
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا روض كيـف ذوى بـك الزهـر
وغــدت تجــفّ غصــونك الخضـر
وعيــونُ نرجسـك الجميـل شـكت
غمضـــا وصــوّح وردك النضــر
هــذي الأقـاحي بعـد أن ضـحكت
عبســت فلـم يبسـم لهـا ثغـر
وأرى الخزامــى بعـد نضـرتها
ذبلــت فلـم ينفـح لهـا عطـر
هــل أذوت النكبـاء زهـرك أم
لــم يسـقه عنـد الضـحى قطـر
أم حيــن جــاء محمــدا قـدرٌ
أذواك مــن نــار الأســى حـر
يـا كوكبـا في القبر غاب وهل
زهــر النجـوم يضـمّها القـبر
بـــل يــا هلالا فــي تــألقه
لــم يكتمــل فيقـال ذا بـدر
بـل يـا غصينا في الرياض بدا
رطبــا فعاجــل قصـفه الـدهر
هلا بقيــــت لوالـــد دنـــف
أضــناه منـك البعـد والهجـر
قــد علّـم الورقـاء فـي فنـنٍ
نوحــا وهــاج شـجونه الـذكر
وفــؤاده شــطران فــي جــدث
شــطرٌ وفــي كــفّ الاسـى شـطر
كـم كـان يبـدو ضـاحكا طربـا
مــذ كـان منـك الثغـر يفـترّ
كــم ضــمّ جيـدك قـائلا ولـدي
يــا حبّــذا لـو ضـمّك الصـدر
كـم كـان يرجـو ان يكـون لـه
ســندا ولكــن أخطــأ الفكـر
أنظــر دمـوع الوالـدين وقـد
حكــت الحيــا لكنّهــا حمــر
تكــوي خـدودهما إذا انهملـت
فكأنّهـــا فــي حرهــا جمــر
واسـمع أنينـا في الدجى لهما
أمســى يــرق لصــوته الصـخر
يسـتنجدان الصـبر بعدك في أل
بلــوى فلـم ينجـدهما الصـبر
قـالا لـداجي الليـل هل لك يا
ذا الليــل بعــد محمـد فجـر
ان لم تنح ورق الحمام على ال
غصـن الرطيـب فمـا لهـا عـذر
تبكيـــك دارٌ كنــت زينتهــا
فيهـا انقضـت سـنواتك العشـر
يبكـي الـذكاء عليـك منتحيـا
إذ لـم يطـل لـك بيننـا عمـر
فـاذهب إلـى تلـك الجنان إلى
حيــث الهنـاءُ يكـون والبشـر
منّــا الســلام عليــك أجمعـه
مـا فـاح مـن زهـر الربى نشر
أمين بن علي ناصر الدين.شاعر مجيد، لغوي، من أدباء الكتاب. مولده ووفاته في قرية (كفر متى) بلبنان. تعلم في مدرسة (عبية) الابتدائية الأميركية، ثم بالمدرسة الداودية، وكان يديرها أبوه. كتب إلى خير الدين الزركلي (سنة 1912) قائلاً: (قبل أن أبلغ العاشرة من العمر بدأت أقول أبياتا من الشعر، صحيحة الوزن، فكان والدي يكتبها لي ويصحح أغلاطها النحوية. وبعد ذلك تلقيت مبادئ العربية وآدابها وبعض العلوم واللغات. ثم عكفت على المطالعة فاستفدت منها ما يستفيد الضعفاء أمثالي. أما أسرتي فهي ولا فخر، من ذوات النسب القديم في لبنان ولها آثار مشكورة)، واشتهر قبل الدستور العثماني بتحريره جريدة (الصفاء) التي كان يصدرها والده، فتولاها هو سنة 1899 ثم مجلة (الإصلاح) لوالده أيضاً. واستمر يشرف على الصفاء ويكتب أكثر فصولها، مدة ثلاثين عاماً. وله من الكتب المطبوعة (دقائق العربية) في اللغة، و(صدى الخاطر) ديوان شعره الأول، و(الإلهام) من شعره، و(البينات) مجموعة من مقالاته، و(غادة بصرى) قصة. وله قصص روائية أخرى. ومن كتبه التي لم تزل مخطوطة (الفلك) ديوان سائر شعره في مجلد ضخم، و(نثر الجمان) مختارات من إنشائه، و(الرافد) معجم في اللغة لأسماء الإنسان وما يتعلق بها من أمراض وأعراض وما يستعمل من الأدوات والأواني، و(هداية المنشئ) معجم لما يسير ويطير ويزحف من الحيوانات والطيور والحشرات، و(بغية المتأدب) لغة، و(سوانح وبوارح) فكاهات، و(الثمر اليانع) نحو وصرف، و(يوم ذي قار) تمثيلية شعرية.