
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جـرِّدوا السـيفَ فقـد ملّ القَلَم
خُلــقَ الســيفُ لتحريـرِ الأمَـم
واجتنوهـا فرصـَةَ الـدهرِ التي
ليـس يجـديكم إذا فـاتت نـدم
يـا أُصـَيحابي الأولى قد رَتَعُوا
فـي بلاد الظلـم حيثُ الجور عم
وأُبـاة الضـيمِ أربـاب النهـى
ومـن اختصـّت بهـم تلـك الشيَم
كلمــا فكّــرتُ فيكــم هـاجني
ألــمٌ فــي طـيِّ أحشـائي ألـمّ
قَطّــبَ الــدهرُ محَيّــاهُ بِكُــم
ولكـم لـو شـئتمُ الدهرُ ابتسَم
فاسـتفيقوا إن طمحتـم للعُلـى
إنمـا نـال العُلـى مَن لم ينَم
وانبـذوا الأتـراكَ عنكـم فهُـم
كالأفــاعي فيكــمُ تنفــثُ سـمّ
مــا أحَيلـى خطـرة لـو عرضـت
لكـمُ فـي الـدهرِ لبّتها الهِمَم
يـا منـادي الترك أَقصر باطلاً
تطلــبُ الإصــلاح فـالقومُ عَـدَم
لَــو تُنَــادي بشـراً أسـمعتهُم
هـل لعمـري تُسـمع الصخر الاصمّ
أي بنــي الأوطــان هـذي ذمـمٌ
أفمـا نحـن الأولى نرعى الذمم
أيّ عيـــشٍ فـــي بلاد لا تــرَى
غيــر ظلــمٍ وحقــوقٍ تُهتَضــَم
وإِذا ما المرءُ في الدنيَا بُلي
بخطــوبٍ قــد رَمَتــهُ بالسـّأم
فصــهيلُ الخيــلِ مــا أطربَـهُ
وصــَليلُ الســيفِ أحلاهـا نَغَـم
أنتُـم الأعـراب أبنـاء الأولـى
خُلِـقَ السـيف لهـم منـذُ القِدَم
وعلـوا فـي الكـون حـتى وطئت
لهـمُ فـي سـاحةِ العليَـا قَـدَم
ثـم نـاولا ذروةَ المَجـدِ الـتي
قصــرَت عـن نَيلِهـا كـلّ الأمَـم
يـا لقـومي أنتـمُ أُسـد الشّرَى
أفمـا أُسـد الشـرى تحمي الأجم
هــيَ سـوريا الـتي لَـو قُـدّرَت
قِيَـمُ الـدّنيَا غَـدَت كـلّ القيَم
يـوم تحمـي الناسَ نحميها ولَو
أحــوَجَ الأمــرُ فـدَينَاها بِـدَم
فَلَقَــد كــان زمــانٌ وانقَضـى
تحـتَ حكمِ الترك يا بئس الحكم
دولـة قـد حسـبوها فـي الورى
ذات بطــشٍ فــإذا الشـحم ورَم
دولــة قـد خبطـت فـي جَهلِهَـا
خبـطَ عشـوا فـي ثنيّـات الظُّلَم
دولــة أمســت لكــان خَبَــراً
فـدَعوا الأمـر لمَن يحيى الرّمَم
فــي صـباها لـم نـرجّ نَفعهـا
كيـف يرجـى نفعهـا بعد الهرم
سـارَت الـدولاتُ فـي سبل العلى
وهـي لا تبـدي حراكـاً كالصـّنَم
يـا رعـى اللـه أُوَيقاتـاً بها
نخفــض الـرّأسَ لـذَيّاكَ العَلَـم
ولِســوريَا افتِخَــاراً نَنتَمــي
وإِلـى لبناننَـا الطّـود الأشـمّ
رشيد أيوب.شاعر لبناني، اشتهر في (المهجر) الأميركي، ولد في سبكتنا (من قرى لبنان) ورحل سنة 1889 م، إلى باريس، فأقام ثلاث سنوات، وانتقل إلى مانشستر فأقام نحو ذلك، وهو يتعاطى تصدير البضائع، وعاد إلى قريته، فمكث أشهراً.وهاجر إلى نيويورك، فكان من شعراء المهجر المجلين، واستمر إلى أن توفي، ودفن في بروكلن. كان ينعت بالشاعر الشاكي، لكثرة ما في نظمه من شكوى عنت الدهر.له: (الأيوبيات - ط) من نظمه، نشره سنة 1916، و(أغاني الدرويش - ط) نشره سنة 1928، و(هي الدنيا - ط) سنة 1939.