
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أرأيــتَ أم حبَســتْ لحاظَـك عَـبرةٌ
طللاً لســـُعدة بالمحصــَّب أوقصــا
تبـعَ الريـاحَ وكـان يسـأل مفصِحاً
عـن سـاكنيه فصـار ينطـقُ مُعوِصـا
دمَــنٌ إذا شخصــتْ لعينـك أشـرفت
نــزوات قلبــك يقتضـينك مَشخَصـا
بعــدتْ بآثــار الأنيــس عهودُهـا
فوحوشــُها فــي نجـوةٍ أن تُقنَصـا
وكــأن جاثمــةَ الثَّغـامِ بعُقرهـا
أشــياخُ حــيّ جالســين القُرفُصـا
ولقـــد تَعُــدُّ فلا تَعُــدُّ بطالــةً
لـك فـي ثراهـا بُـدِّدتْ بَدَدَ الحصى
أيـــامَ عيشـــُك بــاردٌ متلــومٌ
وســواك ينهَــزُ عيشــَه مستفرصـا
وعليـك مـن ظُلَـلِ الشـباب وقايـة
ظــلٌّ لعمــرُك حيــن أُسـبغَ قُلِّصـا
نَـدمان سـافرةِ الجمال إذا احتمتْ
عينــا تنقبــت البنـانَ الرُّخَّصـا
ريَّــا إذا هــزَّتْ لشــُغلٍ غصــنَها
أَمـرَ الكـثيبُ وراءَهـا أن تنكصـا
ســمجتْ فغــودر كـلُّ ذنـبٍ عنـدها
مـا كـان شـافعَه الشـبابُ ممحَّصـا
لـم يبـق عنـدك مـن حقيقـةِ ودِّها
إلا الخيـــال تكـــذُّباً وتخرُّصــا
وعجبــتُ منهــا والموانــعُ جمّـةٌ
مــن أنهــا وجــدتْ إلـيّ تخلُّصـا
طرقــتْ وشـملتها الـدجى فأسـرّها
شـيئاً ونـمَّ بهـا الحُلـيُّ فأوبصـا
مــالي سـمحتُ بحـظّ نفسـي ذاهبـاً
فـي الغـافلين وبعـتُ حزمي مرخِصا
والــدهرُ يوســعني إذا عاصــيتُهُ
لحظــاً يسـارقني التوعُّـدَ أخوصـا
ولقــد كفـاني شـيبُ رأسـي عَـبرةً
وعلــى الفَنــاء دلالـة أن نُقِّصـا
فلأركبــنَّ إلــى الســلامة غـاربَىْ
عَــوْد إذا وخَـدَ المهـارى أوقصـا
أَنِــس بأشــباح الفيــافي طرفُـهُ
لا يطَّـــبيه منفِّـــر أن يَقمُصـــا
يطِـسُ الـثرى وَرْداً وينصـُل أورقـاً
ممــا ارتــدَى بغبــاره وتقمَّصـا
متحريـــــاً بهــــدايتي وأدائه
فـي حيـث لا تجـد القطاةُ المفحَصا
فــي فتيــةٍ يتبــادلون نفوسـَهم
فـي الحـقّ أيـن رأوه لاح محصحِصـا
ومســـوِّمين ضـــوامراً أعرافُهــا
تُفلَــى بـأطراف الرمـاح وتُنتصـى
تبعــوا هـواي مكلّفـاً أو مـؤثراً
وتعلَّقــوا بـي مازحـاً أو مخلِصـا
وإذا بلغـــتَ بناصــحٍ أو مــدهِنٍ
مـا تبتغيـه فقـد أطاعـك من عصى
يشــكو ملالــي نــافرٌ خُلُقـي بـه
ولقـد أكـون علـى التواصل أحرصا
وتصـبُّ نفسـي غيـرَ أنـي لـم أجـد
خِلّاً ســـقاني الـــودَّ إلا غصَّصـــا
قــد كنـتُ أطلـبُ مـن عـدوِّي غِـرّةً
فــالآن أطلـبُ مـن صـديقي مَخلَصـا
كــم صــاحبٍ بـالأمس صـادفَ بِطنـةً
فــترتْ بــه لمــا رآنـي مخمَصـا
لـم يُلـفِ لـي عيبـاً وطـالعَ عِرضَه
فرنـــا إلــيّ بعيبــه وتخرّصــا
عــدِّ ابـن أيـوبٍ ورُضْ شـيمي تَـرُضْ
متراجعـــاتٍ عــن ســواه حُيَّصــا
أنفقـــتُ كــلَّ مــودّةٍ أحرزتُهــا
ســـَرَفاً ورحــتُ بــودّه متربِّصــا
مـن معشـرٍ شـرعوا إلـى حاجـاتهم
أَســلا كفتــه مُــداهُمُ أن يَخْرُصـا
مــن كــل أرقـش إن تـأوّد ثقَّفـتْ
منــه البلاغــةُ أو تسـدَّد أقعصـا
يتوارثـــون بــه العلاءَ فســابقٌ
يمضـــي وقــافٍ إثــرَهُ متقصِّصــا
وُلـدتْ حلـومُهم وهـم لـم يولـدوا
من قبل أن قُرِعتْ لذي الحلم العصا
كرمــاء حبَّبَهــم إلــيَّ كريمُهــم
إن الهــوى مــا عـم حـتى خصَّصـا
بمحمـــد رُدّت علـــى أعقابهـــا
عـن سـاحتي غُشـْمُ الحـوادث نُكَّصـا
أعطَــى فــأغنَى مســرفاً متعـدّياً
ميســـورَه كرمـــاً وودّ فأخلصــا
وخبَــرتُ قومــاً قبلــه وخــبرتُهُ
فعرفـتُ مولى السيفِ من عبد العصا
تفــدِي ثــرى قـدميك قمّـةُ نـاقصٍ
حــزتَ العلا مِلكــاً وطــرَّ تلصُّصـا
حُـرِمَ السـيادةَ يافعـاً فاسـتامها
شـيخاً فكـان كناكـح بعـدَ الخِصـا
لمــا جلســتَ وقـامَ ينشـرُ بـاعَه
جهـدَ التطـاولِ لـم يجِدْ لك أَخْمَصا
لــو ذُمَّ مـا ألِـمَ المذمّـةَ عرضـُه
مـا ينقُـصُ العـوراءَ من أن تُبْخصا
وأنـا الـذي سـر القلـوب وساءها
مــا حكتُــه لـك مسـهِباً وملخِّصـا
وتنــاذَر الشــعراءُ مـس لـواذعي
والجمــر يحمـي نفسـه أن يُقبَصـا
واســتَمْتَني رقِّــي فبعتُـك مُرِخصـاً
عــن رغبــةٍ وكـواهبٍ مـن أرخصـا
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي.شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته.ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية.وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي.وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.