
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذكـراك تبقـى مـدى الأيـام يا عمر
مـا دام للنـاس سـمع أولهـم بصـر
وكيــف ننسـى فـتى حـاكت عزيمتـه
حـد المهنـد وهـو الصـارم الـذكر
ومـــن تجـــرد للســعي الكريــم
والمفعـل العظيـم وللمظلوم ينتصر
ومـن أهـاب بنـا واليـأس قاتلنـا
لنصـــبرن وفضــل اللــه ننتظــر
ومـــن تعلــم شــبان البلاد بــه
حــب البلاد فكـان الفعـل والخـبر
كلا فلا المــوت ينســينا فضــائله
ولا الزمـان ومـا يـأتي بـه القدر
تظــل ذكـراه فـي الأذهـان ماثلـة
وكــل نفــس بهـا مـن فضـله أثـر
يـا غارسـا فـي شباب الجيل نزعته
سـقيا لغرسـك هـا قـد أثمر الشجر
ويــا رســولا أفـدنا مـن رسـالته
كيـف الجهـاد إذا مـا داهم الخطر
أحييـت فينـا شـعورا كـاد يقتلـه
حكـم الطغـاة فلا عـادوا ولا ظفروا
وكنـت فينـا طبيبا للنفوس إذا ما
مسـها الجـرح أو مـا هـدها الكدر
وكنــت فينــا صــحافيا لـه وطـن
وإن تحكـــم أعـــداء لــه وطــر
تلـك الـدروس أحـذنا عنـك أكثرها
وعلمتنــا صــروف الـدهر والغيـر
إنـــا بلا وطـــن حـــر كماشــية
فـي سـمنها مديـة الجـزار تنتظـر
يبكــي البريـد إذا نـاحت مصـورة
وللصـــحائف دمـــع كلـــه عــبر
علـى المحيشـي مـن كـانت صـحائفه
فخر البلاد إذا ما القوم قد فخروا
ســبحانك اللــه ربــي هـذه صـحف
تيتمــت بعــده مـا أن لهـا خـبر
وهـي الـتي عرفـت مـن جهد صاحبها
مــا لا يقــوم بــه جــن ولا بشـر
فلا تلام إذا مــا الــذكر هيجهــا
إن تبكــه أحـرف بالـدمع أو صـور
أو يبكــه أدب قــد كــان ينشـره
فــي كـل نـاد لأهـل الفـن محتكـر
أو يبكـه الشـعر عـل الدمع يسعفه
بـأبحر مـن عـروض غيـر مـا ذكروا
أو يبكـه النشـر فـي ألفـاظه سلس
كـــأنه جـــدول ينســـاب أو درر
أو يبكــه قلــم كالســيف عـادته
يــوم الكريهــة لا يبقـى ولا يـذر
أو يبكــه الــدين والأخلاق تنـدبه
وكــل ذي حاجــة أزرى بـه الضـرر
وليبـك مـن شاء ما في الدمع متسع
علــى الفقيــد فلا لــوم ولا ضـرر
أمــا أنـا فـدموعي كنـت أعرفهـا
ثجاجــة عنـد ذكـر الـبين تنهمـر
مـا بـا لها اليوم لا ينهل وابلها
كـي تنطفـي زفـرة في القلب تستعر
ثـم أيهـا الليـث فالأشـبال ساهرة
علــى حماهــا فلا ســهو ولا ضــجر
وقـر عينـا بقـرب اللـه فـي دعـة
واهنـأ عليـك سـلام اللـه يـا عمر
إبراهيم بن عمر الكرغلي، الأسطى.شاعر ليبي من قبيلة (الكراغلة)، كان في أطوار حياته أشعر منه في نظمه، ولد في درنة (من مدن برقة) ونشأ يتيماً فقيراً يحتطب ليعيش هو وأمه وأخوات ثلاث له، عمل خادماً في محكمة بلده، فلقنه قاضيها دروساً مهدت له السبيل لدخول مدرسة في طرابلس الغرب، فحاز شهادة (معلم) سنة 1935 ورحل إلى مصر وسورية والعراق والأردن، يعمل لكسب قوته، وأنشأ المهاجرون الليبيون في مصر جيشاً لتحرير بلادهم في أوائل الحرب العالمية الثانية، فتطوع جندياً معهم، وقاتل الإيطاليين، وترك الجيش بعد ثلاث سنوات 1942 وعاد إلى ليبيا فعين قاضياً أهلياً، في محكمة الصلح، بدرنة، وترأس جمعية (عمر المختار)، ونقل إلى مدينة (المرج) وحرّمت حكومة برقة على الموظفين الاشتغال بالسياسة، ولم يطع، فأقيل (1948) وعاد إلى درنة وانتخب نائباً في البرلمان البرقاوي (قبل اتحاد ليبيا) فحضر جلسة افتتاحه، وبعد أيام أراد السباحة في شاطئ درنة، فمات غريقاً، وأقيم له نصب تذكاري في المكان نفسه.وللسيد مصطفى المصراتي، كتاب (شاعر من ليبيا- ط) في سيرته وما اجتمع له من نظمه.