
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أقريـــشُ لا فلــمٍ أراك ولا يــدِ
فتـواكلي غـاض الندَى وخلا النَّدي
خولسـتِ فـالتفتي بـأوقصَ واسئلي
مـن بـزَّ ظهـرَك وانظـري من أرمدِ
وهـبي الـذُّحولَ فلسـتِ رائدَ حاجةٍ
تُقضـــَى بمطـــرورٍ ولا بمهنّـــدِ
خلاّكِ ذو الحســبين أنقاضـاً مـتى
تُجـذَبْ علـى حبـل المذلَّـةِ تَنقَـدِ
قَمـرُ الـدُّنَا أضـحت سـماؤكِ بعده
أرضــاً تــداسُ بحـائرٍ وبمهتـدي
فـإذا تشـادقت الخصـومُ فلجلجـي
وإذا تصــادمت الكمــاةُ فعـرِّدي
يـا ناشـدَ الحسـناتِ طـوَّف فالياً
عنهــا وعــاد كـأنه لـم يَنشـُدِ
اِهبِـط إلـى مُضـرٍ فسـل حَمراءَهَـا
مَـن صاح بالبطحاء يا نارُ اخمدي
بَكَـر النعـيُّ فقـال أُردِيَ خيرُهـا
إن كـان يصـدُقُ فالرضيُّ هو الرَّدِي
عــادت أراكـةُ هاشـم مـن بعـده
خَــوَر الفـأسِ الحـاطبِ المتوقِّـدِ
فُجعــتْ بمعجــزِ آيــةٍ مشــهودةٍ
ولــربَّ آيــاتٍ لهــا لـم تُشـهَدِ
كـانت إذا هـي في الإمامةِ نوزعتْ
ثـم ادعـت بـك حقَّهـا لـم تُجحـدِ
رَضـِيَ الموافـقُ والمخـالفُ رغبـةً
بـك واقتدى الغاوي برأي المرشِدِ
مــا أحـرزت قصـباتِها وتراهنـتْ
إلا ظهــرتَ بفضــلةٍ مــن ســؤدُدِ
تَبعتــكَ عاقــدةً عليـك أمورَهـا
وعُــرَى تميمِـك بعـدُ لمّـا تُعقَـدِ
ورآكَ طفلاً شــــِيبُها وكهولهـــا
فـتزحزحوا لـك عـن مكـان السيِّدِ
أنفقـتَ عمـرَك ضـائعاً فـي حفظها
وعققـت عيشـَك فـي صـلاح المفسـدِ
كالنـار للساري الهدايةُ والقِرَى
مــن ضــوئها ودخانُهـا للمُوقِـدِ
مَـن راكـبٌ يسـع الهمـومَ فـؤادُهُ
وتُنــاط منــه بقــارحٍ متعــوِّدِ
ألــف التطـوّح فهـو مـا هـددته
يفـري فيـافي البيـدِ غيـرَ مهدَّدِ
يطـوي الميـاهَ على الظما وكأنه
عنهــا يَضــِلّ وإنّــه لَلْمهتــدي
صـُلُب الحصـاة يثـورُ غيـر مـودَّع
عــن أهلــه ويسـير غيـر مـزوَّدِ
عَـدِلت جَـوِيَّتُهُ علـى ابـن مفـازةٍ
مســتقربٍ أَمَــمَ الطريـق الأبعـدِ
يجـري علـى أَثَـرِ الـدِّرابِ كـأنه
يمشــي علــى صــَرْحٍ بهـنّ مُمـرَّدِ
يغشـى الوهـادَ بمثلهـا من مَهبِطٍ
ورُبَـا الهضـابِ بمثلهـا من مَصعَدِ
قَــرِّبْ قُربــتَ مـن التلاع فإنهـا
أمّ المناســك مثلُهـا لـم يُقصـَدِ
دأبــا بــه حـتى تُريـحَ بيـثربٍ
فتنيخَــه نِقْضــاً ببـاب المسـجدِ
واحـثُ الـتراب على شحوبك حاسراً
وانــزِلْ فعــزِّ محمّــداً بمحمّــدِ
وقـل انطـوى حتّـى كأنـك لم تلدْ
منــه الهـدى وكـأنّه لـم يولَـدِ
نزلت بأمّتك المضاعة في ابنك ال
مفقـودِ بنـتُ العَنقَفيِـرِ المُؤْيِـدِ
طرقَتْـه تأخـذُ ما اصطفتْه ولا تَرِي
مكـراً وتقتـلُ مـن نَحتْـه ولا تَدِي
نشـكو إليـك وَقـود جاحمهـا وإن
كــانت تخصــّك بـالمُلِظِّ المكمِـدِ
بكــت الســماءُ لـه وودّت أنهـا
فقــدت غزالتَهــا ولمّــا يُفقـدِ
والأرضُ وابـن الحـاج سـُدّتْ سـُبْلُهُ
والمجـدُ ضـيم فمـا لـه من مُنجِدِ
وبَكــاك يومُـك إذ جـرتْ أخبـارُهُ
تَرَحــاً وســُمِّيَ بـالعبوس الأنكـدِ
صـبغتْ وفاتُـك فيـه أبيـضَ فجـره
يـا لَلْعيـون مـن الصـباح الأسودِ
إن تُمِـس بعـد تزاحمِ الغاشين مه
جـوراً بمَطرحَـةِ الغريـبِ المُفـرَدِ
فالــدهرُ ألأمُ مـا علمـتَ وأهلُـه
مـن أن تـروحَ عشـيرَهم أو تغتدي
ولئن غُمِــزت مـن الزمـان بليِّـنٍ
عـن عَجْـمِ مثلِـكَ أو عُضضـت بأدردِ
فالسـيفُ يأخـذُ حُكمَـهُ مـن مِغفَـر
وطُلـىً ويأخـذُ منـه سـِنُّ المِـبرَدِ
لـو كـان يعقِـلُ لـم تنلْك له يدٌ
لكـن أصـابك منـه مجنـونُ اليـدِ
قـد كـان لـي بطريـفِ مجدكِ سلوةٌ
عـن سـالفٍ مـن مجـدِ قومِـك مُتلَدِ
فكــأنكم ومــدىً بعيــدٌ بينكـم
يـومَ افتقـدتُكَ زٌلتُـمُ عـن مَوعِـدِ
يــا مثكلاً أمَّ الفضــائلِ مُورثـاً
يُتمــاً بنـاتِ القاطنـاتِ الشـُّرَّدِ
خلاّفتهــنَّ بمــا رضــينك ناظمـاً
مــا بيــن كــلّ مُزَجِّــرٍ ومُقَصـِّدِ
فُتِحـتْ بهـنّ وقـد عـدمتُكَ ناقـداً
أفــواهُ زائفـةِ اللُّهـى م تُنقَـدِ
ورُثيــتَ حتّـى لـو فَرقـتَ مميِّـزاً
راثيـك مـن هاجيـك لـم تَسـتَبعِدِ
غــادرتني فيهــم بمـا أبغضـتُهُ
أدعـو الـبيوعَ إلـى متـاعٍ مُكسَدِ
أشكو انفراد الواحدِ الساري بلا
أُنــسٍ وإن أحــرزتُ سـَبقَ الأوحـدِ
وإذا حفِظتُــك باكيــاً ومؤبِّنــاً
عــابوا عليــك تفجُّعـي وتلـدُّدي
أحســنتُ فيـك فسـاءهم تقصـيرُهم
ذَنْـبُ المصيبِ إلى المغيرِ المُعضِدِ
كـانوا الصـديقَ رددتَهم لي حُسَّداً
صــلَّى الإلــهُ علـى مكثِّـر حُسـَّدي
يغــترُّ فيــك الشــامتون وإنـه
يــومٌ هُـمُ رهـنٌ عليـه إلـى غـدِ
وسيســبروني كيــف قطـعُ مُجـرَّدي
إن كـان حَـزَّ ولـم يُعمِّـقْ مُغمَـدي
وتُـثير عارمـةُ الريـاح سـحابتي
مـن مُـبرِقٍ فـي فضـلِ وصـفك مُرعِدِ
فتفَــتْ بـذكرِك فأرهـا فتفـاوحت
نعمـا تَـأَرَّجُ لـي بِطيـب المولـدِ
تـزداد طـولاً مـا استراحت فإنني
أرثيـك بعـدُ وحُرقـتي لـم تَـبرُدِ
مـاء الأسـى متصـبب لـي لـم يَغِضْ
فــي صــحن خـدٍّ بالبكـاء مُخَـدَّدِ
لـو قـد رأيـتَ مع الدموع جدوبَهُ
فـرطَ الزفيرِ عجبتَ للراوي الصَّدِي
لا غيَّرتْــكَ جَنــائبٌ تحـت البلـى
وكسـاك طِيـبُ الـبيت طيبَ المَلحدِ
وقَرُبـــتَ لا تَبعُـــدْ وإن علالــةً
للنفــس زوراً قَوْلــتي لا تَبعُــدِ
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي.شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته.ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية.وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي.وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.