
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـم يبـقَ يـا جبرانُ إِلاّ الخيال
قـد حالَ هذا البعد دون العيان
حـتى إذا خُضـتُ الليالي الطوال
أطلقــتُ للأحلام فيهــا العنـان
وطـــــرتُ فـــــي مركـــــبي
إِلـــــى حمـــــى الكــــوكبِ
ولــم أزل حـتى حططـت الرّحـال
عنـد أولـي الألباب وسط الجنان
لمـا مشـوا فـي مهرجـان الجلال
ألـم تـرَ الدرويش في المهرجان
يمشـــــي مـــــعَ المــــوكبِ
يتلـــــو كتــــاب النــــبي
وينفــخ النــايَ بلحـنِ الرّهـا
تـذكار عهـد مـن قـديم الزمان
يـا نجمـةَ عنّـا خفاهـا الضّباب
ولـم تـزل بيـنَ الـدراري تدور
غـرّاء تـوحي مـن وراء الحجـاب
فتملأ الـــدنيا بهــاءً ونــور
مـــــن وَحيهــــا المُنــــزلِ
تـــــاللهِ لـــــم تَــــأفلي
وَوَردةً فــاحت طواهــا الـتراب
ولـم نـزَل نشـتمّ منهـا العطور
وإن ذكرناهــا فتحنَـا الكتـاب
ثـمّ اجتمعنَـا بيـنَ تلك السّطور
تـــــالله لـــــم تَــــذبلي
كلاّ ولــــــــم تهملــــــــي
بلــى جنــاكِ المــوتُ فَوّاحَــةً
وتــوّجَ التّاريـخَ حـتى النّشـور
من أين للعلياءِ يا ابن الفنون
مثلـك إن أضـنته أبـدى ارتياح
ومَــن إذا هـدّت قـواه الشـجون
رنـا إِلـى الدنيَا بعينِ السماح
وســـــــــهمها صــــــــائبُ
وقلبُــــــــــــــــــهُ ذائبُ
حـتى إذا وفيـتَ عنـك الـديوان
مـن كبـدٍ قـد أوهنَتهـا الجراح
أطفـأ شـخصُ المـوتِ سُرجِّ العيون
منـك كمـا يُطفىـء عنـد البراح
ســــــــرَاجَهُ الرّاهــــــــبُ
إذا انقضــــــى الــــــواجبُ
ورحــتَ ترعــاكَ نجــومُ الـدّجى
حـتى بلغـتَ المجـدَ عند الصّباح
رابطــةٌ كــانت تضــمّ الرّفـاق
وأنــتَ مَبناهـا وبيـتُ القصـيد
ولـم تـزل مـن بعد هذا الفراق
وإن يكــن جـبران عنهـا بعيـد
ولَيــــــسَ مـــــن أوبَـــــةِ
حـــــــــــــــــتى ولا زورةِ
فنحـنُ أصـحابُ الحواشـي الرّقاق
وَوَجــدُنا فــي كـلّ يـومٍ جديـد
إن أبطَـأ المـوتُ بحكـم اللّحاق
فــرُوحُ جـبران سـتبقى العميـد
والطّيـــــرُ فــــي الجنّــــةِ
تقـــــــــولُ إن غنّــــــــتِ
أهلاً بفنّــــانٍ قضـــى عمـــرهُ
ولـم يمـت فـي الفـنّ إِلاّ شـهِيد
رشيد أيوب.شاعر لبناني، اشتهر في (المهجر) الأميركي، ولد في سبكتنا (من قرى لبنان) ورحل سنة 1889 م، إلى باريس، فأقام ثلاث سنوات، وانتقل إلى مانشستر فأقام نحو ذلك، وهو يتعاطى تصدير البضائع، وعاد إلى قريته، فمكث أشهراً.وهاجر إلى نيويورك، فكان من شعراء المهجر المجلين، واستمر إلى أن توفي، ودفن في بروكلن. كان ينعت بالشاعر الشاكي، لكثرة ما في نظمه من شكوى عنت الدهر.له: (الأيوبيات - ط) من نظمه، نشره سنة 1916، و(أغاني الدرويش - ط) نشره سنة 1928، و(هي الدنيا - ط) سنة 1939.