
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غــاض نبــع القريــض والإنشــاد
يــوم فخـري وكـان سـهل القيـاد
وتــولى مكــانه ينبــوع للـدمع
غزيـــرا بحســـرة فــي فــؤادي
علــم النــاس أننــي لا أبــالي
بالرزايــا وعاديــات العــوادي
أيهــا الــدمع كنـت فـي السـجن
لا تظهـر منـه فمـا لك اليوم باد
إن هــذا مــا لا يليــق بمثلــي
مــا اعتــذاري لمعشــر النقـاد
قــــال دمعـــي وللـــدموع كلام
يــوقظ النفــس للهـدى والرشـاد
لا تلمنـي إذا انطلقـت مـن الأسـر
أهيــج النفــوس فــي كــل نـاد
إن حـــبي مــن الســنين ثلاثــا
بعــد فخـري لمـن قبيـل العنـاد
ســتراني لــك العــزاء فــدعني
لا تلمنــي علـى الكريـم الجـواد
عبثــا نرتجــي فــتى كــالمحيش
وقــف العمــر فــي سـبيل البلاد
إيـه يـا دمـع فالـذي قلته الحق
وأنــت الطليـق كـن فـي ازديـاد
قـم بتخليـد ذكـره اليوم يا دمع
فشـــعري مقصـــر عـــن مــرادي
لــم أجــد فــي العــروض بحـرا
لمن يشبه في علمه المحيط الهادي
حــار فلـك الخيـال أيـان يمضـي
وســط مــوج فــي صـورة الأطـواد
والمعــاني وأيـن منـي المعـاني
بعــد فخـري لـم تسـتجب لمنـادي
يــا دمــوعي عليــك سـقى ثـراه
واتركينــي أهيــم فـي كـل وادي
لا تبـــالي بمــا يقــول أنــاس
قلبهــم قــد مـن صـميم الجمـاد
همهــم فــي الحيـاة عيـش رغيـد
ولــــو أن المــــآل للاصـــفاد
كــل مــن مـات فـي جهـاد شـريف
فهــو حــي فـي ملـتي واعتقـادي
ومقـام الخلـود يـا ابن المحيشي
نلتـه اليـوم بعـد طـول الجهـاد
جــادك الغيــث لا ولكــن دمـوعي
فهــي أولــى مـن صـيب ذي نقـاد
إن تغـب فـي الـثرى فذكراك تبقى
فــي قلــوب الأبنــاء والأحفــاد
إبراهيم بن عمر الكرغلي، الأسطى.شاعر ليبي من قبيلة (الكراغلة)، كان في أطوار حياته أشعر منه في نظمه، ولد في درنة (من مدن برقة) ونشأ يتيماً فقيراً يحتطب ليعيش هو وأمه وأخوات ثلاث له، عمل خادماً في محكمة بلده، فلقنه قاضيها دروساً مهدت له السبيل لدخول مدرسة في طرابلس الغرب، فحاز شهادة (معلم) سنة 1935 ورحل إلى مصر وسورية والعراق والأردن، يعمل لكسب قوته، وأنشأ المهاجرون الليبيون في مصر جيشاً لتحرير بلادهم في أوائل الحرب العالمية الثانية، فتطوع جندياً معهم، وقاتل الإيطاليين، وترك الجيش بعد ثلاث سنوات 1942 وعاد إلى ليبيا فعين قاضياً أهلياً، في محكمة الصلح، بدرنة، وترأس جمعية (عمر المختار)، ونقل إلى مدينة (المرج) وحرّمت حكومة برقة على الموظفين الاشتغال بالسياسة، ولم يطع، فأقيل (1948) وعاد إلى درنة وانتخب نائباً في البرلمان البرقاوي (قبل اتحاد ليبيا) فحضر جلسة افتتاحه، وبعد أيام أراد السباحة في شاطئ درنة، فمات غريقاً، وأقيم له نصب تذكاري في المكان نفسه.وللسيد مصطفى المصراتي، كتاب (شاعر من ليبيا- ط) في سيرته وما اجتمع له من نظمه.