
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا جـــز بالــديار وحيهنــه
فقــد درســت معــالم حيهنـه
وقـف بهـم وسـائل أيـن حلـوا
لعلـــك أن يجيبــك رســمهنّه
تـرى نزلـوا بمكـة أم أناخوا
بلعلــع والعقيــق وتنــدهنّه
وهـل وردوا ميـاه عيـون دمعي
أم اقتبســوا بقلـبي نـارهنّه
وهـل فـي قاعـة الوعساء أمسى
بهــا سـكن وبيـت قـرى لهنـه
وبالفيحـاء هـل نشـروا برودا
فعــم شــذا الأباطـح نشـرهنه
وبالروحـاء هـل سـحبوا ذيولا
فعطـــر شـــيحهن ورنـــدهنه
وهـل وصـلوا لطيبة واستراحوا
أم ارتحلـــوا فحيّهلا بهنـــه
عريــب فـي حمـى قلـبي نـزول
بمنعــرج الضــلوع خيــامهنه
مطــالع ســعدهن بــروج رمـل
وفــي فلــك الحـدوج مغيهنـه
تبســم ثغرهــن بــوجه سـلمى
فـــأومض بالثنيــة برقهنــه
بزمــزم والعـذيب طعـام طعـم
لهـــن وبـــالأبيرق شــربهنه
رميــن جمـار وجنتهـم بقلـبي
اســى ونحــرت سـاعة نفرهنـه
ســدلن ذوائبـا وكحلـن جفنـا
فبــت مســهدا فــي ليلهنــه
وأســفر وجههــن فهمـت وجـداً
وقلـت البـدر أشرق في الدجنة
وقــــالوا إنهــــن ســـبين
قلـب المشـوق بهـديهن ودلّهنه
فقلــت صــدقتم وحييـت ذكـرا
لعمــــري أنهـــن وأنهنـــه
فيـا ليـل الأحبـة عـم صـباحا
إلــى كــم تسـتطيل بهجرهنـه
وكــم قصــرت إذ بتنـا بجمـع
فشــتّت بيــن صــبحك شـمهلنه
بعيشــك ســائق الأظعـان عـرج
علــى عـرب هنـاك عهـد تهنـه
قضــين بعجبهــن علــيّ نأيـا
فيمــم أرضــهن وعــج بهنــه
وعيســك سـر بهـن ومـل قليلا
لصــبح آمنــا فــي ســربهنه
فكـم فـي ربـع عـزة شـمت عزا
وكـم فـي حـي ميّـة منـه منّـه
وكـم فـي رمـل رامة رمت ريما
يعيــن علــى تلفّــت عينهنـه
وكـم مـن دمية في القصر أضحى
لهــا قلـب المـتيم أيّ دمنـة
ربـــوع تلاوة وحظـــار قــدس
ومهبــط رحمــة وعــراض جنـة
تـبركت النيـاق بهـا ولـم لا
وخيــر الخلــق حـل بأرضـهنه
محمــد المشـفع فـي البرايـا
إذا لجــأوا إليــه بجمعنــه
نـــبيّ بلاغــة ورســول صــدق
بــه محيــت ضـلالة كـل فتنـة
بـراه اللّـه غيـث ندى فقل ما
تشــا فـي فضـل إنعـام ومنّـه
وأيّــده بــروح القـدس فضـلا
وآيــــات يفصـــّل شـــرعهنه
وأنـزل محكـم التنزيـل فضـلا
عليــه مبينــا فرضــا وسـنه
وارســل رحمــة للخلـق يهـدي
لطــرق الحـق مـن إنـس وجنـه
بـه قـد شـد أزر الـدين حقـا
فشـــيّد ركنــه وأزال وهنــه
وقـام بنصـر ديـن اللـه يدعو
لشـــرعته بنفـــس مطمئنـــة
فبــايعه علــى الإســلام قـوم
لــه صــرفوا الأزمـة والأعنّـه
وبــايعه علـى الهيجـا رجـال
رأوا مــوت النفـوس حيـاتهنه
فــألف بينهـم وأزال مـا فـي
صـدور القـوم مـن ضـغن وإحنه
أتــى بـدرا أتحـف بـه نجـومٌ
بــه ظهــرت مطــالع سـعدهنه
لهـم سـن المواضـي فاستباحوا
دم الكفــار وانــبرت الأسـنه
تكلمهـــم بألســـنة حـــداد
وبالتعــديل تثبــت جرحهنــه
تزيــل يقينهـم بالشـك قطعـا
وتطعــن فــي أدلّــة دينهنـه
وكـم سـيف أقـام الحـد فيهـم
أســى وقضــى بسـفك دمـائهنه
تنصــل أن ينــام ببطـن غمـد
ولـم يطبـق علـى حـديه جفنـه
بـديعا في معاني الحرب أبدوا
يجيــد بيـانه مـن كـان فنّـه
تنظّــم بالرمــاح حـروف جسـم
وتنشــر بالصــفاح رؤوســهنه
وكــم ضــموا لعنـق غـل صـدر
وجــونس قلـب منحتهـم بمحنـه
وخــرب دور خــبير حيـن آووا
إلـى الحصـن الحصين وهدّ ركنه
ويـوم حنيـن صـار لهـم حنيـنٌ
أحـل دمـاءهم مـن غيـر هـدنه
تعـالى اللـه مـا أبهـى محيا
حييــا أبـدع الحرمـان حسـنه
ومـا أزكـى ومـا أنـدى أكفـا
جـرى النيـل الفـرات بنيلهنه
فــروّى الجيـش منـه بأصـبعيه
وكفـى القـوم مـن زاد بجفنـه
وكــم جفنــات معــروف وبــر
يعــم نــدى قراهـا آل جفنـه
وكــم ظهـرت لـه مـن معجـزات
يصــــدقها تـــدبر آبهنـــه
فليـس لمشـيه فـي الرمـل إثر
وكــم أثــر لـه فـي صـلدهنه
وكلمــه البعيــر وحــن جـذعٌ
وأظهــر أنــة مـن بعـد أنـه
وبـدر التـم شـق لـه وظبي ال
فلاة بـه اسـتجار فنـال أمنـه
ولـو وافـت وحـوش البر والبح
ر خائفـــة لســـكّن روعهنــه
ألا يـا سـيد الشـفعاء يـا من
بــه أمنـت غـوائل كـل محنـه
ومــن شـرفت بـه تلعـات سـلع
وزمــزم والحطيــم وركنهنــه
أنلنــي منــك أفضـالا وعلمـا
وإجلالاً وتكرمـــــة ومنّـــــه
وكن لي شافعا في الحشر إذ لا
أرى لـي والـدا يغني ولا ابنه
فـأنت مناي في الدنيا والاخرى
وكنــز رجــاي فـي عرصـاتهنه
عليــك صــلاة ربــك مـع سـلام
تكـون لنـا مـن النيـران جنّه
تبشـــرنا بخيـــرات حســـان
وتزلقنــا مـن الفـردوس جنـه
وآلــك والصــحابة مـا تغنـت
حـداة العيـس فـي رمـل لهنـه
وللعشــاق أنشــد فــي حجـاز
ألا جـــز بالــديار وحيهّنــه
محمد بن حسن بن علي بن عثمان النواجي، شمس الدين.عالم بالأدب، نقاد، شاعر، من أهل مصر، مولده ووفاته في القاهرة، نسبته إلى نواج (من غربية مصر) رحل إلى الحجاز حاجاً، وطاف بعض البلدان، وهو صاحب (حلبة الكميت- ط) في الخمر والندماء وما يتعلق بهما.وله كتب كثيرة، منها (مراتع الغزلان في الحسان من الغلمان- خ)، و(خلع العذار في وصف العذار- خ)، و(التذكرة- خ)، و(نزهة الألباب- خ)، و(تحفة الأديب- خ)، و(الشفاء في بديع الاكتفاء- خ)، و(الصبوح والغبوق- خ)، و(روضة المجالسة- خ)، و(الحجة في سرقات ابن حجة- خ)، و(ديوان شعر- خ).