
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أعليــك تلبــسُ حظَــى الأيــامُ
أم فيــكَ تســكبُ لفظــىَ الأقلامُ
يـا واحـداً أودَى فـدالت دولـة
وهـــوت عــروشٌ وانطــوت أعلام
أرضـيتَ حكـمَ المـوتِ غيرَ معارضٍ
وعَلَــى يـديك النَّقـضُ والإبـرام
نزلـت علـى لغـةِ الكتَـاب بليَّةٌ
وأصــيبَ فــى كتَّــابه الإســلام
وتعمـد القـدرُ القضـاءَ فغـاله
وعلــى القضـاة تعـدَّتِ الأحكـامُ
وتعثّـر القلـمُ الذى راضَ العُلاَ
وجَــرَى عليـه الـوحىُ والإلهـام
قَلَمٌ اذا رَكِبَ البنانَ مَشَى الهُدَى
فــى مــوكبٍ واصــطفتِ الأفهـام
مُـــرٌّ فـــان أرضـــيتَه فحلاوةٌ
قَصــَعت بــذكرك غُلَّـةَ الملتـاح
ينتـاش أروِقَـةَ السـماءِ ويُرتجَى
عنـد القضـاءِ لـه منًـى ومَـرَام
الـبيضُ فيـهِ قواطعٌ والجندُ فيهِ
روابــضٌ والجيــشُ فيــهِ لهـام
تتــدفّقُ الأَرزاقُ عَــن جَنَبَــاتِهِ
وتعيــشُ تحــتَ شـباتِهِ الأقـوام
فــى شــقّهِ قَـدَرٌ وفـى تجـويفهِ
خَبَــرٌ وتَحــتَ شــبَاتِهِ صمصــام
مــا بيــنَ أعلاهُ وأسـفله مَـدىً
كـالعينِ تحـوِى الكون وهُو جسَام
تجـرى بريقتـهِ المنايا والمُنى
وعلــى شــباهُ تقــدَّر الأَقسـام
ومنضــنضٍ مــجَّ الزُّعـافَ لسـانُه
غَضــَباً وصــرَّف جأشــَهُ ضــرغام
فــاذا تبسـَّم فالزمـانُ أصـائِلٌ
واذا تجهَّــــم فالزمـــانُ ظَلام
أمـا البلاغـةُ فهـى فيـه سـَجيَّةٌ
أمَّـا الرويـةُ فهـى فيـهِ لـزام
يتعمَّــد الأَمـل البعيـد وعنـده
إن الحيــاة جميعهــا أوهــام
ولـه بظهـرِ الغيـبِ عينٌ لم تزل
يَقظَــى وحــرَّاس الزمـانِ نِيَـام
فـاذا جـرى وشـَّى الغمامُ طروسَه
وتفتَّحـــت بســـطوره الأكمــام
وتســقّطت قِطَـعُ الريـاضِ صـريرَه
وســَرت الـى أطيارهـا الأَنغـام
قصـرت خُطـاه وطـالَ فى إدراكها
رأىُ الحكيــم وكلّــتِ الاقــدام
كَسـرَ الـردَى تلكَ القناةَ صليبةً
ورَمــى الشـجاعَ الاحـوذيَّ حِمـام
وخلا المكــرُّ فكــل ذئبٍ ضــيغمٌ
إِن لاحَ فيـهِ عنـت اليـهِ الهـامُ
يا أحمدُ انهض وارثِ نفسَكَ ثمَّ نم
فقـد اشـتكى النُّثَّـارُ والنُّظَّـام
وقَفُـوا لـذِكركَ خاشـعينَ كأنَّمـا
وقــفَ الحجيـجُ وأوشـكَ الإِحـرام
متهيّــبينَ جلالَ أبلـجَ لـم يـزل
مستشــــفعاً بضــــيائِه الإِظلام
ويــح الثَّـرى إِنَّ الثلاثـةَ أذرعٍ
وســعت فراســخَ طولُهـا أعـوام
اليـوم أيقظكَ المماتُ من الكرى
فرأيـــتَ كيـــفَ تــولَّتِ الأحلام
والنـاسُ تبقـى بعـدَهم أرواحُهم
وتبيــدُ فـى أكفانِهـا الأجسـام
إنَّ الحيــاةَ صــحائفٌ مســطورةٌ
والنـــاسُ فـــى طيــاتِهنَّ كلام
رجُــلٌ تُشــَيّدُ ذكــرَه حســناتُهُ
وســواه تهــدِم ذكــرَه الآثـام
والمـرءُ ليـسَ بمخفـقٍ فـى سعيهِ
مــا دامَ رائدَ عزمــهِ الإِقـدام
يـا راحلاً ولـه علـى أُم اللُّغـى
نِعَــمٌ تضــيقُ بحصـرها الأرقـام
لـو أنصـفتك الباقيـاتُ لسـجَّلت
بجبينهـــا تاريخَــك الإِهــرام
فــى كـلّ يـوم يسـتبدُّ بـدمعِنا
قَــدَرٌ وينــزِلُ بالإِمــامِ إِمـام
أبكِى على القومِ الغداةَ وفى غدٍ
يُبكَــى علــيَّ وهكــذا الأيــام
إن الأُلـى منعُوا النفوسَ دموعَهُم
وبَكــوا علـى إخـوانِهِم لكـرام
والخلـقُ أعجـبُ ما يُرى فحياتُهم
طضــوعٌ ولكــن مــوتهم إِلـزام
يـا سـعدُ إِن أخَاكَ يوم قَضَى قضت
مــــال شــــعبٍ كلُّهــــا آلام
ليـس اصـطباراً أن تجـفَّ دموعُهُم
إِن المـآتمَ فـى القلـوبِ تُقَـام
أشـبالُ مصـرَ وأنـتَ أنـتَ أبوهمُ
قـد أيقظوكَ عَلَى العرين وناموا
لــولا ملكـتَ نفوسـَهم فَعصـَمتَها
مـن حزنهـا لسـفت بهـا الأسقَامُ
ليــسَ الإِخــاءُ تقرُّبـاً وتحبُّبـاً
إِنَّ الإِخـــاءَ عواطـــفٌ وذِمَــام
تلـك الجنـادلً قـد توسَّدَ مورَها
بَــدرٌ بأكفــانِ السـَّحابِ تمـام
إنَّ النعيــمَ وأهلَـهُ أولـى بـهِ
فعليـهِ فـى أهـلِ النَّعيـمِ سـَلام
عبد الحليم حلمي بن إسماعيل حسني المصري.شاعر، قارب النبوغ وحالت منيته دونه.ولد في قرية (فيشا) من دمنهور (بمصر) والتحق بالمدرسة العسكرية.ثم توظف بالسودان، واستقال، وكانت له في أواخر أيامه حظوة عند الملك أحمد فؤاد حتى دعي شاعره، وتوفى بالقاهرة.له (ديوان شعر-ط) ثلاثة أجزاء صغيرة، و(الرحلة السلطانية-ط) جزآن.