
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دعَتـهُ الأمـاني فَخَلّـى الرّبـوع
وسـارَ وفـي النفـسَ شـيءٌ كثير
وفـي الصّدرِ بينَ حنايا الضّلوع
لِنَيــلِ المــاني فـؤادٌ كـبير
فَحَـثّ المَطايـا وخـاضَ البحـار
ومــرّت لَيــالٍ وكــرّت ســنون
ولــــــــــم يرجـــــــــعِ
وألقــى عصــاهُ وحـطّ الرّحـال
بـــأرضِ الأشـــاوسِ والأشـــبلِ
تنــمّ عَلَيــهِ فعــالُ الرّجـال
كمــا نمّــتِ الرّيـحُ بالمنـدلِ
وراح يُغَنّــي بصــفوِ الزّمَــان
غَنــاءَ البلابـلِ فـوقَ الغصـون
علـــــــــى مســـــــــمعي
فمَــرّت ســعودٌ وجــاءت نحـوس
وقـد نصـل الـدهرُ صبغ الشباب
فَعَلّــل نفسـاً رَمَتهـا البـؤوس
ببحَـــر همــومٍ علاهُ الضــَّباب
أيـا نفـس صـبراً لحكـم القضا
ويـا نفـس مهمـا دهتكِ الشجون
فلا تجزعـــــــــــــــــــي
فمـا بـال نفسـيَ بنـت الخلود
تخـافُ الخلـود وتـأبى الذهاب
وقلـبي الخَفـوقَ عَـرَاهُ الجمود
أيخشى الترابَ ابنُ هذا التراب
وبــاتَ المُســافِرُ فــي حَيـرَةٍ
بِمعنـى الحَيـاة وسـرّ المَنـون
ولــــــــــم يَهجـــــــــعِ
أبـا جيـرَةَ الحـيّ أين الطريق
فــإني ضــَلَلت عــنِ المَنــزِلِ
لقـد كـان لـي في حماكم رفيق
مــن المَهـدِ فـي الزّمـنِ الأوَلِ
فغضـّوا العيـون وفِيها الدموع
فَحَــارَ فُـؤادي بتلـكَ العيـونُ
وفـــــــــي الأدمـــــــــعِ
وقـالوا رَأينَـا شـَريداً يَجُـول
بَعيـداً عـن النّـاس فـي معـزلِ
يَبِيـتُ اللّيـالي يَـؤمّ الطّلـول
ويَبكـــي علـــى عَهــدِهِ الأوَلِ
فقلنَــا دعــوهُ عَــرَاهُ جُنـون
ومــرَت لَيــالٍ وكــرّت ســنون
ولــــــــــم يَرجـــــــــعِ
رشيد أيوب.شاعر لبناني، اشتهر في (المهجر) الأميركي، ولد في سبكتنا (من قرى لبنان) ورحل سنة 1889 م، إلى باريس، فأقام ثلاث سنوات، وانتقل إلى مانشستر فأقام نحو ذلك، وهو يتعاطى تصدير البضائع، وعاد إلى قريته، فمكث أشهراً.وهاجر إلى نيويورك، فكان من شعراء المهجر المجلين، واستمر إلى أن توفي، ودفن في بروكلن. كان ينعت بالشاعر الشاكي، لكثرة ما في نظمه من شكوى عنت الدهر.له: (الأيوبيات - ط) من نظمه، نشره سنة 1916، و(أغاني الدرويش - ط) نشره سنة 1928، و(هي الدنيا - ط) سنة 1939.