُ مِنَ الْغَيـ ظِ رَمانا بِالنَّسْرِ وَالْعَوَّاءِ
وكان ضرار بن الخطاب لحق عمر بن الخطاب يوم أُحُدٍ فجعلَ يضربه بعرض الرمح ويقول: انجُ يا بن الخطاب لا أقتلك! فكان عُمَر يعرفها له بعد الإسلامِ.
وكانَ له نظرٌ ثاقبٌ وحسٌّ عسكريٌّ عالٍ فهو الّذي أشار على خالدٍ بن الوليد يوم أحُدٍ أنّ الجَبَل قد خلا من الرُّماة فكرَّا معًا فالتفّوا حول الجبلِ وقضوا على مَنْ بَقِيَ من الرُّماة ثمَّ دخلوا عسكرَ المُسْلمينَ من ورائهم، وبيّن ذلك في شِعْره فقال:
دَعَوْتُ إِلى خُطَّةٍ خالِداً مِنَ الْمَجْدِ ضَيَّعَها خالِدُ
فَوَاللَهِ أَدْرِي أَضاهَى بِها بَنِي الْعَمِّ أَمْ صَدْرُهُ بارِدُ
وَلَوْ خالِدٌ عادَ فِي مِثْلِها لَتابَعَهُ عُنُقٌ وارِدُ
وكان يقولُ: "لقدْ زوّجْتُ أحدَ عشر رجلًا الحورَ العِين من أصحاب محمّد صلّى الله عليه وسلّم يوم أحُدٍ" إشارةً إلى أنَّه مَن قتلهم، ومنهم عمرو بن معاذ أخو سَعد بن معاذ رضي الله عنه.
وأسلَم ضرار يومَ الفَتْحِ وثبَت على الإسلامِ لمّا ارتدَّتْ العرب، وقد شَهِد اليمامةَ ومقتلِ مُسَيلمة الكذّاب، ثمَّ شاركَ في الفتوحاتِ كالقادسيّة وجَلُولَاء ضدَّ الفُرْس، واليرموك ضدَّ الرّوم تحت راية خالد بن الوليد، وقدْ فتحَ سَهْل ماسبذان بعدما بلغ سعد بن أبي وقَاص قائد المسلمين حينئذٍ أنَّ الهُرمزان قد جَمَع جَمْعًا من الجيوشِ الفارسيّة، فكتبَ بذلك إلى عمرَ بن الخطّاب، فكتبَ عُمر رضي الله عنه: "ابْعَثُ إليهِ ضِرارُ بن الخطّاب في جُنْد، واجْعَلْ على مقدِّمَتِه الهُذَيْل الأسدي، وعلى مَجْنَبَتَيْه عبد الله بن وَهب الرّاسِبي حليفُ بَجِيلة، والمضاربُ بن فلان العَجَلي"، فخرجَ ضرار بمَنْ معه حتّى انتهى إلى سَهْل ماسبذان والتقى بالفُرْس، وأسرعَ المسلمونَ في الهجومِ على الفُرْسِ وأخذَ ضِرارٌ قائِدَهم أسيرًا، فانهزمَ عنه جيشُه وتفرَّقوا في الجبالِ المحيطة فدعاهُم ضرار فاستجابوا لهُ، وأقام ضرارٌ بماسبذان حتّى تحوَّلَ سعدُ بن أبي وقّاص من المدائنِ إلى الكوفةِ واستخُلِف على ماسبذان.
قال ابن عبد البَرِّ في وفاته إنّه خرجَ إلى الشَّام مُجاهدًا ومات هناكَ، وذلك نحو 13هـ.
اختارَ لهُ البحتريّ في حماستِه ثلاثة أبياتٍ ورقمها (97) ومطلعها:
مَهْلًا بَني عمِّنا ظُلامَتَنَا إِنَّ بِنَا سَوْرَةً مِنَ الْغَلَقِ
تدارَكْتُ سَعْدًا عَنْوةً فَأَسَرْتُهُ وكانَ شِفاءً لَوْ تَدارَكْتُ مُنْذِرا