
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بيـــن أهــوال وأخطــا
ر صـــــباحا ومســــاء
حالـة الجنـدي فـي المي
دان يـــــأس وعنــــاء
أهلـــــــــه أولاده أم
والـــه ضـــاعت هبــاء
حتفـــه يرقبـــه مـــا
بيـــــن أرض وســــماء
وهــو للمــوت إذا مــا
أغمـــض الجفــن غــذاء
مـا الذي يرجوه في الدن
يــا وقـد ضـاع الرجـاء
أتـــرى يجبــن والجــب
ن ســـــلاح الضــــعفاء
أم تــرى يـدعو إلـه ال
كــــون أم لات دعــــاء
مـا لـه غيـر اقتحام ال
مـــوت والمــوت حيــاة
مبـدأ الجنـدي فـي المي
دان نصــــر أو ممـــات
هــو ذا فــي خنـدق يـك
ســوه ثــوب مــن جليـد
رابــض كــالليث لا يــع
بــأ بــالبرد الشــديد
رابــط الجــأش إذا قـي
ل اســتعدوا يــا جنـود
هــا هــم الأعـداء منـا
قيـــد ميــل أو بريــد
رحـــب الجنـــدي بــال
مـــوت فــداء للبنــود
إن تكــن مرفوعــة خــف
فاقـــة فهـــو يســـود
أو يراهــا أنزلــت فـه
و شــــبيه بالعبيــــد
فليعـش مـن عـاش فـالجن
دي قـــد مـــات شــهيد
حســـبه أن ينعـــم الأح
يـاء مـن أمته بالطيبات
قـد قضـى فـي ذلـك المي
دان أســـمى الواجبــات
مجــدوه فهــو رمــز ال
مجــد بـل رمـز الفخـار
واجعلـوا مـن قبره المج
هـــول تمثـــالا يــزار
وانثروا الورد على القب
ر بصـــــمت ووقـــــار
واذكروا الجندي في المي
دان لا يرضـــى الفــرار
فضــل المــوت علـى عـي
ش بــــــذلّ وصـــــغار
قــد سـقى مـن دمـه الأر
ض فجــــادت بالثمـــار
واقتطفتــم بعــده حــر
ريـــــة بالانتصـــــار
يــا لــه مــن ميـت أح
يـــا كبــارا وصــغارا
ضــاربا رقمــا قياســي
يــا ببــذل التضــحيات
فــي ســبيل المثـل الأع
لـــى بصـــبر وثبـــات
إبراهيم بن عمر الكرغلي، الأسطى.شاعر ليبي من قبيلة (الكراغلة)، كان في أطوار حياته أشعر منه في نظمه، ولد في درنة (من مدن برقة) ونشأ يتيماً فقيراً يحتطب ليعيش هو وأمه وأخوات ثلاث له، عمل خادماً في محكمة بلده، فلقنه قاضيها دروساً مهدت له السبيل لدخول مدرسة في طرابلس الغرب، فحاز شهادة (معلم) سنة 1935 ورحل إلى مصر وسورية والعراق والأردن، يعمل لكسب قوته، وأنشأ المهاجرون الليبيون في مصر جيشاً لتحرير بلادهم في أوائل الحرب العالمية الثانية، فتطوع جندياً معهم، وقاتل الإيطاليين، وترك الجيش بعد ثلاث سنوات 1942 وعاد إلى ليبيا فعين قاضياً أهلياً، في محكمة الصلح، بدرنة، وترأس جمعية (عمر المختار)، ونقل إلى مدينة (المرج) وحرّمت حكومة برقة على الموظفين الاشتغال بالسياسة، ولم يطع، فأقيل (1948) وعاد إلى درنة وانتخب نائباً في البرلمان البرقاوي (قبل اتحاد ليبيا) فحضر جلسة افتتاحه، وبعد أيام أراد السباحة في شاطئ درنة، فمات غريقاً، وأقيم له نصب تذكاري في المكان نفسه.وللسيد مصطفى المصراتي، كتاب (شاعر من ليبيا- ط) في سيرته وما اجتمع له من نظمه.