
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
اعـتزِل أخبـارَ سـلمى يـا سمير
ودعِ الـــذكر لليلــى وســعاد
وأشدُ لي باسم التي أين العبير
مـن شـذا أنفاسـها فـي كل ناد
فـي حمـى الفيحـاء حلّـت مثلما
فــي ربـى لبنـان بـاتت تسـطعُ
وزَهـت بيـرُوت فـي الـدنيا كما
صــارت الشــهباء منهـا تلمَـعُ
فهـي أخـتُ العـدل تُـدعى حيثما
رَتَعضــت يومــاً ونعـم المَرتَـع
هبَـةٌ مـن خـالِقِ الكَـون القدير
قـد حباهـا للـوَرَى حتى المَعاد
قـال منها يُرتَجى الخير الكثير
فـارتعوا فـي ظـلّ هذي يا عبَاد
قـد دعاهـا للهَـوى مضنى الجوَى
ظـلّ يشـكو الدهر أنواع الخطوب
قـال عيشـي فـي سـواها قد ذوَى
وزمــاني إن صــفا فهـو كـذوب
وفـؤادي إن يكـن فيهـا اكتـوَى
فلكَــم فـي حبّهـا ذابَـت قلـوب
فزَفيــري ليــس إِلاّ مــن سـعير
جمـرَةٍ مـا بيـنَ جنـبي والفؤاد
فـإذا مـا كـان دمعـي كالغدير
ليـسَ يطفـي نـارَ بركان الوداد
آه واشـــوقي لأيّـــامِ الصــِّبَا
فلأيَــامِ الصـِّبَا مـا مـن رجـوع
ليـتَ شـعري وعلـى تلـك الرّبـى
يـا تُـرَى حتى متى أذري الدموع
ورعـاك اللـه يـا ريـح الصـَّبَا
سـَحَراً إن جـزتِ هاتيـك الرّبـوع
فـاحملي منـه شـذا قلـب كسـير
بـاتَ يشـكو هائمـاً فـي كلّ واد
ذاك قلــبي وأنــا طفـلٌ صـغير
ضـاعَ منـي بيـن هاتيـك الوهاد
عَجَبـاً فـي الغـربِ أحيَـا مغرَما
وفــؤادي فــي ربــوعِ المَشـرِقِ
ولـدَى التـذكار دمعـي إن همـى
ليــس يطفــي لوعـةً مـن حرقـي
ذابـت الـرّوحُ وشـوقي قـد نمـا
ولعمــري غيـر وجـدي مـا بقـي
فَحَنِيــــنٌ وَأنِيــــنٌ وَزَفيـــر
ذاك دأبــي منــذ وَدّعـت البِلاد
كـدتُ مـن شـوقي للبنـان أطيـر
حَبّـذا لَـو تـمّ لـي نَيلُ المُراد
رشيد أيوب.شاعر لبناني، اشتهر في (المهجر) الأميركي، ولد في سبكتنا (من قرى لبنان) ورحل سنة 1889 م، إلى باريس، فأقام ثلاث سنوات، وانتقل إلى مانشستر فأقام نحو ذلك، وهو يتعاطى تصدير البضائع، وعاد إلى قريته، فمكث أشهراً.وهاجر إلى نيويورك، فكان من شعراء المهجر المجلين، واستمر إلى أن توفي، ودفن في بروكلن. كان ينعت بالشاعر الشاكي، لكثرة ما في نظمه من شكوى عنت الدهر.له: (الأيوبيات - ط) من نظمه، نشره سنة 1916، و(أغاني الدرويش - ط) نشره سنة 1928، و(هي الدنيا - ط) سنة 1939.