
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـرب العلا نشـكو أذى القحـط والغلا
ومــا مسـنا فيـه مـن الضـر والبلا
ونسـأله فـي البـأس واليـأس والرجا
رخــاء فقـد متنـا وعاجلنـا البلـى
غلا أرخـــص الأرواح لمـــا تســـعرت
بمــور ضـرام فـي صـميم الحشـى غلا
ودارت رحــاء الجـدب فـي كـل بلـدة
ومـا تركـت للخصـب فـي مصـر منـزلا
فلا بـــرّ يرجــى منــه بــرّ يــبرّه
ولا بحــر ريّ طــاب عــذبا وسلســلا
ولا عيـــن أرض قــد بكــت فتفجــرت
علينــا ولا دمــع مـن الغيـث أهملا
ولــم يتخلقـع بالوفـا نيـل مصـرنا
ولا ذيــل ســتر بالهنـا راح مسـبلا
ومـذ غـاض مقيـاس المنـى ضاق عيشنا
وأمحـل ربـع الأنـس والصـبر مـا حلا
بــه الأغنيــا يشـكرن فقـرا وفاقـة
فكيــف بمــن أمســى معيلا ومعــولا
حنانـا حنانـا يـا غيـاث الورى فقد
يئســنا وكــل الخلـق أصـبح مبتلـى
فلا مملــق إلا إلــى بابــك التجــى
ولا معــــدم إلا عليــــك تــــوكّلا
وســقيا ورعيـا للمواشـي فقـد بـدت
كلاهــا وكـل السـير فـي طلـب الكلا
وإن تــاه قــومٌ بالغنــا وترفّعـوا
علينــا ومــالوا للقطيعـة والقلـى
فــواللّه لا نرجــو ســواك ولا نــرى
لهــم أبــدا فضــلا علينــا ولا ولا
إليـــك توســـلنا بجـــاه نبينــا
فمــا خــاب مـن أمسـى بـه متوسـلا
محمــد المهــدى إلـى النـاس رحمـة
ومــن لجميــع الخلـق أصـبح مرسـلا
بشـــيرا نــذيرا شــافعا ومشــفّعا
سـراجا منيـرا في سما الفضل قد علا
إمـام البرايـا جـامع الفضـل قبلـة
الـدعاء وفـي المحـراب أفضل من تلا
نــبي علــى هــام العلا شــأنه علا
جلا بــالحلا غــي الضــلالة فــانجلى
أجــل الــوى قــدرا وأكـرم عنصـرا
وأزكـــاهم فرعـــا وأشـــرفهم حلا
وأنـــداهم كفـــا وأكــثرهم حيــا
وأبلغهـــم قـــولا وأفصــح مقــولا
ألا يـا رسـول اللّـه يـا مـن بمـدحه
وآيـــاته جـــاء الكتــاب مفصــلا
ويا ذا الندى والجود والفضل والثنا
وأهـل الوفـا والحمد والمجد والعلا
أتينــاك نسـتجديك فـي جـبر كسـرنا
وليـــس لنـــا إلا جنابــك مــوئلا
فــأمطر علينــا ســحب جــودك جمـة
ومــــن ودارك رحمــــة وتفضــــلا
وإن كـــان تقصـــير فجــد بتطــوّل
فمــن عــادة الســادات أن تتطـولا
فكــم قــد تعطشــنا لريــاك غلــة
وشـــوقا فصــادفنا برؤيــاك منهلا
وكــم ســائل وافــى إليــك مـؤملا
فـــأعطيته أضــاف مــا كــان أملا
عليـك صـلاة اللّـه مـا اخضـلّت الربا
وجــاد نميـر المـزن زرعـا فأسـبلا
محمد بن حسن بن علي بن عثمان النواجي، شمس الدين.عالم بالأدب، نقاد، شاعر، من أهل مصر، مولده ووفاته في القاهرة، نسبته إلى نواج (من غربية مصر) رحل إلى الحجاز حاجاً، وطاف بعض البلدان، وهو صاحب (حلبة الكميت- ط) في الخمر والندماء وما يتعلق بهما.وله كتب كثيرة، منها (مراتع الغزلان في الحسان من الغلمان- خ)، و(خلع العذار في وصف العذار- خ)، و(التذكرة- خ)، و(نزهة الألباب- خ)، و(تحفة الأديب- خ)، و(الشفاء في بديع الاكتفاء- خ)، و(الصبوح والغبوق- خ)، و(روضة المجالسة- خ)، و(الحجة في سرقات ابن حجة- خ)، و(ديوان شعر- خ).