
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وبـادر بفـرض العمـر قبـل انقضـائه
بحــجّ إلـى الـبيت العـتيق المؤكـد
ومــا الحــج إلا القصـد قصـد مخصـّص
عبـــادة إذعـــان ومحـــض تعبّـــد
تحـن القلـوب المسـتجاب لهـا الدعا
إلـى الصـادق الـبر الخليـل الممجد
أتــى بخصــوص فــي الــدعا مبعّضـا
ولـو عـم طـار الشـوق بالناس عن يد
تحـــن إلـــى أعلام مكّـــة دائمــا
قلــوب إلـى الـداعي تـروح وتغتـدي
رجــالا وركبانــا علــى كــل ضـامر
يلبّــون داعـي الحـق مـن كـل مـورد
يطيـر بهـم شـوقا إلـى ذلـك الحمـى
لتحصـيل وعـد النفـع فـي خيـر مشهد
علــى كلهــم قـد هـان نفـس عزيـزة
وأهــل ومــال مــن طريــف ومتلــد
رضـوا عـن مديـد الظـل قطـع مهـامه
يظــلّ بهــا نحريرهــا ليـس يهتـدي
ولــذّ لهــم فـي جنـب مـا يبتغـونه
ســــمومٌ بجهلاء المعـــالم صـــيخد
يهــون بهــا لفــح الهجيـر عليهـم
كهجــر محــب يرتجــي صــدق موعــد
وكــل محــب قابــل الهجـر بالرضـا
ســيجني بمـا يرضـاه مـن كـل مقصـد
فكـم مـن رخـيّ العيـش حرّكـهُ الهـوى
فقــام بأعبــاء الرجـا سـاغبا صـد
فليـــس بثــان عزمــه عــن طلابــه
إذا ثــوّب الــداعي بــه وصـل خـرّد
أطــار الكـرى عنهـم رجـاء وصـالهم
وشــوقا إلــى قــبر النــبي محمـد
عفــا اللــه عنـي كـم أودع سـائرا
إليـــه وذنـــبي حابســي ومقيّــدي
تحمّلــــت أوزارا تثقّـــل منهضـــي
ولكنّنـــي أرجـــو تجـــاوز ســيدي
وظنـــي جمايــل بــالكريم وعــدّتي
شـفيع الـورى فـي موقف الحشر في غد
لئن ثنـت الأقـدار عزمـي عـن السـرى
فشــــوقي إليــــه دائمٌ وتلـــدّدي
وإن رجــــائي إن يمــــنّ بـــزورة
فــأبلغ مــن تلـك المشـاعر مقصـدي
وألثـــم آثــار النــبيّين ضــارعاً
وأبســـط كفـــي للـــدعاء وأجهــد
ومــن حـج بالمـال الحـرام يعيـدها
كــــذلك مرتـــد أنـــاب بأوكـــد
وللرفــث اهجـر والفسـوق وهكـذا ال
جــدال واقلــل مــن كلامــك تحمــد
ومكــة بالتفضــيل أولـى وعنـه بـل
مدينــة خيــر الخلــق مثـوى محمـد
وكلتــا يــديك أرفـع لرؤيـة كعبـة
معظمــــة عليـــا وكـــبر ومجـــد
ونــــاد بقـــب خاشـــع متضـــرعا
بمـا شـئت مـن كـل الـدعا غير معتد
وســله قبـول الحـج والعفـو وادعـه
وكــبر وهلــل فــي محــاذاة أسـود
ونــدب لـه أن يـدخل الـبيت حافيـا
ويكـــثر مـــن نفــل بــه وتعبــد
ويرمقــه مــا اســطاع ثــم بطرفـه
ويكـــثر فعـــل الاعتمــار ويجهــد
ومـن زمـزم فاشـرب بمـا شـئت ممعنا
وســـمّ وســل مــا تبتغــي وتــزوّد
وعنـــد خــروج طــف طــواف مــودع
وقـف بعـد بيـن البـاب والركن ترشد
ونــاد كريمـا قـد دعـا وفـده إلـى
جــوائزه فــي بيتــه فـادع واجهـد
وقـل يـا إلهـي قـد أتينـاك نرتجـي
مواعيــد صــدق مــن كريــم معــود
وهــذا مقـام المسـتجيرين مـن لظـى
بعفــوك يــا منّـان يـا ذا التغمّـد
بعونـــك جئنــا فــوق كــل مســخر
فجــد بالرضـا يـا رب قبـل التبعـد
فهـذا أوان السـير عـن بيتـك الـذي
نفــارقه كرهــا مــتى شـئت نفتـدي
فـــراق اضــطرار لا فــراق زهــادة
ولا رغبـــة عنـــه ولا عنــك ســيدي
وليــس لنــا والحمــد للــه رغبـة
ســواك فأصــبحنا بمغنــي الــتزوّد
ولا تجعلنــه آخــر العهــد بيننــا
وهـون علينـا السـير فـي كـل فدفـد
وسـل كلمـا تبغـي مـن الدين والدنا
تنلــه مــتى تــدعو بصــدق تقصــّد
وصــل علــى خيــر النــبيين كلمـا
دعــوت يكــن أخــرى لتحصـيل مقصـد
وبعــد فــراغ الحــج فـانو زيـارة
لخيـر البرايـا مـع ضـجيعيه فاقصـد
ويكـره مـسّ القـبر يـا صـاح مطلقـا
وقـم قبلـة والمنـبر اليسـرة احـدد
وصـــل وســلم فــي حريــم ضــريحه
عليهـــم وســـل مستشــفعا بمحمــد
عليـــه صـــلاة اللــه ثــم ســلامه
وأصـــحابه والآل مـــن كــل أمجــد
وإن جهـــاد الكفــر فــرض كفايــة
ويفضــل بعــد الفــرض كــل تعبــد
لأن بــــه تحصـــين ملـــة أحمـــد
وفضــل عمــوم النفـع فـوق المقيـد
فللــه مــن قــد بــاع للـه نفسـه
وجـود الفـتى بـالنفس أقصـى التجود
ومــن يغــد إن يغنـم فـأجر ومغنـم
وإن يــرد يظفــر بـالنعيم المخلـد
ومــا محســن يبغـي إذا مـات رجعـة
سـوى الشـهدا كـي يجهدوا في التزيد
لفضـل الـذي أعطوا ونالوا من الرضى
يفـوق الأمـاني فـي النعيـم المسرمد
كفـى أنهـم أحيـا لـدى اللـه روحهم
تـــروح بجنــات النعيــم وتغتــدي
وغــــدوة غـــاز أو رواح مجاهـــد
فخيــر مــن الــدنيا بقــول محمـد
يكفّــر عـن مستشـهد الـبر مـا عـدا
حقـوق الـورى والكل في البحر فاجهد
وقـد سـئل المختـار عـن حـر قتلهـم
فقــال يــراه مثــل قرصــة مفــرد
كلــوم غــزاة اللـه ألـوان نزفهـا
دم وكمســك عرفهــا فــاح فــي غـد
ولـم يجتمـع فـي منخر المرء يا فتى
غبـار جهـاد مـع دخـان لظـى الصـدي
كمـن صـام لـم يفطـر وقـام فلم ينم
جهـاد الفـتى فـي الفضل عند التعدد
فشــتان مــا بيــن الضـجيع بفرشـه
وســاهدر طــرف ليلــه فــوق أجـرد
يــدافع عــن أهـل الهـدى وحريمهـم
وأمــوالهم بـالنفس والمـال واليـد
ومــن قاتــل الأعــدا لإعلاء ديننــا
فــذا فـي سـبيل اللـه لا غيـر قيـد
ويفضــل غــزو البحــر غـزو مفـاوز
ومــع فــاجر يحتــاط فـاغز كارشـد
ومـن يبـغ نفس المرء أو ماله أو ال
حريــم بهيــم أو فـتى طـالب الـرد
فـأوجب دفاعـا عـن حريـم المطيق لا
عـن المـال والقولين في النفس أورد
ورجــح الاستسـلام فـي الهـرج شـيخنا
وحتــم دفــاع اللــص والعصـم قلّـد
ويــدفع بــالأدنى مــتى ظــنّ دفعـه
بــــذاكم وإلا فليـــزد واليشـــدّد
فتبــدا بــوعظ ثــم تضـرب بالعصـا
فــإن لــم يفــد فليفـره بالمحـدّد
وقــاتله بالنشــاب إن خفــت كيـده
إذا مـا دنـا فـادفع بما شئت واطرد
وإن نلتـــه بعــد اكتفــائك شــرّه
تضــمّن مــا ينشــا عــن المتزيّــد
ولا شـيء فـي العـادي القتيـل بجائل
ومــن قتــل العـادي شـهيدا ليعـدد
ولا فــرق بيــن اللــص يــدخل دارهُ
ومــن صــال عــدوانا عليـه بفدفـد
ولا بيــن أدنــى مــا لــه وكـثيره
ومــن دفــع المضــطرّ عنـه فمعتـدي
وأوجب في الأقوى الدفع عن مالها لذي
لــه اضـطرّ مثـل الأكـل منـه بـأجود
ويلــزم مـن يقـوى علـى دفـع صـائل
علــى غيــره دفـع لأمـن مـن الـردي
ولا شــيء فيمــا جـوّز الصـول قتلـهُ
مكلّـــف أو عجمـــا وبلــه وفوهــد
ولا غــرم فـي المقتـول دفعـا لشـرّه
إذا لــم يفــرّط قاتـل فـي التزيّـد
ومـن ربـط العجمـاء فـي ضيّق من الد
روب ليضـــمن مـــا جنــت لا تقيّــد
وقــولان بــالإطلاق إن كــان واســعا
كـذا فـثي افتنـا كلـب عقـور بأجود
كـذا الحكـم فـي هر يصيد الطيور لا
إذا بـال فـي شـيء وولغ الذي ابتدي
وإن يوقــد الإنســان نــارا بملكـه
ويجــري عليــه مــاءه غيــر معتـد
فليــس عليــه غــرم تــاو لجــاره
بــه مــع ســوى تفريطــه والتزيـد
ويمنــع مــن إنشــا مضــر بجــاره
ويضـــمن مـــا أردى بحظــر مجــدد
ولا غــرم فــي ملقــى ممــر بموحـلٍ
وأشــباهه مــن نــافع غيــر مفسـد
ويضــمن منشــي مــا يضــرّ بمســلك
ومـــن قشــر بطيــخ ومــاء مبــدّد
ومــن يــدخل الإنســان حـتى يضـيفه
فيســقط بــبئر عنــده لــم يحــدد
ولــم يــر إمـا للعمـى أو لسـترها
فضـمّنه مـا لـم ينـذر المـرء ترشـد
ومــن يغتصــب أرضـا فحظـر دخولهـا
علــى غيــر رب الأرض إن حــوطت قـد
وإن لــم تحــوط جـاز فيهـا دخـولهُ
وأخــذ الكلا منهــا علـى نـصّ أحمـد
محمد بن عبد القوي بن بدران المرداوي المقدسي، أبو عبد الله، شمس الدين.فقيه حنبلي، ولد بمردا (من قرى نابلس) وإليها نسبته، وتوفي بدمشق.من كتبه (كناش) في الفقه، كله نظم؛ طبع باسم (عقد الفرائد وكنز الفوائد)، وكتاب في (طبقات الأصحاب)، و(منظومة الآداب- ط) مع شرحها للسفاريني.