
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أنـا لسـتُ وحـديَ فـي خلـوتي
تعـالي انظريني وبنت الكروم
صــَفوتُ فرُحــتُ أغنّــي لهــا
وواقـت فلاحـت عليهـا النّجوم
تليــــن بكفّـــي ولكنّهَـــأ
شــديدَةُ فَتـكٍ بجيـشِ الهمـوم
قـذفتُ بهـا حادثـاتِ الزّمـانِ
فراحـت كـأنّي قـذفتُ الرجـوم
تعــالي اســمعيني فـأغنيّتي
بُــروقٌ ضـواحك بيـن الغيـوم
دليلــك إن أنـتِ لـم تعرفـي
ســبيل الوصـولِ إِلـى مـوقفي
شــعاعٌ بكأســي لــن ينطفـي
أُودّعُ رزقــي عنــد المســاء
وأجلـس فـي الرّوض تحتَ الشجر
وأصـغي إِلـى ما يقول المشيبُ
بـذكرِ الشـباب الـذي قد عَبَر
أُغنّـي فتـأتي بنـاتُ الخيـال
ويرقصـنَ حـولي بضـوءِ القَمَـر
فــأغنيّتي مـن وداعِ الخريـفِ
لأوراقِــهِ عنــد وقـتِ السـفر
تعالي اسمعيها ففيها الفراقُ
وفيهـا اللّقـاءُ وفيهـا عِبَـر
أنـا لسـتُ وحـديَ فـي موضـعي
فـــإن لاح طيــفٌ فلا تجزعــي
فهــذا خيالــك أمســى معـي
إذا كـان منـي استراح الهوى
فلا تحسـبي القلب منه استراح
وحـولي صـفوفٌ مـن الـذكريات
كسـرب الطيـور خلطـن الصياح
فطـوراً تهينـم مثـل النّسـيمِ
وطــوراً تهـبّ كهـوج الريـاح
تَعَـــوّدَ قَلبِـــيَ ألحانهـــا
ولـم يـدرِ صاحت غناً أم نواح
تعالي اسمعيها على الحالتين
تنـمّ بصـدق الوفـا والسـّماح
تعــالي رويـداً إِلـى منزلـي
وأصـغي إِلـى الهمـس لا تسألي
فقلـــبي بــأغنيّتي مُمتَلــي
أنـا لسـتُ وحـديَ فـي خلـوتي
وإن كنــتُ أُدعـى أخـا عزلـةِ
تعـالي اسـمعيني وقلـبي يدقُّ
وروحــــي تصـــفّقُ للدَّقَـــةَِ
أغنّــي فيطـرب منّـي الوجـودُ
وتصـغي البرايـا إِلـى نغمَتي
فـأغنيّتي مِـن حـديثِ النّجـومِ
نقلــتُ صــداهُ مــن القُبّــةِ
تعـالي المُسـافر فـي الظلمةِ
دليـلُ المُسـافر فـي الظلمـةِ
وكـوني الرفيقـة فـي سـفرتي
فنشـدو علـى الـدرب أغنيّـتي
ونـذكر مـا كـان فـي خلـوتي
أنـا إن طَـوَتني سـُلَيمى غـداً
فلا يخنقــون علــيّ اللــواء
أنـا لم أكن من عظامِ الرجالِ
ولا لاحَ يومــاً علــيّ الـثراء
أنـا لـم أكـن في حياتي سوى
محــبٍّ يهيـم بـدنيَا الشـّقاء
أَحــبّ فغَنّــى بلحـنِ الغـرامِ
نشــيداً يـرنّ بـأذنِ الفضـاء
كفـى دمعـةٌ منـك بعـد النّوى
علـى شـاعرٍ ألهمتـهُ السـّماء
فمــرّت عَلَيـهِ عقـودُ السـنين
وراح وفـي القلبِ فرطُ الحنين
لتلـكَ الليـالي التي تعهدين
رشيد أيوب.شاعر لبناني، اشتهر في (المهجر) الأميركي، ولد في سبكتنا (من قرى لبنان) ورحل سنة 1889 م، إلى باريس، فأقام ثلاث سنوات، وانتقل إلى مانشستر فأقام نحو ذلك، وهو يتعاطى تصدير البضائع، وعاد إلى قريته، فمكث أشهراً.وهاجر إلى نيويورك، فكان من شعراء المهجر المجلين، واستمر إلى أن توفي، ودفن في بروكلن. كان ينعت بالشاعر الشاكي، لكثرة ما في نظمه من شكوى عنت الدهر.له: (الأيوبيات - ط) من نظمه، نشره سنة 1916، و(أغاني الدرويش - ط) نشره سنة 1928، و(هي الدنيا - ط) سنة 1939.