
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمِــن دِمَـنٍ بِشـاجِنَةِ الحَجـونِ
عَفَـت مِنهـا المَعارِفُ مُنذُ حينِ
وَضــَنَّت بِــالكَلامِ وَلَـم تَكَلَّـم
بَكَيــتَ وَكَيـفَ تَبكـي لِلضـَنينِ
وَنَـدّى المـاءُ جَفنَ العَينِ حَتّى
تَرَقـرَقَ ثُـمَّ فـاضَ مِـنَ الجُفونِ
كَمـا هَمَلـت وَسـالَ مِنَ الأَواتي
دُمـوعُ النِكـسِ مِـن وَشـَلٍ مَعينِ
مَنـازِلُ مـا تَرى الأَنصابَ فيها
وَلا حُفَــرَ المُبَلّــي لِلمَنــونِ
وَلا أَثَـرَ الـدَوارِ وَلا المَـآلي
وَلَكِـن قَـد تَـرى أُرَبَ الحَصـونِ
عَفَــت إِلّا أَياصــِرَ أَو نُئِيّــاً
مَحافِرُهــا كَأَســرِيَةِ الإِضــينِ
وَأَخــرَجَ أُمُّــهُ لِسـَواسِ سـَلمى
لِمَعفـورِ الضـَرا ضـَرِمِ الجَنينِ
تَنَكَّـــرَ رَســمُها إِلّا بَقايــا
جَلا عَنهــا جَــدا هَمِـعٍ هَتـونِ
كَآثــارِ النَــؤورِ لَـهُ دُخـانٌ
أُســِفَّ مُتــونَ مُقتَــرَحٍ رَصـينِ
كَـأَنَّ حُطـامَ قَيـضِ الصـَيفِ فيهِ
فَـراشُ صـَميمِ أَقحـافِ الشـُؤونِ
وَقَفـتُ بِهـا فَهيـضَ جَوىً أَطاعَت
لَــهُ زَفَــراتُ مُغتَــرِبٍ حَزيـنِ
أَشــَتَّ بِـأَهلِهِ صـَرفُ اللَيـالي
فَأَضـحى وَهـوَ مُنجَـذِمُ القَريـنِ
وَيَــومِ ظَعــائِنٍ عَلَّلـتُ نَفسـي
بِهِــنَّ عَلــى مُواشــِكَةٍ ذَقـونِ
مُبَــرِّزَةٍ إِذا أَيـدي المَطايـا
ســَدَت بِقَباضــَةٍ وَثَنَـت بِليـنِ
ظَعــائِنُ كُنـتُ أَعهَـدُهُنَّ قِـدماً
وَهُـنَّ لِـذي الأَمانَـةِ غَيـرُ خونِ
حِسـانُ مَواضـِع النُقَبِ الأَعالي
غِـراثُ الوُشـحِ صـامِتَةُ البُرينِ
طِـوالُ مَشـَكِّ أَعنـاقِ الهَـوادي
نَــواعِمُ بَيــنَ أَبكـارٍ وَعـونِ
يُســارِقنَ الكَلامَ إِلّــيَّ لَمّــا
حَسِســنَ حِــذارَ مُرتَقِـبٍ شـَفونِ
كَـأَنَّ الخَيـمَ هـاجَ إِلَـيَّ مِنـهُ
نِعــاجُ صــَرائِمٍ حُـمَّ القُـرونِ
عَقــائِلُ رَملَـةٍ نـازَعنَ مِنهـا
دُفــوقَ أَقــاحِ مَعهـود وَديـنِ
خِلاطَ أَكُــلِّ شــُقّارى اِحتَشـَتها
مُلَمَّعَـةُ الشـَوى بيـضُ البُطـونِ
فَلَمّـا أَن رَأَيـنَ القَـولَ حالَت
حَــواجِزُ دونَ مُعجِبِــهِ وَدونـي
نَقَبـنَ وَصاوِصـاً حَـذَرَ الغَيارى
إِلَــيَّ مِـنَ الهَـوادِجِ لِلعُيـونِ
نَطَقــنَ بِحاجَـةٍ وَطَـوَينَ أُخـرى
كَطَــيِّ كَـرائِمِ البَـزِّ المَصـونِ
بِمُقتَنَــصِ الهَـوى وَصـَّلنَ مِنـهُ
مَعــاتِبَ نَقَّبَـت قَصـَبَ الـوَتينِ
بِــذي ذِئبٍ يَنــوسُ بِجــانِبَيهِ
عَثاكِـلُ مِـن أَكاليـلِ العُهـودِ
أَحَـمِّ سـَوادِ أَعلـى اللَونِ مِنهُ
كَلَـونِ سـَراةِ ثُعبـانِ العَريـنِ
تُخيِّـرَ مِـن سـَرارَةِ أَثـلِ حَجـرٍ
وَلاحَــكَ بَينَــهُ نَحـتُ القُيـونِ
تَقـولُ لِـيَ المَليحَـةُ أُمُّ جَهـمٍ
وَقَـد يُرعى لِذي الشَفَقِ المَتينِ
كَأَنَّــكَ لا تَــرى أَهلاً وَمــالاً
سـِوى وَجنـاءَ جائِلَـة الوَضـينِ
وَلَـو أَنّـي أَشـاءُ كَنَنـتُ جِسمي
إِلـى بَيضـاءَ واضـِحَةِ الجَـبينِ
إِذا قـــامَت تَــأَوَّدَ مُســبَكِرٌّ
مِـنَ القُضـبانِ فـي فَنَـنٍ كَنينِ
وَلَكِنّــي أَسـيرُ العَنـسَ يَـدمى
أَظَلّاهــا وَتَركَـعُ فـي الحُـزونِ
يَظَـلُّ يَجـولُ فَـوقَ الحاذِ مِنها
بِآيِــلِ بَولِهـا قِطَـعُ الجَنيـنِ
تَســُدُّ بِمَضــرَحِيِّ اللَـونِ جَثـلٍ
خَوايَـــةَ فَــرجِ مِقلاتٍ دَهيــنِ
كَعُثكــولِ الصـَفِيِّ زَهـاهُ هُلـبٌ
بِـهِ عَبـسُ المَصـايِفِ كَـالقُرونِ
تُمِرُّ عَلى الوِراكِ إِذا المَطايا
تَقايَسـنَ النِجـادَ مِـنَ الوَجينِ
خَريـعَ النَعـوِ مُضطَرِبَ النَواحي
كَــأَخلاقِ الغَريفَــةِ ذا غُضـونِ
نَـزَت شُعبُ النَسا مِنها الأَعالي
بِجــانِبِ صــَفحِ مِطحـرَةٍ زَبـونِ
تَشــُقُّ مُغمِّضـاتِ اللَيـلِ عَنهـا
إِذا طَرَقَــت بِمِــرداسٍ رَعــونِ
يُلاطِــمُ أَيسـَرُ الخَـدَّينِ مِنهـا
إِذا ذَقِنَــت قُـوى مَـرَسٍ مَـتينِ
كَحُلقـومِ القَطـاةِ أُمِـرَّ شـَزراً
كَـإِمرارِ المُحَـدرَجِ ذي الأُسـونِ
كَــذا وَكَلا إِذا حُبِســَت قَليلاً
تَعَلُّلُهـــا بِمُســوَدِّ الــدَرينِ
مُضـَبَّرَةُ القَـرى بُنِيَـت يَـداها
إِلــى سـَنَدٍ كَبُـرجِ المَنجَنـونِ
قَليـلُ العَـراكِ يَهجُرُ مِرفَقاها
خَليـفَ رَحـىً كَفُـرزومِ القُيـونِ
كَـأَنّي بَعـدَ سـَيرِ القَومِ خَمساً
أَحَـذُّ النَعـتِ يَلمَـعُ بِـالمَنينِ
عَلــى بَيدانَــةٍ بِبَنـاتِ قَيـنٍ
تَســوفُ صــِلالَ مُبتَــدٍّ ظَنــونِ
تُعــارِضُ رَعلَـةً وَتَقـودُ أُخـرى
خِفـافَ الـوَطءِ غـائِرَةَ العُيونِ
نَواعِــجَ يَغتَليــنَ مُواكِبــاتٍ
بِأَعنــاقٍ كَأَشــرِعَةِ الســَفينِ
تُراكِـلُ عَربَسـيسَ المَتـنِ مَرتاً
كَظَهـرِ السـَيحِ مُطَّـرِدَ المُتـونِ
تَـــرى أَصــواءَهُ مُتجــاوِراتٍ
عَلـى الأَشـرافِ كَالرُفَقِ العِزينِ
بِمُنخَــرِقٍ تَحِــنُّ الريـحُ فيـهِ
حَنينَ الجُلبِ في البَلَدِ السَنينِ
يَظَــلُّ غُرابُهــا ضـَرِماً شـَذاهُ
شـَجٍ بِخُصـومَةِ الـذِئبِ الشـَنونِ
عَلـى حُـوَلاءَ يَطفو السُخدُ فيها
فَراهـا الشـَيذُمانُ عَنِ الجَنينِ
وَرَكـبٍ قَـد بَعَثـتُ إِلـى رَذايا
طَلائِحَ مِثـــلِ أَخلاقِ الجُفـــونِ
مَخافَـةَ أَن يَريـنَ النَومُ فيهِم
بِســُكرِ سـِناتِهِم كُـلَّ الرُيـونِ
فَقـاموا يَنقُضـونَ كَـرى لَيـالٍ
تَمَكَّـنَ بِـالطُلى بَعـدَ العُيـونِ
وَشـَحواءِ المَقـامِ بَلَلـتُ مِنها
بِســَجلٍ بَطــنَ مُطَّــرِقٍ دَفيــنِ
كَــأَنَّ قَــوادِمَ القُمـرِيِّ فيـهِ
عَلـى رَجَـوَي مَراكِضـِها الأُجـونِ
ســَلاجِمُ يَـثرِبَ اللاتـي عَلَتهـا
بِيَــثرِبَ كَـبرَةٌ بَعـدَ الجُـرونِ
ســَبَقتُ بِوِردِهــا فَـرّاطَ سـربٍ
شــَرائِجَ بَيــنَ كُـدرِيَّ وَجـوني
تَــرى لِحُلــوق جِلَّتِهـا أَداوى
مُلَمَّعَـــةُ كَتَلميــعِ الكُريــنِ
لِكُـــلِّ إِداوَةٍ مِنهــا نِيــاطٌ
وَحُلقــومٌ أُضــيفَ إِلـى وَتيـنِ
حَــوائِمُ يَتَّخِـذنَ الغِـبَّ رِفهـاً
إِذا اِقلَـولَينَ لِلقَـرَبِ البَطينِ
بِأَجنِحَــةٍ يَمُــرنَ بِهِــنَّ حُـردٍ
وَأَعنــاقٍ حُنيــنَ لِغَيــرِ أَونِ
قَطــا قَـرَبٍ تَـرَوَّحَ عَـن فِـراخٍ
نَـواهِضَ بِـالفَلا صـُفرِ البُطـونِ
كَــأَنَّ جُلــودَهُنَّ إِذا اِزلَغَبَّـت
أَفـاني الصَيفِ في حُردِ المُتونِ
فَفَضــَّلَني هُـدايَ وَتِهـنَ حَيـرى
بِمُشــتَبِهِ الظَـواهِرِ وَالصـُحونِ
الطِّرمَّاح بن حكيم بن الحكم، من طيء.شاعر إسلامي فحل، ولد ونشأ في الشام، وانتقل إلى الكوفة فكان معلماً فيها. واعتقد مذهب (الشراة) من الأزارقة (الخوارج).واتصل بخالد بن عبد الله القسري فكان يكرمه ويستجيد شعره.وكان هجاءاً، معاصراً للكميت صديقاً له، لا يكادان يفترقان.قال الجاحظ: (كان قحطانياً عصبياً).