
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــل للغــرائب مــن حكيـم عاقـل
أو عـــالم يقضــي بحكــم فاصــل
أمــن الـذئاب المعـط صـنف نـاطق
فـي صـورة البشـر السـوي الكامـل
أأقـــول كلا والعيـــان مكـــذبي
كلا بــل المفــتي أســير السـائل
معـط الـذئاب الناطقـات هم الأولى
جعلــوا التصــوّف صــنعة للـداجل
فترســّموا برســومه كــي يُحسـَبوا
صــوفية مثــل الفضــيل الفاضــل
يضــعون للتمــويه والتغريـر فـي
مشــكاة نـور الحـق نـار الباطـل
لبسـوا العبايـا والمسابح والحبى
والطيلســان يــدار فـوق الكاهـل
والمظهريــن الــبر والتقـوى واد
مـــان التنســك خدعــة للجافــل
وإذا خلـوا عكفـوا علـى شـهواتهم
مـــن لاعـــب أو شــارب أو آكــل
هجـروا كتـاب اللـه واستغنوا بأل
حــان الســماع ورقصـه المتـداول
زعمـا بـأن الطـار والمزمـار وال
أوتــار تنعــش كــل قلــب ذاهـل
أيقـوم ديـن اللـه بالسـفهاء مـن
ذي مزهـــر أو زامـــر أو طابــل
بئس الطــوائف لا مــرام لهـم ولا
مرمـى سـوى جمـع الحطـام الـزائل
ولهــم حبــائل لاجتلاب المـال لـم
تــدرك غوائلهــا لغيــر الفاتـل
ويطـــوف أطــراف البلاد دعــاتهم
ودهــاتهم مــن كــل صــل صــائل
ممـــن يـــبيع ولا يبــالي ديــه
بيــع المــزاد ولـو بشـاة شـائل
فــي كــل واد لا تطيــش ســهامهم
مــع كــل حــاف يحفــدون وناعـل
ويـذيع كـلٌ مـا افـترى من نعت شي
خهــم الغــوي ولـو خرافـة هـازل
مـــن صـــومه وصـــلاته وقيــامه
جنــح الظلام وزهــده فـي العاجـل
يــروون عنـه خوارقـاً للرسـل مـا
وقعــت ولا اتفقــت لســاحر بابـل
ولأجــل نفـي الريـب مهمـا حـدّثوا
حلفــوا لســامع إفكهـم والقابـل
وهنالــك الأســتاذُ يجهــد فكــره
فــي ســلب ثــروة كـل غـرّ غافـل
يــترقّب الفـرص الـتي فيهـا قطـي
ع الصــيد يبــدو مكثبـاً للنابـل
يثنــي علـى أهـل الـثراء مصـوباً
أفعـــالهم مســـتدرجاً للفاعـــل
زيـد ربيـع نـدى وعمـرو فـي مقـا
م كـذا وبكـر فـي الرعيـل الواصل
ويشـير رمـزاً فـي الحـديث بأن ما
يحكيـــه مــن إلهــامغيب نــازل
حــتى إذا اعتقــدوا علـو مقـامه
ومشــت عليهــم حيلــة المتحـائل
غمــروه جـوداً واسـتزاروه التمـا
سـاً للتـبرّك فـي المقـر العـائلي
ولمســـحه رأس الصـــغير ووضــعه
يـده الكريمـة فـوق بطـن الحامـل
ومــتى تحكــم مصــلحاً فـي حالـة
جعــل البخيــل فريســة للبــاذل
وتــراه يصــدع بـالمواعظ خاطبـاً
فـي القـوم بهـرة كـل جمـع حافـل
يملـــي زخـــارف زوره متأوّهـــاً
متباكيــاً ليــرق قلــب الناكــل
طــوراً يرغـب فـي الثـواب وتـارة
أخــرى ينــدد بــاللئيم الباخـل
وإذا رأى فـي الجمـع مـن أكياسـه
ملأ آمــن التـبر الـوفير الطـائل
أوحـى إلـى أحـد الشـياطين الأولى
منهــم تعــوذ كــل غــول غــائل
فيقـول يـا مسـكين زر شـيخ الشـي
وخ تنــل بـه أقصـى أمـاني الآمـل
وإذا أتـى ألفـاه فـي المحراب في
جـــد وشـــغل بالعبــادة شــاغل
ويقــال بعــد الانتظــار هنيهــة
أدخــل فـأنت اليـوم أسـعد داخـل
ولـــك البشــارة إن رزقــت ولاءه
بالانتشــال مــن الحضـيض السـافل
فـإذا تقـدّم قـال شـيخ السـوء أه
لاً يــا بنــي ومرحبــاً بالواصــل
إنــي لرؤيتــك ابتهجـت ولسـت أد
ري ســر هــذا الإبتهــاج الحاصـل
فلعــل فـي لـوح السـوابق بيننـا
ســـر اتصـــال بالأواصــر واغــل
ولعـل حالـك فـي امور الدين والد
نيــا علــى دعــة ولطــف شــامل
إن كنـت محتاجـاً فخـذ مـا تبتغـي
تقــوى بــه وتقيـم ميـل المـائل
لا تخـــش إملاقــاً علــيّ ولا علــي
ك فنحـن فـي كنـف الرسـول الكافل
أعلمــت أنــي بعـد ختـم وظيفـتي
ســحراً أعرتنــي غفـوة المتثاقـل
فرأيتــه صــلى عليــه اللـه مـب
تســماً يقــول وكـان أصـدق قـائل
أبشــر فــأنت وتــابعوك بــذمّتي
ورعـــايتي لمقيمكـــم والراحــل
نـب عـن نبيـك فـي مواسـاة العفا
ة المعــوزين وفـي عظـاة الجاهـل
جد بالنوافل ما استطعت على اليتا
مــى والأيــامى والفقيـر العـائل
خـذ مـا تشاء من امرئ سبقت له ال
حســنى ولـم يعبـأ بعـذل العـاذل
وأنـا الضـمين لمـن يعينك بالغنى
طـول الحيـاة وفـي الجنان مخاللي
فيصـــدق المســكين كــاذب قصــة
ممزوجـــة بـــذعاف ســـم قاتــل
فيشــاطر الأســتاذ خــالص تــبره
لســداد ذي عــوز ورفــد أرامــل
ولكـم لهـم فـي السـر غـامض حيلة
إبليــس لــم يطمـع لهـا بمماثـل
ولهـم مـع الجنـس اللطيـف لطـائف
أبــت المــروءة شــرحها للناقـل
لكــن علـى الأزواج عـار المرسـلا
ت فهـــم أشــد بلادة مــن باقــل
هـــذي طرائقهــم وهــذا شــأنهم
تعســا لهــم مــن خـائن ومخاتـل
أفهكــذا كــانت طريـق مشـايخ ال
إســلام أربــاب الســلوك العـادل
كالتســـتري وكالســري وكــالجني
د الحــبر والشـبلي أو كالشـاذلي
كلا وحاشــى بــل هـم عمـد الهـدى
وســحائب الفيـض العميـم الهاطـل
الزاهــدون المتّقــون العــارفون
بربهـــم مـــن كــل بــر عامــل
وهـم الـبراء من الأولى كذبوا على
حضــراتهم وخصــومهم فــي الآجــل
فإليـك ربـي المشـتكى وبـك العيا
ذ مـن انتقامـك والعـذاب الهـائل
واسـمح بإرشـاد الجميـع إلـى طري
ق الحـق واصـفح عـن خطايا الخاطل
وتغــش بالرحمــات روح المصــطفى
والمرتضــى تعــداد طــش الوابـل
ضــاعف صــلاتك والســلام عليهمــا
وبنيهمــا مــدد الوجـود الشـامل
والصــحب مـن بسـيوفهم ثلـت عـرو
ش الشـرك واندرسـت رسـوم الباطـل
مـــا تــاب ذو خطــأ وآب مفــرط
وأنـاب عبـد فـي العـتيم الحـائل
أبو بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن شهاب الدين، باعلويّ الحسيني، من آل السقاف.قريع البلغاء، ومعجز الفصحاء، شاعر الزمن، فقيه، له علم بالفنون. من أهل حضرموت. ولد بحصن (آل فاوقة) من قرى تريم، وطاف بلاد العرب وقصد الهند فسكن حيدر آباد الدكن، واتسعت شهرته في الهند وجاوة والملايو، بمحاربته البدع، وسلوكه طريقة السلف الصالح. توفي في حيدر آباد.له نحو 30 كتاباً في الأصول والفقه والمنطق والطبيعة والكيمياء والفلك والحساب والأدب، منها (ذريعة الناهض - ط) منظومة في الفرائض، و(رشفة الصادى في مناقب بني الهادي - ط)، و(الترياق النافع بإيضاح جمع الجوامع - ط)، و(سلالة آل باعلوي - ط)، و(ديوان شعر - ط)، و(إقامة الحجة على ابن حجة - ط) في نقد بديعية ابن حجة الحموي، و(نزهة الألباب في رياض الأنساب).