
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـالوا لـه أنـت حرّ القول صادقه
فصـار أكـثر مـا يرويـه بهتانـا
وعنــدما مــدحوا منــه أمـانته
رأوه مـن بعد ذاك المدح قد خانا
قـالوا وأنـت الفـتى ترجى مودّته
فــات يحسـب صـدق الـود خسـرانا
وأنـت لا شـكّ مـا بين الورى مالك
فـازورّ ثـم أراهـم منـه شـيطانا
وأنـــت أفضــل قــوّام بــواجبه
فـــردّه ذلــك الإطــراء كســلانا
قـالوا وأنـت أنـوف مـن مصـانعة
فـراح يبـدي مـن التمويه الوانا
وتكتـم السـر إذ يفضـى اليـك به
فصــار يجعـل سـر النـاس اعلانـا
قــالوا وانــك بالايمـان معتصـم
فارتـدا اضـعف خلـق الله ايمانا
ولســت ممـن ينـث الشـر مسـتترا
فانسـاب بينهـم في الحال ثعبانا
قــالوا ولسـت بشـرّاب كـؤوس طلا
فصـار يقضـي طويـل الوقت نشوانا
وقــد الفــت حيــاء يسـتغز بـه
فجـاء يخطـر بيـن النـاس عريانا
وحيـن قالوا سجيح الخلق أنت غدا
كالبغـل حينـا وكالجاموس أحيانا
ولـم تخـادن سـوى قـوم ذوي شـرف
فبــات يتخــذ الغوغـاء أخـدانا
قـالوا وأنـت بـديع الحسن مشرقة
فـراح يختـال طلـق الـوجه جذلانا
قـالوا وأنـت رشـيق القـد مائسه
فظنهــم يصـفون الرنـد والبانـا
ويـوم قـالوا لـه أصـبحت ذا أدب
خـال الـورى دونـه علما وتبيانا
وجــاء ينـثر مـن أفكـاره خـرزا
لكـــن تـــوهمه درّا ومرجانـــا
لا تمــدحن أخــا جهـل تريـد لـه
خيـرا فيـزداد جهلا فـوق ما كانا
للمدح في الغر تاثير المدام وهل
تـرى سـوى السوء ممن بات سكرانا
علّمـه إن تسـتطع شـيئا يفيد بلا
مــدح لعلـك تلقـى منـه انسـانا
أمين بن علي ناصر الدين.شاعر مجيد، لغوي، من أدباء الكتاب. مولده ووفاته في قرية (كفر متى) بلبنان. تعلم في مدرسة (عبية) الابتدائية الأميركية، ثم بالمدرسة الداودية، وكان يديرها أبوه. كتب إلى خير الدين الزركلي (سنة 1912) قائلاً: (قبل أن أبلغ العاشرة من العمر بدأت أقول أبياتا من الشعر، صحيحة الوزن، فكان والدي يكتبها لي ويصحح أغلاطها النحوية. وبعد ذلك تلقيت مبادئ العربية وآدابها وبعض العلوم واللغات. ثم عكفت على المطالعة فاستفدت منها ما يستفيد الضعفاء أمثالي. أما أسرتي فهي ولا فخر، من ذوات النسب القديم في لبنان ولها آثار مشكورة)، واشتهر قبل الدستور العثماني بتحريره جريدة (الصفاء) التي كان يصدرها والده، فتولاها هو سنة 1899 ثم مجلة (الإصلاح) لوالده أيضاً. واستمر يشرف على الصفاء ويكتب أكثر فصولها، مدة ثلاثين عاماً. وله من الكتب المطبوعة (دقائق العربية) في اللغة، و(صدى الخاطر) ديوان شعره الأول، و(الإلهام) من شعره، و(البينات) مجموعة من مقالاته، و(غادة بصرى) قصة. وله قصص روائية أخرى. ومن كتبه التي لم تزل مخطوطة (الفلك) ديوان سائر شعره في مجلد ضخم، و(نثر الجمان) مختارات من إنشائه، و(الرافد) معجم في اللغة لأسماء الإنسان وما يتعلق بها من أمراض وأعراض وما يستعمل من الأدوات والأواني، و(هداية المنشئ) معجم لما يسير ويطير ويزحف من الحيوانات والطيور والحشرات، و(بغية المتأدب) لغة، و(سوانح وبوارح) فكاهات، و(الثمر اليانع) نحو وصرف، و(يوم ذي قار) تمثيلية شعرية.