
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
علــى أيّ أخلاقِ الزمــان أعــاتبُهْ
ومـــا هــو إلا صــَرفه ونــوائبُهْ
تَفــرَّى أديمــي وهـو بُتْـرٌ شـِفارُهُ
وجــافت جروحـي وهـو صـُمٌّ مخَـالبُهْ
نُــدوبٌ تُقفِّــي هــذهِ عَقْــبَ هــذهِ
وداءٌ إذا مــا بـاخ أَوقـدَ صـاحبُهْ
شــغَلتُ يــدي حينــاً بعـدّ ذنـوبهِ
وزِدن فقـــد تــاركتهُ لا أحاســبُهْ
طرحــتُ ســلاحي وانــتزعتُ تمـائمي
وضـــاربهُ يُنحِــي علــيَّ وســالبُهْ
بــبيضٍ مــن الأيــام هــنّ سـيوفهُ
وســودٍ مــن الليلاتِ هــنّ عقـاربُهْ
أُدامِجـــه حتّــى يرانــيَ راضــياً
مِــراراً وأعصــِي مــرةً فأغاضــبُهْ
فلا هــو إن أطريتُــه قــابضٌ يـداً
ولا خـائفٌ عـاراً بمـا أنـا عـائبُهْ
نصـــحتُك لا تُخــدَعْ بســنَّةِ وجهِــهِ
فشـــاهده حُســـْنٌ تَشــوَّهَ غــائبُهْ
ولا تتمهَّـــدْ قِعــدة فــوقَ ظهــرهِ
فمــا هــو إلا ضـيغمٌ أنـت راكبُـهْ
تَـــردَّى رجــالٌ قبلنــا وتقطَّــرت
بِهــمْ شــُبههُ دون المَـدِيِّ وشـاهبُهْ
وصــَرَّحَ عمّــا ســاءهم طـولُ مَحضـِهِ
خبــائثَ جرّتهــا عليهــم أطـايبُهْ
حبــائلُ مكتـوبٌ لهـا نصـرُ كيـدها
مـن اللـه لا يُمحَـى الذي هو كاتبُهْ
فمــن مغلَــقٍ مســتعجَلٍ أو مــؤخَّرٍ
مُراخِيــهِ يومــاً لا مَحالـةَ جـاذبُهْ
تصـاممتُ عـن داعـي المنونِ مغالطاً
وإنّـي علـى طـول السـكوت مُجـاوبُهْ
وقــدَّمتُ غيــري جُنَّــةً أتَّقـي بهـا
ومـن يُـوقَ مـن راميـه لابـدّ صائبُهْ
أخلاَّي أيــمُ اللــهِ أَطلــب ثَـأْركَم
من الدهر لو قد أَدركَ الثأرَ طالبُهْ
أفــي كـلّ يـومٍ لـي قَضـيبٌ مُخـالَسٌ
وذخـرٌ نفيـسٌ منكـم المـوتُ غاصـبُهْ
وكـاسٍ مـن العليـاء والحسنِ يعتدي
سـليما علـى سـيفي وسـَوطِيَ سـالِبُهْ
تَطيــحُ بــه زنــدي وجَهـدُ تحفُّظـي
بميثـاقِهِ فـي الغيـب أنّـيَ نـادبُهْ
وكـم منكُـمُ كـالنجم رُعتُ به الدُّجَى
زمانـاًن خبـا بعـد الإضـاءةِ ثاقبُهْ
وآخَــرُ لمّــا سـامَحتْني بأصـله ال
منايـــا ذَوتْ أغصــانُهُ وشــعائبُهْ
وأضـــحى بنــوه غِبطــةً وبنــاتُهُ
تُســـَلُّ بهــم أنيــابُهُ ورواجبُــهْ
فينــزو بلــبيّ شــجوُهُ وتُصــيبني
بموضــعه مــن سـِرّ قلـبي مَصـائبُهْ
ألا يـا أخـي للـودّ دنيّـاً وكـم أخٍ
لأمِّـــي بعيـــداتٍ علــيّ قرائبُــهْ
لحـا اللـه خَطبـاًن شـَلَّ سرحَك طردُهُ
وجمَّــعَ فــي إلهـابِ قلبـك حـاطبُهْ
رَمْتـك يـدُ الأيّـام عـن قـوسِ قـارنٍ
إذا هـو والـى لـم تخنـه صـوائبُهْ
ســقتك بكــفٍّ أَدهَقــتْ لـك ثانيـاً
ولمَّــا يُفِـق مـن أوْلٍ بعـدُ شـارِبُهْ
فقَــرْحٌ وقَــرْحٌ لــم تَلاحَـمْ نُـدُوبهُ
ودمــعٌ ودمــعٌ مــا تعلَّـق سـاربُهْ
ويــا ليتــه لمّــا تثنَّـى تعلَّقـتْ
مقـــاديرهُ أو اســتوين مَراتبُــهْ
ولكنّهــا كــفٌّ هــوتْ إثــر إصـبِع
حــارِكُ ظهــرٍ بعــدَهُ جُــبَّ غـاربُهْ
حَصـاتان مـن درٍّ حَصـانانِ لـم تَطِـرْ
يـدٌ بهمـا مـا دنَّـس الـدُّرَّ ثـاقبُهْ
همــا بيضــتا كِــنٍّ بجـانبِ مُلبَـسٍ
حمــاه الطــروقَ تيهُــهُ وسَباسـِبُهْ
حـرامٌ على الساري تضيعَ على القطا
أفاحيصـــُهُ فــي جــوّه ومَســاربُهْ
يحوطهمـا مـا اسـطاعَ وحـفُ جنـاحهِ
شــِعارُهما دون الــتراب ترائبُــهْ
تـراه يُصـادي حـاجبَ الشـمسِ عنهما
لو أنّ الردَى ما أحرز الشيءَ هائبُهْ
رزِئتَهمــا شمســْينِ أَقســمَ فيهمـا
ظلامُ الأســـَى ألاَّ تَجَلَّـــى غيــاهبُهْ
يعـدّون خُرْقـاً بـالفتى فـي بنـائهِ
إذا مـا بكَـى أو ذلَّ للحـزنِ جانبُهْ
وكــم مــن كريــم عَــزَّهُ نجبـاؤه
فعــزَّ بمــا سـاقت إليـه نجـائبُهْ
وبعـضُ البنـاتِ مَن بها يُنتَج العُلا
وبعـضُ بنـي الإنسان في الحيّ عائبُهْ
فـــإلاَّ تكونــا صــارمين فحِْوَتــا
حُســـامٍ عــتيقٍ لا تُفَــلُّ مَضــارِبُهْ
أخـي الحلـم لـم يَمْلِك عليه حياؤه
ولا كــذَّبتْهُ فــي الزمـان تجـاربُهْ
إذا وَلَــدَ اسـتَذكرنَ حزمـاً إنـاثُهُ
كمـــا ذُكِّــرتْ أخلاقُــهُ وضــرائبُهْ
تعـزَّ ابـنَ رَوحٍ إنمـا المـوتُ مُدلجٌ
إلــى أمـدٍ فيـه النفـوسُ مَراكبُـهْ
ومـن أخَّرتْـه شـمسُ يـومٍ فلـم يمـت
يمــتْ حــولَه أحبــابُهُ وحبــائبُهْ
وأعجــبُ مــن ذي خُــبرةٍ بزمــانه
تنكَّــر منــه أن تَــوالَى عجـائبُهْ
خُلِقنــا لأمــرٍ أرهقتنــا صــدورُهُ
فيـا ليـت شـعري مـا تجـرّ عواقبُهْ
غريـــمٌ مُلِـــطٌّ لا يَمَـــلُّ وطــالبٌ
بغيــر تِــراتٍ لا تنــامُ مَطــالبُهْ
وقــد جربتْــك الحادثـاتُ فلا تكـن
ضـعيفَ القُـوَى رِخـواً لهـنّ مَجـاذِبُهْ
وغيــرُك مغلــوبٌ علـى حُسـنِ صـبرِهِ
ولا خَطــبَ إلا أنـتَ بالصـبرِ غـالبُهْ
برغمــيَ أن يَسـرِي غـزِيٌّ مـن الأسـَى
إليـك ولـم تُفلَـلْ بنصـري كتـائبُهْ
وإن كــان خصـماً لا لسـاني ينوشـه
ولا كلمــاتي الغاســقاتُ تــواقبُهْ
ويـا لِـدفاعي عنـك إن كـان صارماً
أصــافحه أو كــان ليثـاً أواثبُـهْ
ومَـن لي لو أنّ الحزنَ يرعَى جوانحي
فـدىً لـك لـو يرضـَى بقلبِـيَ ناصبُهْ
فمــا هــي إلا مهجــةٌ لـك شـطرُها
وموهـوبُ عيـشٍ أنـت مـا عشتَ واهبُهْ
وإن كـان يُطفـي حـرَّ لوعتِـك البكا
علــي أنّــه جـاريه لا بـدّ ناضـبُهْ
فـــدونك دمعــي ســائلاً ومعلَّقــاً
فجامـــدُهُ بــاقٍ عليــك وذائبُــهْ
عتبــتُ علــى دهــري فسـهَّلَ عـذرُهُ
بأنّــك بــاقٍ كـلَّ مـا هـو جـالبُهْ
إذا ســلِم البــدرُ التمـامُ فهيِّـنٌ
علـى الليل أن تَهوِي صِغاراً كواكبُهْ
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي.شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته.ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية.وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي.وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.