
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا ألــق المهــارق واليراعـا
لتنشــد ذلــك الحـق المضـاعا
وقــل للكــاتبين ألا أريقــوا
مـــدادكم فلا يســم الرقاعــا
وصـمتاً فهـو أفضـل مـا يقيكـم
نــوائب قــد تنــوبكم سـراعا
وإلا فليغـــذ الســـير منـــك
إلـى البلـد القصي من استطاعا
مقــام المـرء فـي وطـنٍ هـوانٌ
إذا آمـــاله ذهبـــت ضــياعا
أحيـــث تقيـــد الأقلام يرجــو
أخـــو لــبٍّ لأمتــه انتفاعــا
أحيــث يقــال للصــحفي صـمتاً
يؤمـــل للحقــائق أن تــذاعا
أحيــث يناصــب الصـحفي يخشـى
رجـال الظلـم عـن عـدلٍ دفاعـا
أفــي الظلمــات للصـحفي نـورٌ
وفـي الأنـوار ليـس يـرى شعاعا
وفـي هـذا الزمـان يـراعُ عمداً
وفــي أيــام تركيــا يراعــا
ايوقــف موقــف الجـاني أديـبٌ
رصـين اللـب مـا عـرف الخداعا
تحــاك لـه المسـاوئ كـل يـومٍ
وتخـترع الـذنوب لـه اختراعـا
ويصــلت فـوقه القـانون سـيفاً
فلا يلفــي التخلــص مســتطاعا
إذا مـا الشـعب بـات بلا لسـانٍ
أيأمــل أن يقــول وان يطاعـا
إذا حريــة القلــم اســتبيحت
رأيـت الحـق قـد لبـس القناعا
وإن غـدت الصـحافة فـي امتهانٍ
تـرى ركـن الحصـافة قـد تداعى
هــي المــرآة فيهـا كـل شـعبٍ
يــرى أخلاقــه تبــدو تباعــا
وهـل يخشـى اليـراع سـوى ظلومٍ
إلـى الإيـذاء ينـدفع انـدفاعا
كــذاك اللــص يحـذر ان يـراه
رقيــب وهــو يختلـس المتاعـا
وكــم صــر اليـراع فسـر حـراً
وأورث ذا مصــــانعةٍ صـــداعا
ومـا نكـب الصـحافة غيـر قـومٍ
كسوها العار مذ حملوا اليراعا
أثــار ســبابهم سـخطاً عليهـا
مـن الحكـام أورثهـا ارتياعـا
هــم بطــروا وذلـك شـأن رهـطٍ
قـد اتخـذوا من الضعة ارتفاعا
ولـــو جربــت ذا بطــرٍ وبغلاً
وجــدت البغـل خيرهمـا طباعـا
لهـم فـي القـذع ألسـنةٌ طـوالٌ
علــى الفضـلاء تنـدلع انـدلاعا
إذا نطقـوا فـذاك النطـق فحـشٌ
وإن كتبـوا رأيـت اللغـو شاعا
فويــلٌ للصــحافة مــن انــاسٍ
أبـوا عـن سـوء فعلهـم اتزاعا
أهانوهـا مـذ انتسـبوا إليهـا
فأوشــك أن أقـول لهـا وداعـا
أمين بن علي ناصر الدين.شاعر مجيد، لغوي، من أدباء الكتاب. مولده ووفاته في قرية (كفر متى) بلبنان. تعلم في مدرسة (عبية) الابتدائية الأميركية، ثم بالمدرسة الداودية، وكان يديرها أبوه. كتب إلى خير الدين الزركلي (سنة 1912) قائلاً: (قبل أن أبلغ العاشرة من العمر بدأت أقول أبياتا من الشعر، صحيحة الوزن، فكان والدي يكتبها لي ويصحح أغلاطها النحوية. وبعد ذلك تلقيت مبادئ العربية وآدابها وبعض العلوم واللغات. ثم عكفت على المطالعة فاستفدت منها ما يستفيد الضعفاء أمثالي. أما أسرتي فهي ولا فخر، من ذوات النسب القديم في لبنان ولها آثار مشكورة)، واشتهر قبل الدستور العثماني بتحريره جريدة (الصفاء) التي كان يصدرها والده، فتولاها هو سنة 1899 ثم مجلة (الإصلاح) لوالده أيضاً. واستمر يشرف على الصفاء ويكتب أكثر فصولها، مدة ثلاثين عاماً. وله من الكتب المطبوعة (دقائق العربية) في اللغة، و(صدى الخاطر) ديوان شعره الأول، و(الإلهام) من شعره، و(البينات) مجموعة من مقالاته، و(غادة بصرى) قصة. وله قصص روائية أخرى. ومن كتبه التي لم تزل مخطوطة (الفلك) ديوان سائر شعره في مجلد ضخم، و(نثر الجمان) مختارات من إنشائه، و(الرافد) معجم في اللغة لأسماء الإنسان وما يتعلق بها من أمراض وأعراض وما يستعمل من الأدوات والأواني، و(هداية المنشئ) معجم لما يسير ويطير ويزحف من الحيوانات والطيور والحشرات، و(بغية المتأدب) لغة، و(سوانح وبوارح) فكاهات، و(الثمر اليانع) نحو وصرف، و(يوم ذي قار) تمثيلية شعرية.