
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عــامٌ أطــل علـى الانـام جديـدُ
فلكــل قـومٍ فـي البسـيطة عيـدُ
حيتــه حيـن أطـل آمـالُ الـورى
ولكــم صـبون اليـه وهـو بعيـدُ
أتــراه يرفـق بالانـام فتنجلـي
تلـك الشـدائد والخطـوب السـود
ويعـود روض السـلم غضـاً والمنى
تبــدو كواكبهــا وهــن ســعود
وينوب عن صوت المدافع في الوغى
هــزجٌ وتــأنس بالســيوف غمـودُ
وتسـرح الجـرد العتـاق وتنتحـي
ربــع الســلام كتــائبٌ وجنــودُ
وتـزول أحقـادُ الصـدور فلا تـرى
صــدراً تجيــش بجــانبيه حقـود
وتعـاود النعمـى مـواطن أهلهـا
والمستضــام هنــاؤه المفقــود
سل أيها العام الجديد عن الورى
عامـــاً تصـــرمَ والبلاءُ يســودُ
ســله يقـص عليـك مـن أنبـائهم
مــا يسـتدر الـدمع وهـو جمـود
أيـام كـان الميـت ينشـد حـوله
هــزج السـرور وينـدب المولـودُ
والمؤنقــات مـن الـديار بلاقـعٌ
والعــامرات مـن المـدائن بيـدُ
نــابتهم اللأواء حـتى مـا شـدا
شــادٍ وحــتى مـا اسـتهل وليـدُ
كــم مــن عزيـزٍ سـاورته مذلـةٌ
وابــي نفــس بــاتَ وهـو شـريدَ
ومنيـع حـرزٍ صـار مبتـذل الحمى
وكــثير صــحب راح وهــو وحيـد
حملـوا مـن الارزاء ما ناءوا به
واللـــه رب العــالمين شــهيد
ودهتهــم فتــنٌ تجــر معاركــاً
فيهــن تخفــق للمنــون بنــود
غطـت بهـا الاشـلاء منبسـط الثرى
فرفاتهــا فــوق الصـعيد صـعيدُ
بتقحـم البطـل النجيـد غمارهـا
فيــرده ثبــت الجنــان نجيــد
هــذا يجــاذب ذاك هـدب حيـاته
وكلاهمــا صــدق اللقــاء عنيـد
وقفـت حيالهمـا المنـون وسهمها
صـــردٌ تحـــاول غــرةً فتصــيدُ
حــتى إذا صــرعت كميـاً منهمـا
باتـــا وذا جــان وذاك شــهيدُ
سـل عـن شـقاءٍ بـات مضـروباً به
مثــل يجــوب الخــافقين شـرودُ
نزلــت شــدائده يتـابع بعضـها
بعضـــاً فــأرهق ســيدٌ ومســودُ
أخنـى علـى الامـوال حـتى مالها
أثـــرٌ وأفـــق طــارفٌ وتليــدُ
فالسـيد الجـذل المـرؤة مـزدرى
والمســتبد مــن التجـار عميـدُ
لــم يثنـه عطـفٌ علـى ذي حاجـةٍ
فكـــأن حبـــةَ قلبــه جلمــودُ
حقـدت علـى الأرض السماء فبرقها
غضـــبٌ وإرزام الرعــود وعيــدُ
يـا عـام جئت فإن يكن بك للورى
خيــر فــأنت القـادم المسـعود
أو كنـت منطويـاً علـى شـر فلـو
أنصــفت كنـت كمـا أتيـت تعـود
وعســاك بـالنعمى تجـود تطـولاً
فيكــون أحســن شـيمتيك الجـود
أمين بن علي ناصر الدين.شاعر مجيد، لغوي، من أدباء الكتاب. مولده ووفاته في قرية (كفر متى) بلبنان. تعلم في مدرسة (عبية) الابتدائية الأميركية، ثم بالمدرسة الداودية، وكان يديرها أبوه. كتب إلى خير الدين الزركلي (سنة 1912) قائلاً: (قبل أن أبلغ العاشرة من العمر بدأت أقول أبياتا من الشعر، صحيحة الوزن، فكان والدي يكتبها لي ويصحح أغلاطها النحوية. وبعد ذلك تلقيت مبادئ العربية وآدابها وبعض العلوم واللغات. ثم عكفت على المطالعة فاستفدت منها ما يستفيد الضعفاء أمثالي. أما أسرتي فهي ولا فخر، من ذوات النسب القديم في لبنان ولها آثار مشكورة)، واشتهر قبل الدستور العثماني بتحريره جريدة (الصفاء) التي كان يصدرها والده، فتولاها هو سنة 1899 ثم مجلة (الإصلاح) لوالده أيضاً. واستمر يشرف على الصفاء ويكتب أكثر فصولها، مدة ثلاثين عاماً. وله من الكتب المطبوعة (دقائق العربية) في اللغة، و(صدى الخاطر) ديوان شعره الأول، و(الإلهام) من شعره، و(البينات) مجموعة من مقالاته، و(غادة بصرى) قصة. وله قصص روائية أخرى. ومن كتبه التي لم تزل مخطوطة (الفلك) ديوان سائر شعره في مجلد ضخم، و(نثر الجمان) مختارات من إنشائه، و(الرافد) معجم في اللغة لأسماء الإنسان وما يتعلق بها من أمراض وأعراض وما يستعمل من الأدوات والأواني، و(هداية المنشئ) معجم لما يسير ويطير ويزحف من الحيوانات والطيور والحشرات، و(بغية المتأدب) لغة، و(سوانح وبوارح) فكاهات، و(الثمر اليانع) نحو وصرف، و(يوم ذي قار) تمثيلية شعرية.