
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أريـد الـتي أمـا بيـاض جبينها
فعـــاج وأمـــا خــدّها فعقيــق
لها المقلة السوداء يغني سوادها
عـن الكحـل فيهـا للـذكاء يريـق
إذا نظـرت خـال الفـتى نظراتهـا
ســهاما بهــا للكهربــاء علـوق
لهــا منطــق عــذب وصـوت مرخـم
وخلــق كمعتــل النســيم رقيــق
ويكتــب جفناهــا حـديث فؤادهـا
فيتلـــوه قلــبي والكلام خفــوق
وتعطـف صـهباء الصـبي لدن عطفها
وتغفــــي دلالا تـــارة وتفيـــق
لهـا مـن عفـاف وازع عـن خيانـة
وعهــد وإن طــال الزمـان وثيـق
فهـذه الـتي أصبو إليها وليس لي
إلـى غيرهـا طـول الزمـان طريـق
أريـد الـذي أمـا الوقـار بوجهه
فبـــاد وأمـــا قـــدّهُ فرشــيق
أريـد عزيـز النفـس جمـا إبـاؤه
لــه الفضـل عـم والسـخاء شـقيق
بعيـدا عـن الإعجاب والكبر مبديا
تواضـــعه إذ ينتحيـــه صـــديق
أريـد الـذي لا يـدّعي غيـر ما به
فللفضــل بالــدعوى تضـيع حقـوق
أريـد الـذي لا عقلـه فـوق بأسـه
ولا حزمـــه عمـــا يــود يعيــق
أريــد الـذي أخلاقـه زهـر روضـة
محلــى بحبــات الغــرام عميــق
لــــه أدب غـــض ورائع فطنـــة
محلــى بحبــات الغمــام أنيــق
إذا نظـر الغيـد الأوانـس لم يطر
بــهِ نحوهــا قلــب بهــنّ مشـوق
ويخفـي الهـوى تحت الوقار وتارة
يصـــد وأحيانـــا إلــي يتــوق
فهـذا الـذي يهـواه قلـبي دائما
ولـــن يتصــباني ســواه عشــيق
أمين بن علي ناصر الدين.شاعر مجيد، لغوي، من أدباء الكتاب. مولده ووفاته في قرية (كفر متى) بلبنان. تعلم في مدرسة (عبية) الابتدائية الأميركية، ثم بالمدرسة الداودية، وكان يديرها أبوه. كتب إلى خير الدين الزركلي (سنة 1912) قائلاً: (قبل أن أبلغ العاشرة من العمر بدأت أقول أبياتا من الشعر، صحيحة الوزن، فكان والدي يكتبها لي ويصحح أغلاطها النحوية. وبعد ذلك تلقيت مبادئ العربية وآدابها وبعض العلوم واللغات. ثم عكفت على المطالعة فاستفدت منها ما يستفيد الضعفاء أمثالي. أما أسرتي فهي ولا فخر، من ذوات النسب القديم في لبنان ولها آثار مشكورة)، واشتهر قبل الدستور العثماني بتحريره جريدة (الصفاء) التي كان يصدرها والده، فتولاها هو سنة 1899 ثم مجلة (الإصلاح) لوالده أيضاً. واستمر يشرف على الصفاء ويكتب أكثر فصولها، مدة ثلاثين عاماً. وله من الكتب المطبوعة (دقائق العربية) في اللغة، و(صدى الخاطر) ديوان شعره الأول، و(الإلهام) من شعره، و(البينات) مجموعة من مقالاته، و(غادة بصرى) قصة. وله قصص روائية أخرى. ومن كتبه التي لم تزل مخطوطة (الفلك) ديوان سائر شعره في مجلد ضخم، و(نثر الجمان) مختارات من إنشائه، و(الرافد) معجم في اللغة لأسماء الإنسان وما يتعلق بها من أمراض وأعراض وما يستعمل من الأدوات والأواني، و(هداية المنشئ) معجم لما يسير ويطير ويزحف من الحيوانات والطيور والحشرات، و(بغية المتأدب) لغة، و(سوانح وبوارح) فكاهات، و(الثمر اليانع) نحو وصرف، و(يوم ذي قار) تمثيلية شعرية.