
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـف بنـا عنـد صـخرة الإسراء
نسـتمع همهـا بهـذا الفضـاء
هـــي صــخرة وللصــخور كلام
مـن قبيـل الإلهـام والإيحـاء
فيــه روح وفيـه علـم غزيـر
فيـه مجـد يسـير نحو الفناء
عبقـري الوجـود أسـرى إليـه
مسـرعا كـالبرق لـي الظلماء
قـال لي صاحبي وقد ضاق ذرعا
أيـن للصـخر منطـق الفصـحاء
أنـت ترجـو مـن الجماد كلاما
وكلام الأنــــام كالضوضـــاء
قلـت مهلا واسـمع معـي همسات
كطنيـن البعـوض فـي الإمسـاء
قـال حقـا لقـد سـمعت فماذا
يـا تـرى سـرها فهل من رجاء
أخـذ الصـوت ينجلـي في معان
أكرهـت سـمعنا علـى الإصـغاء
ثـم قـالت مـا تصـنعان عندي
بعـد أن خنتمـا عهـود الولاء
جـاءكم صـاحبي بما لو حفظتم
واتبعتـم فـي جهركم والخفاء
لانتصـرتم علـى جميـع الأعادي
ونشـــرتم معــالم الغــراء
وتـوارت بعـدلكم صـور الظلم
وعــاش العبـاد فـي السـراء
وسرت موجة السعادة في الكون
وزالـــت منـــابت الضــراء
وتـآخى العباد وانتشر السلم
وتطـــوى صــحيفة الاعتــداء
فـاغتررتم كغيركـم واتبعتـم
داء النفس في الهوى والرياء
وانصـرفتم عـن الهدى ونزعتم
للملاهــي مــن زينـة ونسـاء
وعبثتــم بـدينكم وافـترقتم
فــي خلاف وحســبكم مــن بلاء
وبهـذا أصـبحتم اليـوم شـتى
كــل شـعب يسـير فـي عشـواء
واسـتكنتم مـن بعـد عز مقيم
وخضـــعتم لســلطة الأعــداء
فــدعاني فـي هيبـتي وجلالـي
واتركـا سـاحتي بحـق السـما
إنما الذكريات تنفع من فيهم
قلــوب أو هــم مـن الأحيـاء
إبراهيم بن عمر الكرغلي، الأسطى.شاعر ليبي من قبيلة (الكراغلة)، كان في أطوار حياته أشعر منه في نظمه، ولد في درنة (من مدن برقة) ونشأ يتيماً فقيراً يحتطب ليعيش هو وأمه وأخوات ثلاث له، عمل خادماً في محكمة بلده، فلقنه قاضيها دروساً مهدت له السبيل لدخول مدرسة في طرابلس الغرب، فحاز شهادة (معلم) سنة 1935 ورحل إلى مصر وسورية والعراق والأردن، يعمل لكسب قوته، وأنشأ المهاجرون الليبيون في مصر جيشاً لتحرير بلادهم في أوائل الحرب العالمية الثانية، فتطوع جندياً معهم، وقاتل الإيطاليين، وترك الجيش بعد ثلاث سنوات 1942 وعاد إلى ليبيا فعين قاضياً أهلياً، في محكمة الصلح، بدرنة، وترأس جمعية (عمر المختار)، ونقل إلى مدينة (المرج) وحرّمت حكومة برقة على الموظفين الاشتغال بالسياسة، ولم يطع، فأقيل (1948) وعاد إلى درنة وانتخب نائباً في البرلمان البرقاوي (قبل اتحاد ليبيا) فحضر جلسة افتتاحه، وبعد أيام أراد السباحة في شاطئ درنة، فمات غريقاً، وأقيم له نصب تذكاري في المكان نفسه.وللسيد مصطفى المصراتي، كتاب (شاعر من ليبيا- ط) في سيرته وما اجتمع له من نظمه.