
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لــولا مَحَبَّــةُ أهــل الــدّارِ والــدّار
مــا غيــضَ صـَبري وجَفنـي مـاؤُه جـاري
ولا عَكَفـــــتُ وأصــــحابي تُعنِّفُنــــي
عَلَــى العُكُــوفِ علَــى نُــؤيٍ وأحجــارِ
وإنمـــا لـــيَ أوطـــارٌ رزِئتُ بهـــا
رَعيــاً لهــا مِــن لُبانــاتٍ وأوطــارِ
عيــــادَةٌ وزيـــاراتٌ تَـــبينُ بهـــا
عَنّــــا النّيـــاتُ بِعُـــوّاد للجـــار
ولــي بنَجــدٍ هــوىً والغَــورِ مأربَــةٌ
يــا بُعــدَ مــا بيـنَ أنجـادٍ وأغـوار
فكيــفَ أصــنعُ فــي جَفنـي وفـي كَبِـدي
قــد أتلَفــا رَمَقــي بالمـاء والنّـار
ومَـــن مُعيـــريَّ عينـــاً دمعُهــا دَرِرٌ
تَجـــري بِمُنســـَجَم العِرنَيــنِ مِــدرار
أســتَودِعُ اللــه أرواحــاً رَحلـنَ بِهـا
عَنّــا المَهــا بَيــنَ أحــداجٍ وأكـوار
تحــتَ المــآزِر مِــن أكفالِهــا كُثُــبٌ
تَرتَـــجُّ مِــن تَحــتِ قُضــبانٍ وأقمــارِ
وفــي البَراقِــع مِــن ألحاظِهــا فِتَـنٌ
يَطلَعـــنَ مـــا بَيــنَ أطــواقٍ وأزرارِ
كَــم قلــتُ للمُدلِــجِ الغــادي لِطَيَّتِـه
صــِل الغُــدوَّ بِنَــصِّ الــرّائحِ السـّاري
لا ترهَــبِ اللَّيــلَ واركــب ظَهـرَه جَمَلا
فَخَيـــرُ مَركَبــةٍ مــا كــانَ كالقــارِ
وانــزل بِطيبَــةَ تنــزِل بَيـنَ مِنبَرِهـا
وقَبرِهــــا بَيـــنَ جنّـــاتٍ وأنهـــار
حَيــثُ النُّبُــوةُ والنــورُ الـذي نُسـخَت
بِهـــديِهِ ظُلَـــمُ الـــدُّنيا بِـــأنوارِ
وحيــثُ تَلثَــمُ مِــن أرضِ النَّــبيّ ثَـرىً
أذكَــى مِـنَ العَنبَـر الشـِّحريِّ والـدّاريّ
بِواحـــدٍ مـــا لَـــه ثــانٍ يُمــاثِلُه
فَضـلاً وإن كـانَ ثـاني اثنيـنِ في الغار
مُحمَّـــد المصــطفَى المَقــرُون تَســميةً
قَبــلَ البَريـة باسـم الخـالِق البـاري
المنقِــذِ الخلـقَ إذ ضـَلُّوا وإذ وَقَفُـوا
عَلَــى شــَفا جُــرفٍ مِــن هَلكِهِــم هـارِ
أغَـــرُّ صــُوّرَ مِــن فَخــرٍ ومِــن شــَرَفٍ
وصـــُوِّرَ الخَلـــقُ مِــن مــاءٍ وفَخّــار
وآيـــةٌ مَجَّهـــا صـــُلبُ الخَليــلِ وإس
ماعيــلُ أعقَبَهــا فــي صــُلبِ قيــدارِ
بَـــدرٌ مُنتَجَـــبُ العِرقَيـــنِ مَنصـــِبُه
كـاسٍِ مِـن الكَيـس بـل عـارٍ مِـنَ العـار
لــولاه مـا كـانتِ الـدُّنيا ولا اِشـتَمَلَت
عَلــــى الأجنَّــــةِ حَملاً ذاتُ اطهــــارِ
أســـرى بِــه اللــهُ إســراءً وكَلَّمــه
مِــن قــابِ قَوســَين أو أدنَـى بإسـرارِ
وأمَّ مَـــن أمَّ مــن صــَفِّ الملائِكَــةِ ال
أبــرارِ فــاعجَب عَلَــى بَــرِّ وأبــرار
عَــزَّت بِـه العَـربُ العَربـاءُ إذا نُصـِرَت
عَلَــى جُنــودِ لكســرى يــوم ذي قــار
ويــــوم بــــدرٍ أمــــدّته مَلائكـــةٌ
بَجحفَــــلٍ كَبيـــاضِ الصـــُّبحِ جَـــرّار
والجِــذعُ حَــنَّ إليـهِ وابـنُ جـابرَ قـد
أحيــاهُ لمّــا فــرَى أوداجَـه الفـاري
والشــاةُ أنشـرَها مِـن بَعـدِ مـا أُكِلَـت
كأنَّهــا لَــم تَمُــت مِــن ذَبــحِ جَـزّار
والعضــوُ كلَّمَــه إذ صــارَ فــي يَــدِه
بِســــَمَّةٍ مِــــن بَغــــيٍّ ذاتِ زُنّـــار
والنُّـــوقنُ ظلَّــت تُنــاجيهِ فيَأمُرُهــا
بَعـــدَ الوقُـــوفِ بإقبـــالٍ وإدبــار
وفــي البُـراقِ وفـي ظِـلِّ الغَمامَـةِ وال
مِعــــراجِ نَـــصٌّ أحـــاديثِ وأخبـــار
وحَســـبُه بانشـــِقاقِ البَــدرِ مُعجِــزَةٌ
فــــي مُســــلِمينَ وفُســـّاقٍ وكُفّـــار
وأنــتَ يــا راكِبــاً تَهــوي بِـه قُلُـصٌ
كـــالطَّيرِ مُنقَضـــَّةً تهـــوي لأوكـــارِ
أقــرِ التَّحيَّــة مِـن بَعـدِ النَّـبي عَلـى
مُهـــــاجِرينَ وأشـــــياخٍ وأنصــــار
وقـــل لأحمـــدَ عَنّـــي قــولَ مُعتَــرِفٍ
مِـــن الحُقـــوقِ بتَقصـــيرٍ وإقصـــار
واللــهِ مــا طَلَعــت شــمسٌ ولا غَرَبَــت
إلاَّ وحُبُّـــــك إظهـــــاري وإقصــــار
ولا شــَرى البَــرقُ مِــن تِلقـاءِ أرضـِكُم
إلاَّ وبَلبَـــلَ بــالي بَرقُهــا الشــّاري
فاقبــل معــاذيريَ اللاَّتــي أمُـتُّ بِهـا
فـــاللهُ يَعلَـــمُ أعــذاري وإعــذاري
يا عِصمَتي يا ابنَ عبدِ اللهِ يا ابنَ خلي
لِ اللـهِ يـا غيثُ يا ليث الوغى الضّاري
إنّـــي دَعوتُــكَ والأيــامُ قــد نَحَتَــت
عُـــودي وأثقَــلَ ظَهــري حَمــلُ أوزاري
بُـــدّلتُ مِــن قُــوتي ضــَعفاً ومَســكَنةً
والمــرءُ يُخلَــقُ طــوراً بعــدَ أطـوار
مَــن لــي ومـن لِبنـي الـذّاهبينَ علـى
رَغمــــي بقتلَـــةِ مِقـــدادٍ وعمّـــار
لــي أســوةٌ فــي علـيِّ والحسـين وفـي
زيـــدٍ وفــي مُســلمٍ منهــم و طَيّــار
إذا نظــرتُ لثــأري فــي الوَصـي وفـي
ثــأري لحمــزة لـم أحصـُل علـى ثـاري
فوضـتُ أمـري إلـى اللـهِ المهيمـن فـي
حَــــلٍّ وعقــــدٍ وإيـــرادٍ وغصـــدارِ
فقـــد رجُوتُـــك لــي دنيــا وآخــرَةً
للعفــوِ والنَّصــرِ فــي حِلِّــت وإمـرار
فمـا اسـتَجرتُ بغيـرِ اللـه منـه ولا اس
تَغفَـــرتُ للــذَّنبِ مِنــه غَيــرَ غَفّــار
ومـــا مَـــدحتُكَ إلا للشـــَّفاعةِ فـــي
قَـــومي غَـــداً لا لِـــدينارٍ وقِنطــارِ
فــأنت مِلــءُ الســَّمواتِ الطِّبـاقِ ومِـل
ءُ الأرضِ يـــا ملــءَ أســماعٍ وأبصــار
فلــو شــَفَعتَ لأهــل النّـار مـا خَلُـدَت
بَعـد الشـَّفاعةِ أهـلُ النّـار فـي النّار
مـا يُنشـدُ المنشـِدُ المُثنـي عليـكَ وقَد
أثنَــى الإلـهُ بمـا يقـرأ بِـه القـاري
إذا مُـــدِحتَ بآيــاتِ الكتــابِ وبــال
تَّــوراةِ مــاذا عســى سـَجعي وأشـعاري
القاسم بن علي بن هتيمل، الخزاعي نسباً، الضمدي بلداً.شاعر، كبير شعراء عصر الملك المظفر يوسف بن عمر الرسولي (694هـ)، أصله من بلاد المخلاف السليماني، الإقليم الذي يقع على شاطئ البحر الأحمر بتهامة اليمن،