
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نـاطوا الوسـام بصدره فاستكبرا
ومشـى الهـوينى عابسـاً متنمـرا
ولـــوى عـــذاريه وزم بــأنفه
واختـال حـتى كـاد يلعنه الثرى
الغــر يزهـى رعنـاء لألأ حليهـا
فتـبرجت كيمـا يراهـا مـن يـرى
أو معســر لمــا رأى فــي كفـه
فلســاً تــوهم أنـه قـد أيسـرا
أو ثعلــبٌ قــد ألبســوه لبـدةً
جعلتـه يحسـب نفسـه أسـد الشرى
أمسـى الوسـام جـزاء كـل مـذممٍ
وغـد السـجية يسـتبيح المنكـرا
نغـل الفـواد يكـاد ينضـح جلده
لؤمــاً فلــو كرمتــه لتنكــرا
وجــزاء مـن حسـب المذلـة عـزةً
والعـار مجـداً والتسـفل مفخـرا
وجـزاء مـن أمسـى يكيـد لقـومه
كيـداً غـدا إبليـس عنـه مقصـرا
ويســومهم خسـفاً ولا يرثـي لهـم
ويعــدهم نعمــاً تبـاع وتشـترى
وجـزاء مـن لا الـذل يـؤلمه ولا
يبـدو حمـي الانـف سـاعة يـزدرى
وجــزاء جاســوسٍ لئيــم ضـريبةٍ
يتعقـب الهفـوات حـتى في الكرى
وجـزاء وغـد الطبـع واشـٍم مفسدٍ
لـو كـان يعـرف نفسـه لاسـتعبرا
وجـزاء واهـي الجـأش رعديد إذا
قــدمته يــوم النــزال تـأخرا
وجــزاء ذي قلــمٍ يمـوه بـاطلاً
ويقـول زوراً كـي يثـاب ويـؤجرا
وجــزاء مــذموم الخلائق خــائنٍ
فـي وجهـه تجـد النفـاق مصـورا
وجــزاء قــوادٍ يجيــء وخلفــه
خـودٌ تريـك الـوجه ابلـج ازهرا
ترنــو بعينيهــا فتحكـي ظبيـةً
حـوراء قـد علقـت غـزالا أحـورا
هـؤلاء قـد نـالوا الوسام وكلهم
بالعـار موسـوم الجبين كما ترى
وإذا فــتى حــر السـجية نـاله
عرضــاً تــراه لنفسـه مستصـغرا
يخفيــه عـن نظـر العيـون لأنـه
ســمة الهـوان فحقـه أن يسـترا
أمــا وســام ذوي العلاء فصـاغه
لهـم الـذي بـرأ الأنـام وصـورا
لـم يظهـروه على الصدور تباهياً
لكنهــم تركــوه فيهــا مضـمرا
هـو جـوهر فـي النفـس سمي غيرةً
يـأبى الـذمار بغيرها أن يخفرا
وهــو الحميــة والأمانــة جمـةً
والصــدق جــزلاً والآبـاء مـوفرا
وهـو الرصـانة والشجاعة والندى
والصـبر سـاعة ينبغـي ان تصبرا
وهـو التواضـع إذ تـرى متواضعاً
وهــو التكـبر إذ تـرى متكـبرا
وهو الوفاء مدى الحياة لمن يفي
لا للــذي جحـد الوفـاء وانكـرا
هــذا وســامٌ مــن ينلـه فحقـه
لـولا الرصـانة أن يـتيه ويفخرا
وهــل الوسـام يصـوغه ذو دولـةٍ
مثـل الوسـام يصـوغه رب الـورى
أمين بن علي ناصر الدين.شاعر مجيد، لغوي، من أدباء الكتاب. مولده ووفاته في قرية (كفر متى) بلبنان. تعلم في مدرسة (عبية) الابتدائية الأميركية، ثم بالمدرسة الداودية، وكان يديرها أبوه. كتب إلى خير الدين الزركلي (سنة 1912) قائلاً: (قبل أن أبلغ العاشرة من العمر بدأت أقول أبياتا من الشعر، صحيحة الوزن، فكان والدي يكتبها لي ويصحح أغلاطها النحوية. وبعد ذلك تلقيت مبادئ العربية وآدابها وبعض العلوم واللغات. ثم عكفت على المطالعة فاستفدت منها ما يستفيد الضعفاء أمثالي. أما أسرتي فهي ولا فخر، من ذوات النسب القديم في لبنان ولها آثار مشكورة)، واشتهر قبل الدستور العثماني بتحريره جريدة (الصفاء) التي كان يصدرها والده، فتولاها هو سنة 1899 ثم مجلة (الإصلاح) لوالده أيضاً. واستمر يشرف على الصفاء ويكتب أكثر فصولها، مدة ثلاثين عاماً. وله من الكتب المطبوعة (دقائق العربية) في اللغة، و(صدى الخاطر) ديوان شعره الأول، و(الإلهام) من شعره، و(البينات) مجموعة من مقالاته، و(غادة بصرى) قصة. وله قصص روائية أخرى. ومن كتبه التي لم تزل مخطوطة (الفلك) ديوان سائر شعره في مجلد ضخم، و(نثر الجمان) مختارات من إنشائه، و(الرافد) معجم في اللغة لأسماء الإنسان وما يتعلق بها من أمراض وأعراض وما يستعمل من الأدوات والأواني، و(هداية المنشئ) معجم لما يسير ويطير ويزحف من الحيوانات والطيور والحشرات، و(بغية المتأدب) لغة، و(سوانح وبوارح) فكاهات، و(الثمر اليانع) نحو وصرف، و(يوم ذي قار) تمثيلية شعرية.