
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أفـي كـلّ يـوم لـي زَفيـرٌ وأدمُـعُ
إذن أنــا بُركــانٌ وبحــرٌ يُصـَدَّعُ
ألمّــت بِصــَدري كــلُّ نازلَـةٍ إِذا
ألمّــت بصــمّ الراسـييات تزعـزعُ
خطـوبٌ تضـيق الأرضُ عنهـا بوسـعها
فهـل أنـتَ يا صَدري من الأرض أوسعُ
ائنّ أنينــاً طـالَ عهـدُ امتـدادِهِ
إِلـى أنّـه لـم يبـق للصـبر موضِعُ
وصـرتُ إِذا جـالَ القريـضُ بخـاطري
يصــوغُ القـوافي فـيّ قلـبٌ مُفجَّـعُ
أحبّاءنـا خلـف البحـار أمـا لَكُم
لـدَى حادثـات الـدهر مَـن يتشـفّعُ
أمـا لكُـم فـي عـالم الغيبِ مسعدٌ
أمـا فـي البرايـا من لكم يتوجّعُ
تضَعضــَعتُ لمّـا قِيـلَ شـطّ مزارُكـم
وقـد كنـتُ قبـل اليـوم لا أتضَعضَعُ
فيَـا سـاعد اللـه المحـبّ فكُلّمَـا
بــدا بــارقٌ مـن صـوبكم يتَطلّـعُ
مـتى العَهدُ يادنيايَ في من أُحبّهم
وحبــل الأمــاني بالأســى يتَقَطّـعُ
حرصـتُ علـى الأيـام لا شـغَفاُ بهـا
ولـولا اللقا ما كنتُ بالعيش أطمعُ
ألبنـان هـل مـرّ الزمانُ الذي بهِ
يُقــالُ هنِيئاً للــذي فيـك يرتَـعُ
ألبنــان أهـوَالُ الحـروبِ فظيعَـةٌ
ولكـنّ هـولَ المـوتِ بـالجوعِ أفظعُ
سـلامٌ علـى لبنـان والجبـل الـذي
بكـاه النّـدى والمسـتجيرُ المروَّعُ
تجمّعـــتِ الأحــداثُ فيــهِ كــأنّهُ
محــطٌّ لأحــداث الزّمــانِ ومجمَــعُ
تــوفيت الآمـالُ حيـن عنـا الـذي
لـه الـدهر قدماً كان يعنُو ويخضعُ
وصــرنا بأيّــامٍ تجنَّــى ذِلِيلُهَـا
علــى أنفـسٍ عـزّت وهَـانَ الممنَّـعُ
لقـد أدركـت فينا الأعادي بثارها
غــداة تنـادوا أنّ لُبنَـان يُصـرَعُ
وقـد شاعَ في الدنيَا بأن جبلٌ هوَى
فهـل أنـتَ يـا لبنان ذاك المشيَّعُ
تعَـوّدتُ نظـمَ الشـعر فيـكَ تَغَـزّلاً
فمـاذا عسى في موقفي اليوم أصنعُ
جـزى الله عني الوُرقَ خيراً فإنها
تنــوح بــواديه هنــاك وتســجعُ
أحبّاءنــا والــدهرُ فَـرّقَ بينَنَـا
يعــزّ عَلَينَــا مــن بعِيـدٍ نـوَدّعُ
بعثــتُ لكـم والشـمسَ منـي تحيّـةً
لتنشـرَها فـوقَ الحمـى حيـن تطلعُ
وهـا أنا أقضي الليلَ أرقبُ رجعها
فهـل لـي سـلامٌ منكـمُ حيـن ترجـعُ
ويا أيها البرقُ المحلّقُ في الفضَا
يطـــلّ علــى أطلالهــم وَيُلَعلِــعُ
بِعيشـِك قـل لـي هـل ديـار أحبّتي
بهـا القـوم صرعى وهيَ قفرٌ وبلقَعُ
فـإن كـان ما أنبَأتَ حقّاً فسر إذن
إِلــى خـالقِ الأكـوان إنّـك أسـرَعُ
وقـل لإلـه الخلـق عمَّـا جـرَى بـهِ
لَعَــلّ لــه عطفـاً فيصـغي ويسـمعُ
فيا لَيتَ شعري كم يَبيتُ على الطوى
قريـــح جفـــون صــَوتُهُ مُتَقَطّــعُ
لــهُ زَفَــرَاتٌ كلمـا جَنّـهُ الـدّجى
يشــقّ بهــا سـتر الـدجى ويمـزّعُ
يُصــــَعّها مطلوقَـــةً مســـتطيرَةً
مُدفّعَــةً بــابَ الســموات تقــرعُ
إِذا مـا أراد الأكـلَ فالدمعً مأكلٌ
وإن هـوَ شـاءَ النوم فالقبرُ مضجعُ
ويـا سـاكني أرض الصفاء أما لكم
حنــوٌّ علـى أهـل القبـور ومنـزعُ
عهـدتُ لكـم مـن عهـد آدم أنفُسـاً
إِذا مـا دجـا ليـلُ المصائب تسطعُ
فمـا لـي أراكـم مغمضـات عيونكم
عليهـا مـن السـلوان للأهـل برقعُ
تـبرَّعتمُ بـالقول دهـراً فيـا ترى
أمـا حـان وقـتٌ فيه يبدو التبرّعُ
فمـا تنفَـعُ الصـيحاتُ من كُلِّ جانبٍ
ولا شـيء إِلاّ المـال يـا قوم ينفَعُ
رشيد أيوب.شاعر لبناني، اشتهر في (المهجر) الأميركي، ولد في سبكتنا (من قرى لبنان) ورحل سنة 1889 م، إلى باريس، فأقام ثلاث سنوات، وانتقل إلى مانشستر فأقام نحو ذلك، وهو يتعاطى تصدير البضائع، وعاد إلى قريته، فمكث أشهراً.وهاجر إلى نيويورك، فكان من شعراء المهجر المجلين، واستمر إلى أن توفي، ودفن في بروكلن. كان ينعت بالشاعر الشاكي، لكثرة ما في نظمه من شكوى عنت الدهر.له: (الأيوبيات - ط) من نظمه، نشره سنة 1916، و(أغاني الدرويش - ط) نشره سنة 1928، و(هي الدنيا - ط) سنة 1939.