
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أعرنـي دموعـاً أيهـا البحـر همعا
فـأبكي فـرداً صـادق العـزم أروعا
أصــيب بــه لبنـان طـراً فأوشـكت
رواســيه عنـد الخطـب ان تتصـدعا
قضـى اليوم من اعطى المعالي حقها
وشـــيد صــرحاً للفخــار ممنعــا
قضى العبقري الشهم ذو الشيم التي
تضـوع منهـا فـي الـورى ما تضوعا
قضــى الــوطني الحــر فخـر بلاده
فلا غــرو أن نأسـى عليـه ونجزعـا
نعــوه ففــي كـل الـديار مناحـةٌ
وفــي كـل عيـن مـدمع بـذ مـدمعا
امير العلى والفضل والبأس والندى
عزيـز علينـا أن نـرى لـك مصـرعا
عهـــدناك كشـــافاً لكــل ملمــةٍ
ولــم تــك إلا الأحـوذي السـميذعا
ولـم تلـك إلا السـيف فـارق غمـده
ولــم تــك إلا البـاذل المتبرعـا
وكـم لـك فـي دار النيابـة وقفـةً
وصـلت بهـا مـن أمرنـا مـا تقطعا
وكــم لــك مـن رأيٍ إذا مـا تلألأت
كــواكبُ زهــرٌ كـان رأيـك أسـطعا
وكـم مـن جميـل قد صنعت إلى امرئٍ
وكـم مـن جـديبٍ قـد سـقيت فأمرعا
وكـم قـد دعـا داعٍ سـواك فلم يجب
وكنـت مجيبـاً كـل حيـن لمـن دعـا
وإذا حـاولوا بالكيد خفضك أيقنوا
بأنــك لــم تــبرج أعـز وأرفعـا
فقــدناك جــم الفضـل عـالي همـةٍ
ســريا إلـى صـنع المـآثر مسـرعا
مـن الأسرة العليا التي من أصولها
إلــى كــل قطـرٍ كـل مجـدٍ تفرعـا
ولــم أر أذكــى مـن خلالـك نفحـةً
ولـم أر أسـنى مـن خطابـك موقعـا
وقفنــا حيـارى حـول نعشـك جملـةً
تشــير إليــه بــالنواظر خشــعا
وإن يبـك لبنـان فتـاه فقـد بكـى
فـتىً لـم يكـن إلا بلبنـان مولعـا
إلـى الجنة الفيحاء سر تاركاً لنا
مـن العيـش أن نأسـى وأن نتوجعـا
ومثلـك لا يخنـى علـى ذكـره الردى
ومـن يحيـه ذكـرٌ فقـد طـاب مرجعا
أرمــس فــوادٍ إن بحريــن جـاروا
ثــراك فلا تنفــك أخضــر ممرعــا
ويــا لـك رمسـاً لا تـزال قلوبنـا
عليـه لـدى الـذكرى حـوائم وقعـا
أمين بن علي ناصر الدين.شاعر مجيد، لغوي، من أدباء الكتاب. مولده ووفاته في قرية (كفر متى) بلبنان. تعلم في مدرسة (عبية) الابتدائية الأميركية، ثم بالمدرسة الداودية، وكان يديرها أبوه. كتب إلى خير الدين الزركلي (سنة 1912) قائلاً: (قبل أن أبلغ العاشرة من العمر بدأت أقول أبياتا من الشعر، صحيحة الوزن، فكان والدي يكتبها لي ويصحح أغلاطها النحوية. وبعد ذلك تلقيت مبادئ العربية وآدابها وبعض العلوم واللغات. ثم عكفت على المطالعة فاستفدت منها ما يستفيد الضعفاء أمثالي. أما أسرتي فهي ولا فخر، من ذوات النسب القديم في لبنان ولها آثار مشكورة)، واشتهر قبل الدستور العثماني بتحريره جريدة (الصفاء) التي كان يصدرها والده، فتولاها هو سنة 1899 ثم مجلة (الإصلاح) لوالده أيضاً. واستمر يشرف على الصفاء ويكتب أكثر فصولها، مدة ثلاثين عاماً. وله من الكتب المطبوعة (دقائق العربية) في اللغة، و(صدى الخاطر) ديوان شعره الأول، و(الإلهام) من شعره، و(البينات) مجموعة من مقالاته، و(غادة بصرى) قصة. وله قصص روائية أخرى. ومن كتبه التي لم تزل مخطوطة (الفلك) ديوان سائر شعره في مجلد ضخم، و(نثر الجمان) مختارات من إنشائه، و(الرافد) معجم في اللغة لأسماء الإنسان وما يتعلق بها من أمراض وأعراض وما يستعمل من الأدوات والأواني، و(هداية المنشئ) معجم لما يسير ويطير ويزحف من الحيوانات والطيور والحشرات، و(بغية المتأدب) لغة، و(سوانح وبوارح) فكاهات، و(الثمر اليانع) نحو وصرف، و(يوم ذي قار) تمثيلية شعرية.