
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أطلـــت فقلتــم كــوكبٌ يتــألق
وماســت فقلتـم غصـن ميلاء مـورق
ونـاجت بعينيهـا القلـوب تصـبياً
وقـد تسـمع النجوى القلوب فتخفق
وقــالت سـلاماً فـاهتززتم كأنمـا
تحــرك فاهــا الكهربـاء فينطـق
وألــوت عليكــم مـرة بعـد مـرةٍ
يزيــن مياهـا مـن الحسـن رونـق
فراحـت وقـد صـادت بسـحرٍ عقولكم
ورحتــم وكـل والـه النفـس شـيق
فويحــاً لعشــاق يصــيد نهــاهم
خــداع الغـواني والكلام الملفـق
ربيبــة قــومٍ لـو أرادت تصـوناً
لقــالوا لهـا إن التهتـك أخلـق
لهـا لفتـاتٌ يلعـب الغـدر تحتها
إلـى نظـرات بينهـا المكـر يبرق
إذا ليســت ثـوب الـرئاء مرقعـاً
بــدا تحتــه للنـاس عـرضٌ ممـزق
ومـن عجـب أن الألـى أولعـوا بها
إذا خطـرت فـي مجمع القوم صفقوا
وإن بـرزت خـروا سـجوداً أمامهـا
ولـو نظـرت شـزراً إليهـم لأطرقوا
فمـــا منهــم إلا غــبي بجهلــه
يلــج وإلا فــائل الــرأي أخـرق
ومـن سـفهٍ أن يعشـق المرء مومساً
بمـرأى مـن النظـار تلهـو وتفسق
أفاتنــة الأغــرار أنـت شـقاؤهم
وأنـــت عـــدو للفضـــيلة أزرق
محبــك مبــذول المقــادة صـاغرٌ
وألفـك وغـد سـاقط النفـس أحمـق
وهاجيــك زيــد صــادق أي صـادق
ومطريــك عمــرو كــاذب لا يصـدق
بـرئت مـن الرحمن والدين والهدى
فعهــدك مــذموم وفعلــك موبــق
وقربــك ممقــوت ومــرآك بــاعث
علــى كـل محظـور ووصـلك محـروق
وريقــك ســم مــن تــذوقه قضـى
فيــا ويــل مغـرور أتـى يتـذوق
وتبـاً لقـوم حيـن نـاديت أسرعوا
وبعـداً لقـوم يـوم أقسـمت صدقوا
لقـد ضـل نـاسٌ عاهدوك على الهوى
علـى حيـن لـم يثبـت لمثلك موثق
ويــا ويـح صـب غـره منـك مظهـرٌ
أنيــقٌ فأمسـى وهـو عنـدك موثـق
لبسـت ثميـن الوشـي من صلب ماله
وضـــمك قصــر للــدعارة مؤنــق
وعلــق قلــبٌ بيـن جنبيـك مظلـمٌ
فمــا غــر حـراً أن وجهـك مشـرق
وواليـت إبليـس الرجيـم فحيثمـا
رقصــت فــإبليس الرجيــم يصـفق
وجــاريته فــي شــأوه فســبقته
ولـم يـك يـدري أنـه سـوف يسـبق
تقيــد أنــواع الفضـائل حيثمـا
اقمــت وانــواع الـرذائل تطلـق
ويطـرح النـاس الرصـانة والحيـا
وتســـفل اخلاقٌ ويفســـد منطـــق
وتــبرز للخـزي الوجـوه ولا يـرى
ســوى حرمــات تســتباح وتخــرق
لـك الويـل كـم عيـش رغيد ازلته
وكـــم مشــربٍ غــادرته يــترنق
وكـم موسـر ذي نعمـةٍ قـد تركتـه
يطـوف ليسـتجدي الـورى وهو مطرق
لـك الويـل كم من عامرٍ قد جعلته
خرابـاً علـى اطلالـه البـوم ينعق
لك الويل كم عادى بك الخدن خدنه
وكــم راحـت الأرواح حولـك تزهـق
ولــولاك لــم يعتـد خليـعٌ خلاعـةً
ولا عـرف النـاس الفجـور ولا شقوا
ولا اســخطوا بالموبقــات إلههـم
ولا كــان فيهــم كــاذبٌ متملــق
وكونـك فـي الـدنيا عقـاب لأهلها
فـإن زلـت منهـا فـالثواب محقـق
فلا جــاوزت مغنـاك يومـاً صـواعقٌ
ولا جـاده هـامٍ مـن المـزن مغـدق
أمين بن علي ناصر الدين.شاعر مجيد، لغوي، من أدباء الكتاب. مولده ووفاته في قرية (كفر متى) بلبنان. تعلم في مدرسة (عبية) الابتدائية الأميركية، ثم بالمدرسة الداودية، وكان يديرها أبوه. كتب إلى خير الدين الزركلي (سنة 1912) قائلاً: (قبل أن أبلغ العاشرة من العمر بدأت أقول أبياتا من الشعر، صحيحة الوزن، فكان والدي يكتبها لي ويصحح أغلاطها النحوية. وبعد ذلك تلقيت مبادئ العربية وآدابها وبعض العلوم واللغات. ثم عكفت على المطالعة فاستفدت منها ما يستفيد الضعفاء أمثالي. أما أسرتي فهي ولا فخر، من ذوات النسب القديم في لبنان ولها آثار مشكورة)، واشتهر قبل الدستور العثماني بتحريره جريدة (الصفاء) التي كان يصدرها والده، فتولاها هو سنة 1899 ثم مجلة (الإصلاح) لوالده أيضاً. واستمر يشرف على الصفاء ويكتب أكثر فصولها، مدة ثلاثين عاماً. وله من الكتب المطبوعة (دقائق العربية) في اللغة، و(صدى الخاطر) ديوان شعره الأول، و(الإلهام) من شعره، و(البينات) مجموعة من مقالاته، و(غادة بصرى) قصة. وله قصص روائية أخرى. ومن كتبه التي لم تزل مخطوطة (الفلك) ديوان سائر شعره في مجلد ضخم، و(نثر الجمان) مختارات من إنشائه، و(الرافد) معجم في اللغة لأسماء الإنسان وما يتعلق بها من أمراض وأعراض وما يستعمل من الأدوات والأواني، و(هداية المنشئ) معجم لما يسير ويطير ويزحف من الحيوانات والطيور والحشرات، و(بغية المتأدب) لغة، و(سوانح وبوارح) فكاهات، و(الثمر اليانع) نحو وصرف، و(يوم ذي قار) تمثيلية شعرية.